محليات

ولي العهد :"مصلحة المواطن الاعتبار الوحيد امام اي مسؤول"

{clean_title}
الأنباط -

سمو الامير في حوار يتسم بالبساطة والعفوية ويرتكز على التأصيل الديني والشعبي

" في الجيش أنا لست ولياً للعهد، أنا ملازم أول"

"شبابنا قد حالهم لكنهم يحتاجون الفرصة"

القدس قضية شخصية لدى الهاشميين، وخط أحمر عند كل أردني

 خليل النظامي

شكرا سيدي على هذا اللقاء،،،،،

جملة شعبية مستوحاة من الاوساط الشعبية الاردنية، ولا اعتقد ان هناك مواطن اردني لم يستخدمها في حديثه، الأمر الي نستدل به على حجم صفتي التواضع والاحترام اللتان يتحلى بهما سمو الامير، اضافة الى دلالتها ومن خلال التحليل على أن سموه منخرط بالاوساط الشعبية بشكل عميق ويمارسها بشكل شبه يومي كونه استخدمها في لقاءه الذي يعتبر لقاء رسمي.

واضافة الى تواضعه واحترامة يتضح لنا من خلال سياق حديث سموه، استناده في اكثر من موضع وخاصة افتتاحية اللقاء على آيات من القرآن الكريم، الأمر الذي نستدل به ان سموه مؤمن بقضاء الله وبقدره ومستندا على كتاب الله في حياته الشخصية والمهنية، ومثقف دينيا ودنيويا، حيث استشهد بقول الله تعالى "فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" من سورة يوسف عليه السلام.

الى ذلك انتقل سمو الأمير في المحور التالي للحديث عن العلاقة التي تربطه بالقوات المسلحة الاردنية "الجيش"، ووجه رسالة بشكل واضح وصريح أنه سواء كان اميرا او وليا للعهد فهو ضابط وجندي مقاتل شأنه شأن زملاءه الضباط لا يختلف عنهم شيئا الذين وصف علاقته معهم بالعلاقة التي لم يرى مثيلا لها في أي مكان اخر، الأمر الذي نستدل به على وفاء سموه لرفاقه في السلاح، وقدسية علاقته بـ الجيش الذي ساهم في تعليمه الإلتزام والتضحية والإنضباط، مسندا هذا الحب والاحترام لـ جدة رحمه الله المغفور له الحسين الباني الذي اورثه اسس هذه العلاقة المتينة مع الجيش.

ولم ينسى سمو ولي العهد الشرف الذي ناله من جده الراحل الحسين الباني وهو حمل أسمه، الذي قال أنه يشعره بـ المسؤولية الكبيرة والارتباط القوي الذي يحمله في داخله تجاه الاردن والاردنيين، مشيرا الى ما تعلمه من جده الحسين من اسس القيادة والقرب من الاوساط الشعبية والإلهام والاستقلالية في النهج والفكر ضمن الثوابت التي تربى عليها، الأمر الذي يجعله فخورا عندنا يستذكر الناس الحسين وخطاباته ومواقفه والتي كانت سببا في صمود الأردن بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها لغاية الان.

وتابع سموه، واصفا ما أكتسبه من مرافقة "والده" جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم من احترام وتقدير للقوات المسلحة، وتتبعه لملامح جلالته في جولاته ومقابلاته لرفاق السلاح الذين خدموا معه في السابق، موضحا سعادته الكبيرة وسموه يتابع الحديث بين جلالته ورفاق السلاح عن ذكرياتهم أيام الخدمة العسكرية، المشهد الذي يوضح لنا من خلال متابعته العلاقة المتينة والارث الجميل الراقي بين العائلة الهاشمية والقوات المسلحة الاردنية عبر التاريخ.

واعتبر سموه نفسه محظوظا في مرافقته لـ "والده" جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، والتعلم منه كيف يكون حازما في أصعب الظروف، وكيف يكون عطوفا انسانيا في المواقف الانسانية، وكيف يكون هادئا في الأزمات ليتخذ بروية القرار المناسب في الوقت المناسب، الأمر الذي يصف لنا هنا مواصفات القادة العظام الذين يتميزون بالهدوء والتركيز في اصعب الظروف والازمات التي تمر بهم ليتخذوا القرارات الحكيمة في الاوقات المناسبة.

ومما يلفت الانتباه في حديث سموه عن علاقته بجلالة الملك استخدامه احد الأمثال الشعبية حيث قال "المجالس مدارس"، الأمر الذي يؤكد لنا أن سموه منخرط بشكل كبير في معظم الاوساط والشرائح الشعبية وقريب منه لدرجة كبيرة، حيث معروف ان هذا المثل يعتبر مدرسة اجتماعية سلوكية يتعلم منها الكبير والسغير من خلال كل المواقف والسماهد والاحداث والروايات والحكاوى التي تسرد في المجالس.

ومن الدلائل ايضا على قربة من الاوساط الشعبية، استشهاده بمشهد تتحدث به معظم الفئات البسيطة بشكل يومي واعتيادي كـ نوع من الفضفضة مع بعضهم البعض عن همومهم حيث قال "البعض لديهم إلتزامات بسيطة ولا ينامون الليل"، الأمر الذي نستدل به ان سموه على اطلاع بأحوال المواطنين من جميع الفئات والشرائح، خاصة انه جاء استشهاده بهذا المثال لوصف كبر وعظم حجم المسؤولية الملقاة على عاتق جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم الذي يتحمل مسؤولية بلد وشعب بأكمله، الامر الذي نستدل به ايضا ومن قربه للملك بصفته نجله وولي عهده ومطلع على الكثير أن حجم الضغوطات والحمل على جلالة الملك كبير جدا وعظيم.

وعاد سموه واستند في حديثه عن وباء فيروس الكورونا المستجد الى آية من القرآن الكريم الأمر الي يؤكد ما تحدثنا به سابقا عن ايمانه المطلق بحكمة الله تعالى في تسيير الأمور مع الأخذ بالاسباب والتدبر والصبر على البلاء، حيث قال سموه :" ان من الضروري أن يأخذ جميع المواطنين بالأسباب ويقومون بالتسجيل لأخذ اللقاح، مطالبا اياهم بالصبر على البلاء، مستشهدا بالآية الكريمة " إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً" من سورة الشرح.

وحول الوضع الاقتصادي الذي تمر به الأردن، تحدث سموه بفلسفة علمية تمثل منهجية وسياسة اقتصادية في ادارة الشأن الاقتصادي وعلاقته بالشؤون الاخرى وربطها مع شؤون الاقليم واثاره الايجابية والسلبية، مؤكدا في الوقت نفسه على أن هناك اخطاء قد حصلت ويجب مراجعتها والتعلم منها، موضحا أن الادارة الاقتصادية يجب ان يتم فيها تحديد الهدف وتوضيحه، اضافة الى المأسسة في العمل والجرأة في اتخاذ القرارات.

وتابع سموه، أن الأهم هو ان نلمس نتائج على ارض الواقع، وأن جميع الاعتبارات امام اي مسؤول بغض النظر عنه يجب ان تكون باتجاه مصلحة المواطن اولا، مؤكدا انه لا وقت وصبر لدينا لأي اعتبارات اخرى، الأمر الذي يفسر لنا مدى اهتمام سموه بحال المواطن الاردني وأن لا تساهل ولا وقت لما هو في غير مصلحة المواطن الاردني.

جملة وصف بها سموه الشباب الأردني، واسندها بكشفه عن جولاته الكثيرة التي يلتقي خلالها الشباب الاردني من مختلف الشرائح والفئات الشعبية للإطلاع على اوضاعهم وأحوالهم، والتي لحقها بـ جملة "لكنهم يحتاجون الفرصة" الأمر الذي يوضح لنا أن سموه على اطلاع كامل بأحوال الشباب ويدرك تماما بشح الفرص المتوفرة للشباب الاردني، وداعيا بنفس الوقت الى التركيز على تطوير مهاراتهم من خلال التدريب والتأهيل.

وادرج سموه مثال بـ مؤسسة ولي العهد التي تنتشر في معظم المناطق والاطراف في مختلف محافظات المملكة، سعيا لنشر مفهوم وثقافة التعليم التقني من خلال العديد من المبادرات التي تساهم في تأهيل الشباب للإنخراط في سوق العمل، خاصة ان التعليم التقني ثقافة تدل على سياسة المواكبة والسير مع التطور العلمي والتكنولوجي.

أما فيما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي فقد تحدث سموه بمنهجية يتعطش لها ويطلبها جميع المواطنين، حيث قال :" أن منصات التواصل الاجتماعي مهمة جدا لكنها لا تعكس الواقع الحقيقي، لذلك احاول التواصل مع الناس بشكل مباشر"، وهذه الفلسفة او الثقافة تذكرنا بجده الحسين الباني الذي لطالما كان على مقربة كبيرة من المواطنين في مختلف محافظات ومناطق المملكة، والتي اورثها لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، وها نحن نراها اليوم من ابرز صفات سمو ولي العهد الحسين الذي أكد في حديثه أن التواصل مع الناس على ارض الواقع ثقافة وفلسفة عنده للوقوف على احتياجاتهم واحوالهم.

وتابع سموه، الحديث حول الجانب السلبي لـ منصات التواصل الاجتماعي المختلفة الذي أزعج الكثير من المواطنين خاصة نشر الاخبار السلبية وغير الصحيحة، موضحا أن الأصل في الاشياء "فتبينوا"، مشير الى ان ما حصل معه حول احد الاخبار غير الصحيحة والتي حملت خبر زواجة يحصل مع معظم المواطنين.

وهنا يتضح لنا أن سمو ولي العهد يتابع منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر، ويقرأ تعليقات المواطنين ان اتيحت له الفرصة، ولكنه يفضل ملاقاة المواطنين والتحدث معهم بشكل مباشر على ارض الواقع، وداعيا المواطنين الى تحري الدقة في التفاعل مع الاخبار التي تحمل انباء غير دقيقة وسلبية.

وعلى صعيد اخر تفاخر سمو ولي العهد، بالانجاز الذي حققه الأردن على الصعيد الاقليمي من حيث صمودها وازدهارها في قلب منطقة ملتهبة معزا الفضل في هذا الانجاز الكبير الى الايمان المطلق لدى الشعب الاردني والقيادة الحكيمة التي ارسته الى شواطىء الامان، موضحا أن رؤية الأردن هي حماية مصالحه الاستراتيجية، ومؤكدا على ما أكد على ان مواقفنا ثابته تجاه القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية التي تعتبر قضيتنا المركزية، مشددا على ان القدس قضية "شخصية لدى الهاشميين، وخط احمر عند كل اردني".

وختم سمو الأمير حديثه حول مستقبل الأردن بالقول :" أن بلدنا زاخر بالقدرات البشرية، وهو متحف من الشمال للجنوب ولدينا طاقة إبداعية هائلة، ونمتلك جميع المكونات الأساسية للتقدم. المطلوب اليوم أن "نشمّر عن إيدينا" ونعمل مع بعضنا البعض بروح واحدة؛ لأن "يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ".

وهكذا نحن الأردنيين، يدٌ واحدة بإذن الله تعالى، وثابتون تحت أي ظرف. أنا متفائل بالمستقبل، وأدعو الله أن يبقى الجميع بخير والله يحمي البلد.

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )