هاريس تتقدم على ترامب في الاستطلاعات.. وتؤكد “أعرف نوعيته جيدا” العدوان: الهيئة لا تتعامل مع الأقاويل بل الحقائق؛ وأحلنا 4 قضايا للإدعاء العام حسين الجغبير يكتب:التحديث الاقتصادي.. ما له وما عليه "تبرع للحزب".. الحروب تقدمنا بطلب لجمع تبرعات من المؤمنين ب رؤية "العمال" الصناعة الوطنية تفرض نفسها ك"بديل قوي" للمنتجات الداعمة للاحتلال من 'أم الكروم' إلى العصر الرقمي: هل تعود الولائم والمناسف كأداة لجذب الناخبين؟ ضريبة الدخل تستكمل إجراءات اعتماد التوقيع الإلكتروني واشنطن: استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي مباريات الاسبوع الاول من دوري المحترفين مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي يعزي عشائر الدعجة مدير الأمن العام يتفقّد موقع مهرجان جرش ويطّلع على الخطط الأمنية والمرورية الخاصة بالمهرجان الدكتور مالك الحربي .. أبدعت بحصولكم على المنجز العلمي الاردن يرحب بقرار 'لجنة التراث العالمي' العجلوني يرعى فعاليات يوم الخريج الأول في كلية الزراعة التكنولوجية في البلقاء التطبيقية نائب الملك يزور مجموعة الراية الإعلامية خرّيجو "أكاديميات البرمجة" من أورنج يطورون كودات المستقبل ويكتبون شيفرات التأثير "الصحة العالمية" تحذر من تفشي فيروس شلل الأطفال في غزة وزير الخارجية الصيني: الصين ليست لديها مصلحة ذاتية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نتالي سمعان تطرب جمهور جرش بليلة طربية تراثية توقيع مذكرة تفاهم بين الجمارك الاردنية والضابطة الجمركية الفلسطينية
مقالات مختارة

شروط الزعامة

{clean_title}
الأنباط - بلال حسن التل

فيما كنت يوم الأربعاء الماضي، أستذكر بعض دروس الحياة التي تعلمتها من أبي، الذي صادفت في ذلك اليوم الذكرى العشرين لوفاته، تلقيت نبأ وفاة شقيقه عبد الرؤوف التل الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى بنفس التاريخ وبنفس الأحوال الجوية التي كانت سائدة يوم وفاة أبي، فصرت أراقب حالة الحزن التي سيطرت على الناس وترحمها على الراحلين وذكر صفاتهما، وأدقق في الصفات المشتركة بينهما وأتتبع مصدرها.

أولما كان يذكره الناس من صفاتهما إلتزامهما الأخلاقي، وهذه أعرف مصدرها فقد رباهما جدي الذي لم يُعرف عنه يوماً أنه كان سكيراً عربيداً، ولم يكن من أهل الخنا، لكنه كان حريصاً على ريادة المسجد، وكان صاحب كلمة إذا نطق بها كانت عهداً وميثاقاً، لذلك لم يكن غريباً أن يربي أبنائه على ماعرفوا به من إلتزام.

عُرف الراحلان أبا بلال وأبا اليمان وإخوانهما بالزهد بالزعامة، لكنها جاءت إليهما منقادة صاغرة رغم ما عُرف عنهما من تواضع، وهذه أيضاً مورثة عن أبيهما فرغم أنه أكبر أنجال "علي الحسن" شيخ آل التل، ومؤسس ديوانهم، أعرق وأقدم ديوان في أربد وربما في الأردن، فقد ترك إدارة شؤون الديوان لأخيه الأصغر رشيد، بعد أن رحل أوسط الثلاثة خليف العلي شاباً، وقد كان جواداً معطاءً، دون أن يتخلى أحدهم عن نصيبه من نفقات الديوان، وقد كانت كبيرة، فقد كان الديوان فندقاً ومطعماً للضيوف وعابري السبيل، مثلما كان ملجأ للثوار ومخبأ لأسلحتهم، وفي ذلك كله كان أرشيد مرجعاً لأخيه رشيد الذي كان يقبل يد أخاه كلما زاره، وتلك من أسرار الزعامة الحقيقية التي يوقر فيها الصغير الكبير.

وعند الزعامة الحقيقة لابد من وقفة للقول بأن المباني والمناصب لا تصنع زعيماً، لكنها تنقاد لمن فيه شروطها وأخلاقها، وأولها حُسن الخلق، وكرم النفس، وسعة الصدر والقدرة على التحمل، والصدق مع الناس والمشي في حاجاتهم والتواضع لهم، وكلها صفات جسدها الراحلان حسن وعبد الرؤوف لذلك صار عبد الرؤوف عمدة أربد، وتجاوز حضور حسن حدود الأردن، لكنهما ظلا حتى آخر يوم في حياة كل منهما في خدمة الناس، لذلك بكاهما الناس، وهذا شرط آخر من شروط الزعامة.

وإذا كانت الزعامة صفات فإنه لابد من صقلها وتزويدها بالأدوات، وهو ماقام به جدي، عندما أصرعلى تعليم أبنائه، وتخريجهم من أعرق الجامعات، فقد كان يريدهم علماء، فصار نجله حسن من رموز الفكر الإسلامي، أماعبد المجيد فصار عميداً لكلية الزراعة في الجامعة الأردنية وخبيراً دولياً في الإنتاج النباتي، أما عبد الرؤوف فقد صار رجل قانون، أما أصغرهم علي فمهندس كميائي ومختص في الرياضيات المعاصرة دَرس في الجامعات البريطانية، وهو روائي، تُزين روايته باللغة الانجليزية واجهات المكتبات في الغرب، وكلها مستوحاه من البيئة الأردنية الأصيلة، كما عاشها وظل محافظاً عليها، وهذه الأخرى من أسرار الزعامة الأصيلة التي تسعى إلى الرجال دون أن يسعوا إليها، رحم الله جدي وأبي وعماي، وأطال في عمر شقيقهم علي ليقدم المزيد عن بلده للعالم.