ولي العهد: فخورون بأداء منتخبنا الوطني خلال التصفيات علي علوان يتوج بجائزة أفضل لاعب وسلامي يشيد بأداء اللاعبين مديرية الإعلام العسكري تصدر ملحقًا خاصًا بعنوان "صفحات من الثورة العربية الكبرى " هل العفن المنزلي سام حقًا؟.. خبراء يكشفون تأثيره نقص النوم في المراهقة يؤثر على وصلات الدماغ خبيرة تغذية تحدد أكثر 3 أطعمة تساعد في خفض الكوليسترول "المشي الياباني".. نشاط بدني بسيط وفوائد صحية كبيرة المناسبات الوطنية: المغزى ليس الاحتفال فقط. الارصاد : طقس حار نسبيا نهارا في اغلب المناطق وتحذير من الغبار في البادية.. رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني يتسلم وسام "الشمس المشرقة" من إمبراطور اليابان رغم الخسارة.. نشامى الأردن يحتفلون بالتأهل التاريخي بحضور جلالة الملك الملك والملكة يصلان ستاد عمان لموزارة منتخب النشامى في المباراة مع شقيقه العراقي الترخيص المتنقل بالأزرق غدًا د. دانا خليل الشلول تكتب:قانون تخيير المحضون في الأردن: الخيار الزائف.. هل يعاقب القانون طفلاً؟ الخارجية تعرب عن تضامنها مع جمهورية النمسا الصحة العالمية: مستشفى الأمل بغزة خارج الخدمة الملك يرعى في صرح الشهيد احتفال الجيش العربي بالمناسبات الوطنية "في حضرة التاج حين تعانق الحكمة نبض الشعب" في حزيران نكتب التاريخ: الثورة، العرش، والجيش زيادة الحد الأدنى للأجور لموظفي مؤسسة المتقاعدين العسكريين بأثر رجعي اعتبارا من بداية 2025

كاميرا لكل مسؤول

كاميرا لكل مسؤول
الأنباط - بلال حسن التل
ذات صبيحة من صباحات مطلع ثمانينات القرن الماضي, اقدم السيد محمد كمال أول مدير عام لمؤسسة التلفزيون الأردني لمدة قاربت العقدين من الزمن, على كسر عادة من عادته, وهي عدم الدخول في تفاصيل العمل اليومي للمؤسسة وإعطاء مدراء الدوائر صلاحياتهم كلٌ في مجاله مع المتابعة الحثيثة من قبل المسؤولين, ابتداءً من مدراء الدوائر فالمدير العام فوزير الإعلام فرئيس الوزراء , لأن الجميع كانوا يؤمنون بالإعلام كسلاح من أسلحة الدولة, لذلك كان من المهم الحفاظ على إنضباطه في إدائه لدوره لإيصال رسالة الدولة, وشرح سياساتها, والدفاع عن مواقفها وبناء الرأي العام المؤيد لها, كل ذلك ضمن رؤية واحدة, أهم مكوناتها ان مهمة الإعلام هو إيصال رسالة الدولة لا تلميع أشخاص يعملون بها.

في تلك الصبيحة دخل علينا السيد محمد كمال إلى مكاتب الأخبار المحلية في جبل عمان, وطرح على المتواجدين من مندوبين ومحررين سؤالاً عن أنشط المذيعين في التلفزيون الأردني وقتها, فأخذ الحضور يذكرون أسماء المذيعين والمذيعات وقد كانوا نخبة من الإعلاميين والإعلاميات المحترفين لذلك كانت أسماؤهم معروفة لدى الأردنيين, وكلما كان الحضور ينتهي من ذكر الأسماء كان المدير العام يؤكد أننا نسينا أنشط المذيعين والمذيعات وأكثرهم ظهوراً على شاشة التلفزيون الأردني, ثم ذكر أسم كان صاحبه يشغل حينها منصباً وزارياً لكنه كان شغوفاً بالظهور الإعلامي بمقاييس تلك الأيام، حريصا على ظهور صورته مع كل نشاط يقوم به صغر اوكبر.

وصلت رسالة المدير العام فزاد التدقيق على أهمية الخبر والرسالة التي يحملها, وعلى ضوء ذلك كان يتخذ القرار بتغطيته تلفزيونياً أو إهماله, علماً بأن القاعدة الاساسية التي كانت متبعة في عمل الاعلام الأردني كله وبشقيه الحكومي والخاص هي إبراز المنجز والحدث لا الأشخاص, لذلك كان الاعلام الأردني مؤثراً وفاعلاً ومحترماً ومهاب الجانب, وهي صفات فقدها تدريجياً, ساعد على ذلك قيادات اعلامية رخوة, وصل الكثير منها إلى مواقعه بالواسطة والمحسوبية, لا بالكفاءة ولا بالاخلاص, ففي العصر الذهبي للإعلام الاردني كان اختيار قادة المؤسسات الاعلامية يتم وفق نفس الأسس والمراحل التي يتم بها إختيار قادة الأجهزة العسكرية والأمنية, من حيث الكفاءة واحترام الذات وقبل ذلك الانتماء, مثلما كان المسؤولون في الدولة يحترمون أنفسهم فيتركون لإنجازاتهم ان تتحدث عنهم, إنعكاساً لثقتهم بأنفسهم من جهة, ولقناعتهم بأنهم في مواقعهم لأداء مهمة, خدمة لوطنهم ومليكهم, كان ذلك كله قبل أن يظلنا زمان صارت فيه صورة المسؤول أهم من إنجازه, إن كان له إنجاز, بل صار من أعظم إنجازات بعض مؤسساتنا هي اقتناء كاميرا لتوثيق نشاطات الوزير أو المدير العام ابتداءً من "العطسة", مروراً بالوقوف على الإشارة الضوئية, الصلاة على الرصيف, وصولاً إلى الوقوف بالطابور للمشاركة في الإيجاز الإعلامي الذي صار أعظم إنجازاتنا التي تستحق أن نشتري لها المزيد من الكاميرات ليصبح لكل مسؤول كاميرا.
Bilal.tall@yahoo.com

 
 
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير