صندوق النقد يصرف 134 مليونًا للأردن ويقر برنامجًا جديدًا بـ700 مليون دولار تمثال مسيحي قرب روما كان يذرف دما تبين أنه عائد لمحتالة إيطالية لماذا تتفاقم أعراض الصداع النصفي عند المرضى الذين لا ينامون جيدا؟ دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة ادعى امتلاكه “قدرات خارقة”.. هذا ما فعله مشعوذ بضحاياه بالصور الريش يتألق في صيف 2025… بين الفخامة والاستدامة حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مستقبل جمهور إيران في الأردن والمنطقة. ويتكوف: نعتقد أننا سنصدر إعلانات كبرى بشأن دول ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم وآمل في إبرام اتفاق سلام شامل مع إيران أول ظهور لأيتن عامر ومحمد عز العرب بعد الصلح تأرجح مؤشرات الأسهم الأميركية الأمم المتحدة تحذر من نفاد كميات الوقود في غزة نواب يزورون مستشفى الكرك الحكومي للوقوف على احتياجاته رئيس الوزراء يهنئ بمناسبة حلول العام الهجري الجديد ‏بني مصطفى تبحث في لقاءات وزارية آفاق التعاون المشترك عمان الأهلية تُهنّىء بعيد رأس السنة الهجرية الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بحلول العام الهجري الملك يهنئ الأمتين العربية والإسلامية بحلول العام الهجري الجديد ‏الصين ترحب بالتقييم الإيجابي لاجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن العلاقات مع الصين الفوسفات والصحفيين تبحثان سبل التعاون بين الطرفين

بقايا أعوام

بقايا أعوام
الأنباط -

تسنيم أحمد غيث

منذ أن أطفأنا شمعة عام 2019 وأشعلنا شمعة عام 2020، هبت في جذور قلوبنا نسمات جديدة من الأمل، أشعلت فينا معالم جديدة من التفاؤل،بتنا نركض في خيالات السعادة ،باحثين عن آمالنا التي غطت ملامحها جبال من اليأس والحزن، مرت على أعقابها خلال سنين قد مضت.

كنا أشبه بطفل صغير يتلهف للقاء العيد، يحتضن بين ذراعيه ملابس العيد وينتظر بلهفة أن تشرق شمس صباح العيد ليرتدي ملابسه الجديدة وينطلق في الأفق محلقاً من الفرح.

لم يخطر ببالنا ولو لبرهة من الزمن أن هذا العام قد يحمل لنا بعض الآلام والأحزان والعثرات، فسذاجتنا دوماً تسبقنا نحو أي أمر وتفسره بطيب نواياها.

ربما هذا الأمر هو ما يجعلنا نُصدم في بعض الأحيان، وذلك لأننا توقعنا حدوث شيء ما، وفوجئنا بحصول عكس ما رسمناه في مخيلتنا.

وهذا ما قد حصل معنا خلال رحلتنا في سنة 2020.

فقد أقبلت علينا هذه السنة تتلهف لرؤيانا، أتت محملة ببعض المآسي والهموم على شكل وباء ڤيروسي هز كيان العالم أجمع، فقدنا أهلنا، آباءنا،رفاقنا،ودعنا صغيرنا بأول عمره،وكبيرنا قبل أن يشيب، مررنا بأفضل شهور السنة وأعظمها (شهر رمضان) دون أن نحس بحلاوته دون أن نسير سوياً مع أهلنا لصلاة التراويح ، دون أن نتسابق لكسب الأجر بالحضور إلى المسجد في ليلة القدر، دون أن نرى عائلتنا من قريب، دون أن نجتمع مع أقاربنا على مائدة الإفطار، ولم ينتهي بنا الألم هنا، فقد حل العيد، أصاب بالذهول كلما تذكرت حال العيد الذي مر بنا، حقاً بأي حال عدت يا عيدُ، شوارع كصحراء قاحلة لا يكسوها أطفال العيد، أين فرحة العيد؟!، وأين ألعاب العيد؟!، أين ضحكات الأطفال وسعادتهم بالعيدية واللبس الجديد؟!،كل هذا سلبته منا سنة 2020 لكنها لم تكتفي،تعطل معظم الناس عن عملتهم،كساداقتصادي دمر دول العالم، بيوت بلا طعام، أطفال بأحشاء خاوية بلا غذاء ، مدارس مقفلة،وجامعات معطلة وطلاب بالمنازل أمام شاشات الحواسيب يأخذون حصص ومحاضرات إلكترونية مجهزة، واهالي مالهم سوا مشاهدة أعداد الإصابة والوفيات، وإن شعرنا بالشوق لأقاربنا، مالنا سوا شاشة الكترونية لنطمئن من خلالها عليهم، أصبحنا كشاشة تلفاز تعرض مشاهد مختلفة من الألم لا أكثر، فقدنا الشغف بكل ما هو حولنا، اختفى بريق الأشياء، لم نعد نحلم سوا بهدوء وسلام وصحة لا أكثر، أصبحنا نهاب القادم، لم نعد نأمل أي شيء، هزلنا وتعبنا، لكننا تعلما أن العائلة رغم كل الظروف تبقى هي الأمان، وأنه بأبسط الأشياء نستطيع صنع الإبداعات، وأن المحبة الحقيقية تدوم بالقلب لأعوام ولايمكن أن يخالطها شك وبهتان رغم جميع الظروف و رغم تفاوت الأزمان، تعلمنا أن نستمتع بأبسط تفاصيل الحياة، تعلمنا معنى وجود من نحبهم حولنا، تعلمنا أن نتوقع الشيء السيء قبل الجميل، تعلمنا الصبر بكل حالاته، الصبر على المرض والفقر وعلى الموت والفقد وعلى الجوع والعطش والأذى، تعلمنا معنى الهمة والعزيمة والمحاولة رغم الفشل، تعلمنا أن نصنع من ذاتنا أُناس أقوياء لا يرهقهم تعب ولا يكسرهم حزن أو ألم، تعلمنا أن البقاء للأقوى ونحن دوماً سنكون وسنبقى الأقوى على مر الزمان وبالرغم من كل الظروف والأحوال سنبقى صامدون، لا نهاب أي شيء فالله تعالى يحمينا وقادر على أن يبدل حرننا لأفراح ومسرات، نعلق آمالنا بالله وحده لا بأحد غيره.

فدائمًا هُناك نبضَة تُغير القلوب، و هُناك كَلمة لا تمُوت وذِكْرى لا تُنسى، هُناك لحْظة تُساوي عُمرًا ونظْرة تختصِر الكَثير، وهُناك أمَاكن لا نُغادرها مهْما ابتَعدنا، وأناسٌ لا نودعهم مهْما أبعدتْنا المَسافات عَنهم، وهُناك حُزن لا يَصغر وفَرح لا يكْبر، في حَياتنا دائمًا لحَظات وعلاقَات فارِقة في كل شِيءْ.

ها نحن مجدداً نقف ع عتبات عام جديد نأمل من الله أن يكون عام محمل بكل ما هو جميل ،محمل بالعوض عن كل شيء مررنا به في سنة 2020 يارب مدنا بالخير والأمان والصحة والعافية علينا وعلى كل الدول والأوطان.

كن لنا الأمل يا عامنا الجديد ...

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير