هاريس تتقدم على ترامب في الاستطلاعات.. وتؤكد “أعرف نوعيته جيدا” العدوان: الهيئة لا تتعامل مع الأقاويل بل الحقائق؛ وأحلنا 4 قضايا للإدعاء العام حسين الجغبير يكتب:التحديث الاقتصادي.. ما له وما عليه "تبرع للحزب".. الحروب تقدمنا بطلب لجمع تبرعات من المؤمنين ب رؤية "العمال" الصناعة الوطنية تفرض نفسها ك"بديل قوي" للمنتجات الداعمة للاحتلال من 'أم الكروم' إلى العصر الرقمي: هل تعود الولائم والمناسف كأداة لجذب الناخبين؟ ضريبة الدخل تستكمل إجراءات اعتماد التوقيع الإلكتروني واشنطن: استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي مباريات الاسبوع الاول من دوري المحترفين مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي يعزي عشائر الدعجة مدير الأمن العام يتفقّد موقع مهرجان جرش ويطّلع على الخطط الأمنية والمرورية الخاصة بالمهرجان الدكتور مالك الحربي .. أبدعت بحصولكم على المنجز العلمي الاردن يرحب بقرار 'لجنة التراث العالمي' العجلوني يرعى فعاليات يوم الخريج الأول في كلية الزراعة التكنولوجية في البلقاء التطبيقية نائب الملك يزور مجموعة الراية الإعلامية خرّيجو "أكاديميات البرمجة" من أورنج يطورون كودات المستقبل ويكتبون شيفرات التأثير "الصحة العالمية" تحذر من تفشي فيروس شلل الأطفال في غزة وزير الخارجية الصيني: الصين ليست لديها مصلحة ذاتية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نتالي سمعان تطرب جمهور جرش بليلة طربية تراثية توقيع مذكرة تفاهم بين الجمارك الاردنية والضابطة الجمركية الفلسطينية
مقالات مختارة

البتراء: أَشجارنا مُستقبلنا

{clean_title}
الأنباط -

يلينا نيدوغينا*
تروي لنا صفحات التاريخ، أن الأردن كان "حَافلًا" بالغابات، وتكتسي أرضه بغطاء أخضر شاسع شساعة مساحاته الجغرافية، وبأن العديد من أنواع الأشجار زُرعت في أرضه أو "أَنبتت نفسها بنفسها"، لتظللها وتُظللُنا نحن على مدى آلاف من السنين، إذ شهدت أوائل القبائل التي سكنت على جبال الأردن وفي وديانه وحول أنهاره، على وجود غابات كثيفة فيه، كذلك عَاينت ذلك شعوب المنطقة وأنبياؤها وذريتهم مِمَن انجذبوا صوب هذه الأرض المِعطاءة، مِمَّا جعل منطقة الأردن الخصبة مَوقعًا يَنْشَدُ إليه كل مَن تطلع إلى حياة هانئة وهادئة وجميلة وغنية بكل الأطايب التي تتمناها كُل نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كلِّ جسدٍ.
قبل أيام قليلة، بادرت (جدارا للعمل الاجتماعي)، إلى تنظيم سلسلة فعاليات بعنوان "أشجارنا مستقبلنا"، بإيعاز من مؤسس المبادرة، السفير فرج العمري، سفير النوايا الحسنة في منظمة الأمم المتحدة. انطلقت الفعالية تحت رعاية وزير الزراعة محمد داودية، احتفالاً بعيد الشجرة وبمئوية تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية.
انطلقت الإحتفائية الثالثة لحملة "أشجارنا مستقبلنا" في القرية التراثية بمنطقة البيضا، تحت رعاية الدكتور سليمان الفرجات رئيس مجلس مفوضي سُلطة إقليم البتراء التنموي السياحي، وبحضور مجموعة كبيرة من المسؤولين والمهتمين .
في استجابته لنداء الوطن والطبيعة، شدّد السفير فرج العمري على ضرورة إعادة تأهيل العديد من المناطق الصالحة للزراعة، وتجهيزها لتعميرها بالأشجار، بالتعاون مع مختلف المؤسسات المحلية ذات الصّلة والاهتمام، ضمنها الجامعات والمدارس، بهدف تعظيم الاهتمام محليًا بالشجرة ورعايتها وخدمتها وتكثير عددها ونفعها، لكونها ثروة وقيمة وطنية كبرى.
الوطن والمواطن يعَتمدان على إخلاص الأشجار في الكثير الكثير من مجالات الحياة، وهي تبادلهما هذا الإخلاص بإخلاص مماثل من عندها، وإن كان بصمتٍ لكن بعزيمة ثابتة تعزّزها النبتة بمباهجِ الإثمار وتحسين الأوضاع البيئية، وجوانب عديدة أخرى، ما ينعكس بالضرورة على المواطن لاجتذابه إليها في يوميات ترسيخ صلاته الأبوية بأرضه التاريخية، وجذوره العائلية والوطنية، ونتاجاته الحضارية، لتتضاعف جُهوُدهُ لخدمةٍ أمثل لبيئته المحلية ومجتمعه.
الشجرة كائن حي بكل معنى الكلمة، يتمتع بأحاسيس مرهفة كالإنسان. ولهذا بالذات، تدفع الشجرة بنا لنحيا حياة طويلة دافقة بالحيوية والجَمال في سياقات إثمارها المتواصل لصالحنا بهدوء وبلا أي ضجيج.. فهي ولمحبتها للحياة تتوالد لتزيد رقعة الغطاء النباتي وتجعل بيئة الإنسان وروحه أكثر إنسانية وخُضرة وإنعاشًا وجمالًا فبالتالي نجاحًا.
الغطاء النباتي هو الرئة التي تتنفس منها الكرة الأرضية، ومصدر غذاء الكائنات الحية. من إنجازاتها الساكنة التَخْفِيف مِن الاحتباس الحراري، وِتَقْلِيلِ التلوث البيئي، والمساهمة في القضاء على أخطاره الكارثية، والمُحافظة على التربة من الانجراف، واستمطار السحب ليَنبت زَرْعٌ وفير يكفل غذاءً للكائنات الحية كافةً.
ندعو إلى مزيدٍ من الفعاليات الوازنة والهادفة للحفاظ على مكانة الأشجار والبيئة الوطنية، من خلال برامج جادة في وسائل الإعلام على اختلافها، والمؤسسات التعليمية والإنتاجية، وبذل جهود أوسع لخدمة الغابات، ولتكثير المساحات الخضراء بقوة القانون ونفاذه.