المنتخب الوطني لكرة السلة يلتقي نظيره الفلسطيني في جدة غدا البرلمان العربي يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو 1287 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم غوتيريش يرحب بنتائج مؤتمر شرق أوسط خال من الأسلحة النووية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية الاتحاد العالمي للأسمدة يمنح شركة مناجم الفوسفات الأردنية الميدالية الذهبية للتميز الصناعي إغلاقات وتحويلات للسير لصيانة 5 جسور في العاصمة وفيات الأحد 24-11-2024 جمعية المهارات الرقمية تطلق برنامج منح "التدريب في مكان العمل" في منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استهلال طيب للحكومة ؟ وزير الاتصال الحكومي: المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن سيقابل بحزم الأمن يعلن مقتل شخص أطلق النار على دورية في الرابية .. واصابة 3 مرتبات البنك العربي يصدر تقريره السنوي الأول للتمويـل المسـتدام وتأثيــره جفاف البشرة في الشتاء.. الأسباب والحلول لتجنب التجاعيد المبكرة رذاذ فلفل وصعق للأطفال.. ممارسات "صادمة" للشرطة الاسكتلندية الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة.. التفاصيل كما توقعت "الانباط" في خبر سابق .. إعفاء الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية 50% لنهاية العام 20 شهيدا و 66 مصابا في غارات إسرائيلية على وسط بيروت الامين العام لاتحاد اللجان الاولمبية يشيد بجهود لجنة الاعلام

(عمّان في القلب)

عمّان في القلب
الأنباط -
يلينا نيدوغينا*
اخترت هذا العنوان الأنسب لمقالتي من أغنية شهيرة للمُغنية الشهيرة فيروز، لأتحدث عن واحدة من زياراتنا الأخيرة ضمن (برنامج أردننا جنّة)، مُخصّصة للاطلاع على مَعَاِلم عاصمتنا الحبيبة والعريقة منذ آلاف السنين. عمّان العَمّونية تتربع على عدة جبال عتيقة عِتق الأزمنة البشرية نفسها، لتعكس أشعة الشمس بضياء عظيم ينبثق من حجارتها الضخمة، يُضيء القلوب والعقول، ويَشحنها بطاقة متجددة تَستمد أصالتها ويتواصل زخمها عَبر الألفيات.
ها هي عَمّاننا تختال كصبية نَضرة تجتذب أنظار وعقول العالم إليها، ليغرفوا منها الدروس والعِبر ما وسعهم إلى ذلك سبيلا، ليُدركوا معنى قدسية الحياة عنواناً وهدفاً ومَرامي وجود الانسان فيها، وأسباب إقامته العِمران على قِممها، ولتُباري عمّان القريب والبعيد بحضارتها ومهارة شعبها منذ ولادته على أرضها الزاخرة بالمعاني الكبيرة المَاثلة إلى اللحظة أمام الخَلق أجمعين.. عَمَان شهدت خطوات التحضّر الأول في الزمن المَشاعي، فأفضى ذلك بها إلى نشر فلسفة التآخي، فقبول الآخر والتنوّع البشري في مختلف ألوانه، وعلى رأسها المشاعر الانسانية المتداخلة والمتآزرة والمتحابة.
انطلقنا أولاً، وفقاً للبرنامج المُعد رسمياً من وزارة السياحة والآثار الموقرة، للتجوّل في (جبل القلعة) الواسع الشاسع، المُطِل على جبال عمّان القديمة التي كانت وستبقى عاصمة السماء، وحاضنة للتعاليم الإلهية. ومن هناك استكملنا رحلتنا التاريخية، مشياً، في (وسط البلد)، حيث المدرج الروماني الضخم الذي يتسع لأكثر من خمسة آلاف مشاهد، والمتاحف المُلحقة به وتتحدث عن الماضي السحيق، وعن الحضارة الأردنية عبر التاريخ المحلي والمُعَاصر. وكما في (جبل القلعة) كذلك في (المدرج)، شاهدنا ما لم نحلم به من لُقيات أثرية لا تُقدّر بثمن مادي أبداً، فهي مُنتج محلي مُبدع للانسان الأردني القديم الذي تطور إبداعه بجهده وعرق جبينه لتعمير المنطقة، وصيانتها، والأخذ بها إلى عَلاء مُتصل عبر الأزمان، إذ اشتهرت البلاد الأردنية به وفي أرجاء العالم، ما أكسبها علامة وعراقة متميزة، تتحدث عن ثقافة وحضارة أصيلةً لمعروضات أجنحة التاريخ في جبل القلقة و (المدرج) وعن غيرها من النواحي الأردنية، وهذه تؤكد مبادىء الكَرم والشرف والمُروءة والإثار والشجاعة والرجولة لدى الأُردنيين الذين اجتذبوا الأمم صوبهم.
كنا نتمنى نحن الناشطات الكثيرات في نادي "ناديجدا" لصديقات الثقافة الروسية في الأردن، أن تمتد زيارتنا إلى مواقع قديمة أخرى في الجبال الأخرى لعَمّان، لننهل منها مزيداً من المعلومات اللازمة لحياتنا في وعاء الحضارة الأردنية، ونتمنى على وزارة السياحة والآثار أن يكون لديها برامج مُتجددة للتعريف بالعاصمة ومتاحفها العديدة، التاريخية، وتلك التي تتحدث عن المُعَاصَرة، ذلك أن الأهم للسياح هو أولاً معرفة العاصمة وسكانها وأوجه ازدهارها، والأهم في تاريخها وواقعها المُعاش، ومن خلال ذلك كله يتم اجتذاب المزيد منهم إليها وصوب أرجاء الأُردن، بخاصة في زمن نواجه فيه أكاذيب تنشرها بعض الجهات المُغرضة عن المملكة لحرمانها من السيل السياحي العالمي.
وتعليقاً على رحلتنا العّمانية، قالت السيدة "كلارا تشيريمنيخ"، مصورة النادي، التي ترافق مجموعاته في أرجاء الأردن، وتعمل على توثيقها ونشرها، أنا أحب الأردن وعلى ثقة تامة أن محبتي هذه عميقة ومتأصلة، وكلما أنا أوغِلُ في معرفة الأردن تزداد محبتي لهذا البلد الكبير بتاريخه وقيادته الهاشمية الفذة وشعبه، ولهذا فهو وطني أيضاً الذي أدعو إليه في حَلّي وترحالي في مختلف البلدان التي أزورها وأعمل على ترويجه فيها. في الأُردن تحيا عائلتي، وهنا يقوم بيتي، حيث وُلد أبنائي، وهم يحملون الأردن على أكفّهم، وأريد أن يكون أبنائي مُفعَمون بحُبِ الأردن وثقافته وحضارته الضاربة جذورها ليس في أعماقه فحسب، بل وفي أعماق البشرية على إتساع الكون بشعوبه وثقافاته وقومياته.
وتضيف كلارا، أن برنامج (أردننا جنّة) يعمل على تطوير الجذب السياحي والحضاري نحو المملكة، وعلى إعادة ألق التدفق إلى أرضه من مختلف الجهات، وينشط في تعظيم السياحية الداخلية التي يَستهدفها هذا البرنامج بما يُقدمه من عوامل جذب لشتى شرائح السكان المحليين.
*كاتبة وإعلامية روسية متخصصة بالتاريخ والسياحة الأردنية، ورئيسة تحرير جريدة «الملحق الروسي»، الناطق باللغة الروسية في صحيفة «ذا ستار» سابقاً.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير