الأنباط -
ومجددًاً وليسَ بغريبٍ عن حنكةِ و بعدِ نظرِ و سيطرةِ جلالة الملك و تَرجَمَتِ أفكاره و مواقفه الكثيرة التي أعادت الاستقرار في نفوس الأردنيين بعدما عاش الشعب الأردني حالة قلق و غضب شديدين جراء الأحداث الأخيرة، فلقد أعاد جلالة الملك المسؤولية، الشمولية، الشامخة و الخطى الراسخة و الرؤيا الثاقبة إلى مراسيها بشكل أرسخ و أثبت مما كانت عليه سابقا، فمنذ تأسيس الدولة و الأردن يتعريض لامتحانات حقيقية و ضغوطات كبيرة. لكننا تعودنا أن نخرج منها الواحدة تلوه الأخرى بكل ثبات و عزة و إفتخار. فهنا وقد أطل علينا جلالة الملك ابن الحسين حفظه الله و رعاه موضحًا موجهًا لشعبه العظيم رسالة كاملة واضحة، حول تلك التداعيات و الأحداث من الأزمة الأخيرة و التي كانت ستهوي بالأردن إلى الدرك الأسفل لا سمح الله، بزعزعةِ أمنه و استقراره لولا إرادة الله ،ثم بُعد النظر لدى جلالته و ثقتة المطلقة بحب شعبه له، و تأييد شعبه، فمن هنا خرج لنا جلالته باضاءاتٍ ملكيةٍ ساميةٍ.
فالإضاءة الأولى:- حول البيت الهاشمي ،فخرج علنًا و ضمَّ قلوب كل الأردنيين من حوله و ضمَّدجروح كل الأردنيين، على الرغم من صعوبة الطعن من الخلف إلا أنه قد عالج هذا الجرح الداخلي، لأن أولوية الأردن هي الهدف الأسمى الذي من أجله و لأجله عمّت الألفة و المحبة في البيت الواحد و من خلال أميرنا الحكيم سمو الأمير الحسن بن طلال، فقد كان طبيبًا ماهرًا في علاج الجرح الداخلي و شفاؤه شفاءً تامًا، أما رؤية جلالته في التعامل مع أسرته الصغيرة بنفس المكيال الذي يتعامل به مع أسرته الأردنية الكبيرة وصولًا إلى المصلحة الوطنية العُليا و سيادة القانون فوق كل الإعتبارات فلقد كرّس جلالته حياته جُلها من أجل أمن و استقرار الوطن للنهوض في الأردن إلى أعلى المستويات العالمية. فحديث جلالته كان كافيًا بأن يبث الطمأنينة في قلوب كل الأردنيين و وئدِه للفتنة كان حكيما، دون أن نرى للنار لهيبًا ولا رائحة ، هكذا أُخمدت هذه الفتنة، فلقد تعامل مع الموقف بحنكة هاشمية و حكمة عربية و إطار سياسي إنساني بحت. أما بالنسبة للإضاءة الأخرى:- فلقد تعود الأردن على مثل هذه المحن و ذلك حصيلة المواقف الإنسانية الوطنية القومية العروبية الهاشمية اتجاه القضايا العربية و الاسلامية ،خاصة المقدسات الإسلامية، فهي ثوابت لدى الهاشمين لا غنى عنها فالأردن دولة فتية لكنها ذات حدود سياسية و روحية و دينية عميقة، فالقانون هو الفيصل في كل الإجراءات الملكية التي تخص الدولة. فلا أحد يستطيع إنكار ضرورة تلك الإجراءات الأخيرة التي اتخذها جلالته للحفاظ على أمن الأزدن واستقراره. فالأمن و الاستقرار هما رأس المال أما الإضاءة الأخيرة:- التي نوّرنا بها جلالته فهي المحور المحور الرئيس فكلنا على علم و وعي تام بأن هناك قوى خارجية تحاول العبث بأمن و أمان الأردن فلم تهدأ هذه القوى منذ تأسيس الدولة فها نحن على أبواب مئوية جديدة و الأحداث تتسارع الواحدة تلوا الأخرى مرورًا بأحداث سنة١٩٤٨، ١٩٦٧ ، ١٩٧٠ و حرب العراق و إيران و أثرهما على الأردن و حرب الخليج و غزو العراق و أحداث فلسطين و سوريا و لبنان والربيع العربي و القوى الإرهابية وصولا الى احداث قلعة الكرك والسلط، فكل هذه الأحداث ولله الحمد لم تؤثر سلبًا على أمن و استقرار الوطن ،لا بل زادته قوة و خبرة عالية للتعامل مع مثل هذه المؤثرات الخارجية ، و في كل مرحلة انتقالية كانت هناك أيدي خفية و تدخلات خارجية للمس بأمن الوطن و المواطن و على الرغم من هذه الأحداث إلا أنّ الأردن كان يخرج منتصرًا و بقي الأردن، و سيبقى شامخًا بكل قيمة الهاشمية، فوضوح الملك و ثقته المطلقة منبثقًة من دعم شعبه و حبهم له فلقد تعودنا في الأردن على المصارحة و الشفافية والمكاشفة و الوضوح و كسر الحواجز بين مؤسسة العرش و الشعب فهذه تعتبر الداعم الرئيس للدولة والركيزة الاساسية و هي اللبنة الأساسية للإصلاح السياسي.
شكرًا أبا الحسين على كيل مصلحة الأسرة الصغيرة و الكبيرة بمكيال واحد و تفضيل المصلحة الوطنية العليا على الجميع. فهنا نثمن طمئنة جلالة الملك لشعبه وقوة وصلابة علاقته وأخوَته مع شعبه المحب له.
فكانت سابقة عالمية وحيدة النوعية بادرة احتوائه للأمير حمزة تحت جناح عطفه و مودته بين أهله و أخوته و في قصرة، و من ناحية أخرى تطبيق القانون بكل نزاهة و شفافية لباقي الأطراف الذين حاولوا أن يمسُّوا من بأمن و استقرار البلد..
وفي الختام وجب علينا ان نلتف جميعا حول القيادة الهاشمية الحكيمة و نشكل درعا داخليا يتجسد فيه كل معاني المواطنة الصالحة والانتماء الحقيقي لهذه الأرض التي نقطنها، ونقدم كل ما من شأنة بناء بلدنا لغدٍ اجمل و مستقبل مشرق من أجل أبنائنا و كرامة لذكرى أبائنا واجدادنا بناة هذا الوطن وحماتة، فالاردن كان ولا يزال الحاضنة الأساسية للقضية الفلسطينية و المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين العروبة .
حمى الله الاردن في ظل حضرت صاحب الجلالة ابا الحسين حفظه الله ورعاه و حمى الله فلسطين العروبة وعاصمتها القدس الشريف ووصايتها الهاشمية .
النائب/ احمد عشا