العميد الركن المتقاعد
الدكتور المهندس هشام عوده العبادي
لقد جاء الاهتمام الملكي السامي بالمتقاعدين من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية نتيجة العلاقة الوطيدة التي تجمع جلالة الملك برفاق السلاح عبر عقود من الخدمة في الوحدات والتشكيلات العسكرية وما تحمله من المعاني والدلالات والذكريات والدروس التي تشكل مجتمعة هوية المتقاعدين العسكريين، وكمحطة من محطات التقدير والإحترام للمتقاعدين العسكريينفقد تم تخصيص لقاءات ملكية دورية معهم، تقديراً للعطاء الذي قدموه خلال خدمتهم العسكرية وتضحياتهم في الدفاع عن حمى الوطن والذود عن ترابه الطهور ورغبة من جلالته لتحسس وتفقد احوالهم، ووضعهم بصورة الاحداث دولياً واقليمياً ومحلياً، والاستماع الى آرائهم وملاحظاتهم وخبراتهم الوطنية بهدف إثراء مسيرة العمل والبناء الوطني التي يحرص جلالته على مشاركة الجميع فيها، وكان القاسم المشترك في كافة هذه اللقاءات بروز الود والفرح والفخر والإعتزاز والمعنوية العالية وإستذكار أيام الخدمة العسكرية مع هؤلاء الشرفاء الذين يجمعهم الولاء والعشق للقيادة الهاشمية والانتماء للوطن.
ولا ننسى أبداً دعم جلالته للمتقاعدين العسكريين من القوات المسلحة والاجهزة الأمنية وزيادة رواتبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية ايماناً من جلالته بأن هذه الشريحة التي قدمت لهذا الوطن الغالي والنفيس تستحق كل اهتمام ومحبة وتقدير.
ومن باب العرفان بالجميل والوفاء لرفاق السلاح وبتوجيهات ملكية سامية حدد يوم الخامس عشر من شباط من كل عام يوم وفاء وطني للمتقاعدين العسكريين، وقد جاءت توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين الذي صادف يوم أمس،للجهات المعنية بالمباشرة بتنفيذ برنامج "رفاق السلاح"، لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى بالرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها الأردن ودول العالم، وهذه قرارات استثنائية من قائد استثنائي.
ويتضمن البرنامج، الذي اشرف عليه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، خمسة محاور: دعم الإسكان العسكري، شمول المتقاعدين العسكريين بخدمات صندوق الائتمان العسكري من خلال إنشاء نافذة تمويلية لهم بنسب مرابحة مدعومة، إنشاء مسارات خاصة للمتقاعدين العسكريين في الدوائر الحكومية ابتداءً من مكاتب الأحوال المدنية ومديريات الترخيص، لتشمل دوائر أوسع في المستقبل ولتكون مبادرة يحتذى بها في القطاع الخاص، إلحاق الأفراد وضباط الصف بدورات تدريبية وتوجيهية تهدف إلى تهيئتهم وتمكينهم بعد التقاعد، وإطلاق برنامج عروض تجارية للعسكريين العاملين والمتقاعدين يشمل خصومات نقدية، والدفع بالتقسيط أو الدفع الإلكتروني من خلال تطبيق ذكي.
وهذه رسالة ملكية سامية لكافة المؤسسات الوطنية في القطاع العام والقطاع الخاص للمبادرة بترجمة هذه التوجيهات على أرض الواقع بدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى وتخصيص الإمتيازات والأولويات لهذه الشريحة من باب الإحترام والتقدير لجهودهم المتميزة.
فهؤلاء هم رجال الوطن الأنقياء والمخلصين
الذين يحبهم الأردنيون، هؤلاء هم المرابطون والساهرون الذين واصلوا الليل والنهار
من أجل توفير الأمن والأمان والإستقرار للوطن والمواطن، هؤلاء هم الذين قدموا
سلامتهم ودمائهم في سبيل الوطن ليبقى عزيزاً غالياً معافى بقيادة هاشمية حكيمة
وشجاعة.
وهؤلاء تعلموا حب
الوطن والمواطن في مدرسة الهاشميين، رجال عشقوا القيادة الهاشمية، وأخلصوا لها،
تميزوا بتحمل المسؤولية والصدق ومحبة الآخرين ومساعدتهم، واتسمت شخصيتهم بالقيادة
والحكمة والمرونة، تركوا بصمات في كل موقع تواجدوا فيه، وعملوا بأقصى طاقتهم
انتماءً للوطن وولاءً للقيادة الهاشمية، فهم يستحقون كل دعم ومساندة ورعاية.
ومع أنهم تقاعدوا من الخدمة إلا انهم لم يتقاعدوا عن إخلاصهم وحبهم للوطن، فهم ما زالوا يمتلكون الخبرات والكفاءات ويعملون بجد واجتهاد، ولا زالوا يقدمون أقصى ما لديهم من جهود تجاه وطنهم الغالي، وهم على العهود التي قطعوها على أنفسهم أن يبقوا عند حسن ظن القائد بهم، كيف لا وهم رديف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حماية الوطن.
باسمي وباسم كل متقاعد عسكري نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لمقام جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولسمو ولي العهد والحكومة والقيادة العامه للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية على وضعهم للمتقاعدين العسكريين على رأس اولوياتهم ونعاهد الله والوطن ان نبقى في الصف الاول للدفاع عن الوطن العزيز والغالي علينا.
ونوجه تحية فخر واعتزازلعطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة وعطوفة مدير المخابرات العامة وعطوفة مدير الأمن العامتقديراًلجهودهم المخلصة وسرعة استجابتهمبترجمة توجيهات ورؤى جلالة القائد الأعلى المستمرة بالاهتمام بالمتقاعدين العسكريين ورعايتهم وتسخير الإمكانات المتاحة لخدمتهم، وأنهم الرديف والسند الحقيقي للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في المحافظة على أمن الوطن وأمن المواطن، وصون منجزاته، بالإضافة إلى دورهم الفاعل في تحقيق الأمن الوطني الشامل في ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية المحيطة والتحديات الاقتصادية التي يواجهها الوطن.
حفظ الله قيادتنا الهاشمية وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ومؤسساتنا الوطنية من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والإستقرار في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.