الأنباط -
هل سأكتب عن مشاعر تفيض مني اليوم.
أم سأروي قصةً تلمس مشاعرك أيها القارئ.
لا أظن !!!!
فاليوم استيقظت على عكس عادتي....
لم أحتسي كوبا من القهوة المُره، فيكفي مرارة الاخبار التي تُنشر بيننا، هي كفيلة بأن تيقظ جميع حواس الانسان .
لم أستمع لجمال صوت فيروز، فلا شيء كفيل بأن يزيح عن تفكيري بشاعة ما يحدث في هذا الكون.
اليوم لم أتناول فطوري كالمعتاد فأنا لست بحاجة لرفع نسبة الادرينالين عندي، فكمية الغضب التي أشعر بها كفيلة بأن أتوجه بحثا عن كل مسؤول في بلدي وأحدثه بلا نُعاس قائلةً:
لما تحتسي كوباً من القهوة؟
لما تستمعُ لنغمات فيروز يا هذا ؟
لما تأكُل الفطار من مختلف الأنواع؟ الا تكتفي بنوعٍ واحد
لما لا أسمع لك صوتا ألم تقل بأنك مسؤولٌ عما يحدُث.
ثُم سأفتح له نافذة غرفته التي لا أظن بأنه نظر اليها يوماا!! فإن فعل، سيصبح مثلي ، نعم أعتقد ذلك.
سأقرب له الصورة، لعله لا يرى من بعيد...
أنظر، انه الطفل الذي ماتت أمه من إهمال بشري
وعدم مسؤولية.
أنظر، إنها الأنثى التي قتلت بسبب قانون لم يحمي حقها.
أنظر ، بإمعان إنه الشاب الذي يبحث عن عمل على إشارة مرور أمام منزلك.
ألا تشعُر بمن حولي وحولك فهو بعين واحده ويرى ما لا تراهُ أنت بعينين اثنتين.
ألم تقل بأنك المسؤول وستكون أنت بديلاً عن اليدان والعينان، هو ليس الأول ولن يكون الأخير
ستستمر...
أنظر بتركيز لعلك تستيقظ !
إنها الأمطار التي تهدم المئات من أرزاق إخوتي بسبب ضعف البنية التحتيه .
أنظر بتركيز لعلك تستيقظ!
إنها طفلة احتاجت الي قطعة صغيره بحجم إصبع اليد من أحد سائقين المركبة العليا. وها هي تموت ليست الأولى وليست الأخيره..
ستستمر..
وبعد كُل هذا لن يستيقظ ....سيبقى نائمًا الى ان نُحرق ويدفن كل منا الآخر
ولكني بجميع الأحوال سأعطيه شيءً من الادرينالين الذي بداخلي لعله يستقيظ يوما ما ليرى ما يحدث من حولي و حولكم.