الأرصاد الجوية: استمرار تأثير الكتلة الحارة على المملكة غدا ودرجات الحرارة أعلى من معدلاتها روسيا: خفض النفقات العسكرية على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة الحسين بن عبدالله الثاني: ثباتُ الجذور واتساعُ الرؤية الحرب على غزة: تداعيات وآثار طويلة الأمد النائب العموش يتواصل مع وزير التربية بشأن امتحان الرياضيات في سابقة شبابية عربية... "فرسان التغيير" يعلنون من جامعة الدول العربية انطلاق قمة الابتكار والتكنولوجيا للشباب العربي 2025 عيد ميلاد ولي العهد يصادف غدا السبت بين الوحدة القسرية والانقسام المتسع: الحرب الأميركية الإيرانية تُخاض على جبهتي الداخل أولاً اسحاق يحقق الميدالية الفضية في بطولة آسيا الشاطئية للمصارعة التربية تتابع النقاشات حول امتحانات الثانوية العامة عيد ميلاد سعيد يارا بادوسي خليل النظامي يكتب: حكاية من وطني تحت عنوان الحصيدة في زمن العولمة،،، الإعلان عن فعاليات الدورة الـ (39) لمهرجان جرش للثقافة والفنون 2025 الخصاونة يناشد "الخارجية" لحل مشكلة تعذر حصول مغتربين على تأشيرات المرور عبر الأراضي السعودية حدادين: تبرز دور الأردن في التنمية الإبداعية بمنتدى آنا ليند 2025 في تيرانا مركز العدل يطلق حملة "تذكر مين انت" بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات مديرية الأمن العام. سفيرة الأردن بالمغرب تلتقي الفنان زيد العواملة بعد تميزه في الملتقى الدولي للفسيفساء "نستله" تتخلى عن استخدام مكونات مثيرة للجدل مرتبطة بالسرطان أسعار الذهب تتراجع وتتجه لتكبد ثاني خسارة أسبوعية وفيات الجمعة 27-6-2025

مروان سوداح يكتب:اذربيجان الحضرنية والمسيحية

مروان سوداح يكتباذربيجان الحضرنية والمسيحية
الأنباط -
اذربيجان الحضرنية والمسيحية
الأكاديمي مروان سوداح
 
 تُعتبر جمهورية أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة، دولة متعددة الثقافات والديانات والألسن والقوميات، وتتّبع نهجاً سياسياً متحضّراً في هذا وفي غيره من الفضاءات.  
 ولهذا، نرى أذربيجان تفتح أبوابها على مصاريعها على الآخر الديني والثقافي والعقلي الذي يأمَنُ لمناهجها وصداقتها وحسن جبلتها الانسانية. وفي هذا الأمر وفي غيره من الوقائع تشغل أذربيجان المكانة الأولى بين دول العالم غير المسيحية، التي تُفاخر بتاريخها المسيحي، إذ ينشغل المهتمون في العاصمة باكو بالحديث عن مسيحيتهم تاريخياً، ويسهبون بإعادة نشر مدونات العصور السابقة والتعريف بآثارها المادية والمعنوية من خلال البحث والإفاضة في وسائل الإعلام الرسمية، وفي المؤسسات العلمية والبحثية.
 إلى ذلك، يتابع العالم بإهتمام وتركيز بالغين كيفية وآلية شروع أذربيجان خلال الحرب الأخيرة، التي تمكنت فيها من تحرير أراضيها المحتلة منذ نحو ثلاثة عقود، بتكثيف النشر الإعلامي من خلال وسائلها الرسمية والاجتماعية، عن المسيحية وتاريخها على الأرض الأذربيجانية.
 لم يتوقف الاهتمام الأذربيجاني عند هذا الحد، بل تطور بصورة صاعدة وسرعة ملحوظة وضمن اهتمام قيادي واضح من جانب الرئاسة السياسية الأذربيجانية، صوب تأسيس مؤسسات وطنية متخصصة تُعنى بالتراث المسيحي الأذربيجاني غني المضمون، ونجحت بتميّز في تكتيل جهود أكاديمية ومالية كبيرة لدعم هذا المشروع الكبير الذي يعكس بجلاء تحضّر ورُقي قيادة الدولة ومجموع الشعب وانفتاحيتهما ورغبتهما بتأكيد استمرارية التوثيق التاريخي والانساني للحقائق الأذربيجانية وبلغات متعددة ضمنها العربية.
 في هذا المضمار، كان لتصريحات النائب الأول لوزير الثقافة الأذربيجاني أنار كريموف، (الذي سبق له وشارك في دورات دراسية في الجامعة المستنصرية في العراق وفي معهد الدراسات الدبلوماسية في مصر)، عن أن الآثار الثقافية والدينية المسيحية في (قره باغ) "موروثة عن أسلافنا ونحميها"، أثراً بالغاً في كل رياح الكرة الأرضية، وهو ما أضاف لأذربيجان شهرة على شهرة واحتراماً على احترام، إذ أكدت للبشرية جمعاء أنها دولة القانون المنفتحة على الجميع دون استثناء، وحامية للاعتقادات والايمان والحرية الدينية لجميع مَن يحملون الجنسية الأذربيجانية وزوار وضيوف أذربيجان وجموع الحجيج المسيحي على ترابها. 
 يُعتَبر البرنامج الأذربيجاني الذائع الصيت "نتعرف على تراثنا المسيحي"، واحداً من أبرز هذه الأنشطة وهو شهير على صعيد دولي، وقد تلقى دعماً وازناً محلياً وعالمياً عندما نشرت وزارة الثقافة الأذربيجانية مقطع فيديو عن الكنيسة الأرثوذكسية "القديس جين ميرونوسيتس"، وذلك في إطار عنوان لافت هو: "التعريّف بتراثنا المسيحي."
 جاء في وكالة أنباء (أذرتاج)، أن الكنيسة أقيمت في عام 1909 على يد المهندس المعماري فيرجبتسكين، بدعم مالي من المليونير الأذربيجاني الشهير وصاحب الاعمال الخيرية الحاج زين العابدين تقييف.
 واللافت للانتباه والاهتمام والمتابعة، أنه وأثناء زيارة بطريرك موسكو وعموم روسيا، المثلث الرحمات، آلكسي الثاني، إلى باكو بتاريخ 27 مايو 2001، ترأس قداسته قدّاساً دينياً في هذه الكنيسة وأعلنها "كاثدرائية عامة". وقد ذاعت في أخبار مختلف البلدان في ذلك الوقت أن الرئيس الأذربيجاني السابق، المرحوم حيدر علييف حضر هذا الاحتفال الديني الكبير، وإلى جانبه حضره أعضاء الحكومة الأذربيجانية وممثلو السفارات ورؤساء الطوائف الدينية.
 وفي الحديث عن الكنائس، فإن في أذربيجان الدولة المتعددة الثقافات والأديان، يَحظى جميع مّن يتبعون الإيمان فيها بالاحترام والحماية، ولهذا نكتشف أن الكنيسة الأرمنية القائمة في وسط العاصمة باكو بقيت أبوابها مفتوحة أمام الجميع في كل الأزمان، وتمتعت بالصون في الحرب الأخيرة أيضاً، تماماً كما تمتعت بالحماية المتواصلة كنيسة (شوشا) التي هي المدينة الرئيسية في (قره باغ)، وبقيت بقية الكنائس في البلاد الأذربيجانية تعمل بحرية، وشخصياً كنت وما أزال أتابع في برامج محطات التلفزة الأذربيجانية باللغة الروسية، اللقاءات المتواصلة التي تجريها هذه المحطات مع رجال الدين في أذربيجان وتصريحاتهم الجريئة للدفاع عن سيادة الدولة ومِثال الحريات الذي تقدمه في كل الحقول عبر شاشات المُباصرة الأذربيجانية التي تشهد على حرية واقع وحركة الأديان في هذا البلد الصديق.

*صحفي وباحث متخصص بشؤون جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير