الأنباط -
بقلم لورانس المجالي
أتابع حالي حال الكثير من الأردنيين خلال المساء ومع إبريق شاي وبحثا عن (تسلايه) بعض فيديوهات البث المباشر عبر الفيس بوك ولكوني مواطن أردني قد تجاوزت الأربعين فيجب علي أن انحاز للمحتوى السياسي في العلن وبعض التوك توك في السر وعليه فيجب أن أتابع أغلب الفيديوهات الغث منها والسمين .
وفي الآونة الأخيرة أشدت الرسائل الخارجية من بعض الواهمين انهم الأوصياء على الأردن وشعبه و الأكثر معرفة بمصالحة وقد بدأت المتابعة لغايات التمحيص والمقارنة وقد رصدت تغير واضح في أسلوب تلك الفئة الواهنة الغريبة . حيث تكتشف بعد متابعة لساعات لأحدهم أن الروايات كاذبة خاصة بعد مناقشتها مع ثقات من أصدقاء ذلك المعارض وان اكبر نسبة للمصداقية في الحكايات لا تزيد عن ٢٠% في أحسن الأحول وقد تيقنت أن الإمر لا يزيد عن شو وبحث عن اللايكات وفي بعض الأحيان تصفية حسابات بين بعض الفيلة المتقاعدين لا أكثر .
ولكن هناك تغير غريب في تصرفات هذه المجموعات المختلفة ايدلوجيا و فكريا و مصلحيا وتناغم غير مبرر و توجية واضح ينم أن هناك من وحد تلك الأبواق للاستفادة من كم المغرر بهم عبر صفحاتهم وتنويع المتلقي والفئة المستهدفة في رسائلهم والاهم تشخيص الحالة السياسية والاقتصادية بشكل سلبي ونشر حالة من القلق والتوتر والخوف وتعظيم الأخطاء ووسم اي وطني بسحيج والمأجور وكأن الدولة والحكومة هي دولة وحكومة احتلال وليست أردنية خالصة .
ونذير الشؤم في رسائل هذه الثلة التشهير الممنهج و أضفاء صورة الفساد والاقتتال بين الأجهزة الأمنية وتصويرها على شكل مليشيات فاسدة وغير وطنية ومتناحرة وحكومة ضعيفة غير متناغمة ومؤسسات منهارة ينخرها الفساد وهذا يعد محاولة لصناعة صورة نمطية لشكل الدولة ومؤسساتها وهو خطير جدا ويحتاج لمتابعة حثيثة من قبل المختصين في الاعلام وعلم النفس والاجتماع والحس الأمني وتطوير الأدوات اللازمة لتصدي لتلك الرسائل بشكل مباشر وجماهيري ودعم الأصوات الوطنية التي أصبحت تخشى وسم السحيجة و أعادة الهيبة لمصطلح وطني والاهم التوعية غير التقليدية لمخاطر رسائل الفتنة التي لا تقل خطرا من الرسائل الإرهابية الهدامة وعلى كافة الأجهزة الأمنية إطلاق أقسام لمكافحة الفتنة وتقويض الدولة و اشراك أكاديميين و إعلامين متخصصين في مكافحة الرسائل الهدامة .
ولا شك أن الغطاء الذي يتناوله الجميع من هذه الفئة الموجهة هو الديمقراطية والتعبير عن الرأي وهنا يأتي سؤال المليون دينار من قال أن الديمقراطية وحقوق التعبير تشمل رفض الاخر و وسم اي مخالف مصطلح سحيج وكيف ترفض الحكومة وتطالب بأقصاء الوزراء دون تمييز أو حتى تقييم للأداء ومن قال أن الديمقراطية هي صناعة صورة سوداوية عن الأجهزة الأمنية وشيطنة قياداتها ورفض كل ما قدم منها للوطن عبر عقود من حماية الأمن والاستقرار المجتمعي وحتى المتقاعدين العسكرين لم يسلموا من هذه الرسائل و الإشارات القذرة من اغتيال وتقزيم للعمر الذي قدمه المتقاعدين في خدمة الوطن .
هناك ملف ضاغط وكبير وممتد اذا لم يتم محاصرته وتجفيف منابعة وتطوير وسائل المحاكات مع الشارع واعادة صيانة الصورة الوطنية وترميم المشهد السياسي ودورة لدى النشأ وتعظيم دور الأجهزة الأمنية عبر النشر الموجه لكافة الإنجازات والمخاطر الملقاة على عاتقهم . نقول للشباب( المش حلوين) لن تهتز صورة القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية لدينا إبدا فهم أبناءنا وكبار البلد وحماة الوطن وسنبقى نعتمد الحوار والتصويب عبر الأطر الدستورية لأي مخالفات حكومية دون اغتيال الشخصية واحترام رجال الدولة الذين تم اختيارهم من الملك المعظم في مواقع المسؤولية ولن نسمح بأن يتفوه تافه بكلمة واحدة على السلطة القضائية الوجيهة والمحترمة ذات التاريخ المشرف ولا حتى العبث في قبور الرجالات الوطنية المحترمة من الذين تشرفوا بخدمة وطنهم وفي النهاية لا يوجد في الأردن سحيجة هناك أقلام وطنية تعي جيدا معنى كلمة دولة ونظام وقضاء وجيش وان وكرامة وسلم مجتمعي ونقولها أن الله لا يهدي كيد الخائنين.
حفظ الله وطني