الأنباط -
في خضام تأزّم الوضع الوبائي نجد كثيراً من ناشطي مؤسسات المجتمع المدني والمسجلة لدى وزارة الشؤون البرلمانية والسياسية ينحصر نشاطهم في تأليب مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وركوب موجة الترند ، مستفيدين من "الفولو واللايك والشير والريتويت" وغيرها من مسميات أدوات التفاعل مع كل ما يثار وينشر عليها عبر تنميق الجُمَل والعبارات واللعب على عواطف المتابعين، وللأسف يوظفون كل خبر سياسي اقتصادي واجتماعي بطريقة شعبوية زادت من احتقان الشارع غير أبهين بالتبعات والعواقب الوبائية في حال إقامة التجمعات ، وعندما يصل متابعيهم المتأثرين بهم إلى مرحلة التصعيد نجد أولئك انفسهم قد نشروا بيانات ورسائل ضد النزول إلى الشارع وأنهم في صف الوطن !
الشفافية مكافحة الفساد والحوكمة لا تكون مجرد محض مصطلحات تستخدم كشعارات رنانة طنانة ولذلك علينا أن نبدأ بممارستها من داخل مؤسساتنا بداية والهيئات المشكّلة لهذه الغاية ، والحفاظ على اعضاء هيئاتها العامة لا تنفيرهم والعمل على تجميدهم واشاعة اجواء من الضبابية والإقصاء خوفاً من مشاركتهم أية انجازات إن وجدت فعلاً !
نحن في هذه الظروف الدقيقة في أمَسّ الحاجة إلى "التشبيك" لتوفير مساعدات وزيادة الطاقة الاستيعابية للقطاع الصحي مما يساهم في إعانة الدولة مع ظروف تفشي الوباء والضغوط المتزايدة على المرافق والكوادر ،والتشبيك الفعلي لا اللفظي جزء مهم لاستثمار كل ما يتاح لنا من فرص لامداد القطاع الصحي المدني والعسكري بما يلزمه من أسِرّة ومستهلكات وأجهزة طبية فأحياناً قد تصل الطاقة الاستيعابية لبعض المستشفيات إلى ذروتها فلا يكاد المريض يجد سريراً فيتم تحويله إلى مستشفى آخر.
المسؤولية الأخلاقية تُحتِّم علينا بعد سنوات من الخبرة عبر مراحل مختلفة أن نكون أكثر إنضباطية ومهنية وأن نعلم بأن الحرف الذي يوظف في غير مكانه الصحيح يقوِّض دعائم السِلْم المجتمعي و قد يقتُل ، وعليه يجب أن لا نكون "ناشطين شعبويين تعبويين" نموج مع موج العالم الالكتروني الديماغوجي ، وعلينا أن نسعى نحو عمل مؤسسي حقيقي لا منفرين لأعضائنا العاملين بل مستقطبين و نحتوي الجميع مطبقين للمفاهيم التي ندعو إليها لا مُنظّرين فلسفيين .