العدوان: الهيئة لا تتعامل مع الأقاويل بل الحقائق؛ وأحلنا 4 قضايا للإدعاء العام حسين الجغبير يكتب:التحديث الاقتصادي.. ما له وما عليه "تبرع للحزب".. الحروب تقدمنا بطلب لجمع تبرعات من المؤمنين ب رؤية "العمال" الصناعة الوطنية تفرض نفسها ك"بديل قوي" للمنتجات الداعمة للاحتلال من 'أم الكروم' إلى العصر الرقمي: هل تعود الولائم والمناسف كأداة لجذب الناخبين؟ ضريبة الدخل تستكمل إجراءات اعتماد التوقيع الإلكتروني واشنطن: استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي مباريات الاسبوع الاول من دوري المحترفين مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي يعزي عشائر الدعجة مدير الأمن العام يتفقّد موقع مهرجان جرش ويطّلع على الخطط الأمنية والمرورية الخاصة بالمهرجان الدكتور مالك الحربي .. أبدعت بحصولكم على المنجز العلمي الاردن يرحب بقرار 'لجنة التراث العالمي' العجلوني يرعى فعاليات يوم الخريج الأول في كلية الزراعة التكنولوجية في البلقاء التطبيقية نائب الملك يزور مجموعة الراية الإعلامية خرّيجو "أكاديميات البرمجة" من أورنج يطورون كودات المستقبل ويكتبون شيفرات التأثير "الصحة العالمية" تحذر من تفشي فيروس شلل الأطفال في غزة وزير الخارجية الصيني: الصين ليست لديها مصلحة ذاتية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نتالي سمعان تطرب جمهور جرش بليلة طربية تراثية توقيع مذكرة تفاهم بين الجمارك الاردنية والضابطة الجمركية الفلسطينية مهند أبو فلاح يكتب:" مخاوف مشتركة "
مقالات مختارة

عن الأردن... والتعددية

{clean_title}
الأنباط -
بلال حسن التل
أشرت في المقال السابق إلى التعددية، كناموس من نواميس الكون التي أقرها خالقه سبحانه وتعالى فعدد مخلوقاته ونوعها، ثم جعل التعدد داخل كل فئة من مخلوقات، فالملائكة الذين يعبدون الله ولا يعصون له أمراً، مرد من بينهم إبليس الذي عصى واستكبر، أما البشر فقد كانت التعددية سمة غالبة على كل شىء في وجودهم، ابتداءً من اللون واللسان وانتهاءً بالدين والعقيدة، وكذلك جعل الله في كل قاعدة من قواعد الوجود تعددية أيضاً فإن أحسن الإنسان استخدام هذه القاعدة كانت سبيلاً لنجاته وخلاصه، وإن كانت غير ذلك كانت سبباً في هلاكه، فالتعدد في الأعراق بين الشعوب إن قام على قاعدة التعاون عاشت البشرية مراحل ازدهار وتقدم، أما إن كانت سبباً في العداوة والبغضاء فإن هذه البشرية تعاني ويلات الحروب وحصد الأرواح، وهو مانرى الكثير منه في أيامنا الحالية ونقرأ عن ماهو أكثر في كتب التاريخ.
ومثلما أن التعددية بين الشعوب قد تكون مصدراً للخير، أو مصدراً للشقاء، فإنها كذلك بين أبناء الشعب الواحد فإن أحسنوا توظيفها كانت مدخلاً أساسياً للتقدم والازدهار، وسبيلاً لثراء الفكر والإبداع القائم على حرية التفكير، لذلك كان الاجتهاد مصدراً من مصادر التشريع الإسلامي، وسبباً من أهم أسباب ثرائه وجعله صالح لكل زمان ومكان، والاجتهاد لون من ألوان التعددية القائمة على قاعدة "وتعاونوا" وعلى قاعدة " اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية" وهي تعددية تحترم عقل الإنسان وتطلق طاقاته الإبداعية، على قاعدة قبول الآخر المختلف معك.
وبخلاف التعددية فإن الرأي الواحد، هو أولاً مدخل من مداخل الاستبداد على قاعدة " لا أريكم إلا ما أرى" وأول نتائج الاستبداد تعطيل العقل، الذي هو مدخل كل علة وقاعدة كل تخلف وجمود، ولعل ذلك من أسباب إصرار أعداء أمتنا على إنهاء التعددية فيها، كما فعلت داعش عندما عملت على تهجير غير المسلمين مخالفة أبسط قواعد الإسلام، وهو بالضبط ما تفعله إسرائيل التي تصر على تهجير المسيحيين من فلسطين عموماً والقدس على وجه الخصوص لتجرد أمتنا من أحد أهم أسلحتها الحضارية ممثلاً بالتعددية، لأن غيابها يساهم في تعطيل دور الإنسان في إعمار الأرض، لذلك لعن الله المستبدين لأنهم يعطلون ناموساً من نواميس الكون، هو ناموس التعددية التي فطر الله الكون على أساسها وجعلها من أسباب رقي المجتمعات وقوتها.
كثيرة هي ممارسات الإنسان المعاكسة لناموس التعددية، غير أن أخطرها الطائفية والتعصب للطائفة، مقتل لكل مجتمع بشري يبتلى بها، ومدخل للاضطهاد الديني والفكري والاجتماعي الذي يقود إلى الهلاك.
لكل ماتقدم نجدد الدعوة للأردنيين كل الأردنيين، بنبذ أي دعوة للفتنة أخذت لبوس الدين أو العرق، فقد منّ الله على بلدنا أنه قام مع التعددية، التي أحسنا توظيفها خلال العقود الماضية، فاتسم مجتمعنا بالتسامح وبمتانة نسيجنا الاجتماعي، وبقدرتنا على استيعاب الصدمات، ومن ثم النجاة منها، وهي ميزة علينا أن نحافظ عليها، إن أردنا الخروج من حالة الحصار التي نعيشها وللحديث بقية.
Bilal.tall@yahoo.com