مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع عيد ميلاد سعيد سعد العوايشة (ابو ينال ) الرومانيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسهم تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني 55.10 دينارا سعر الذهب في الأسواق المحلية الأحد تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني الأمن: مطلق العيارات النارية لديه سجل جرمي ومطلوب على قضايا عدة أبرزها المخدرات الصفدي :أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار ونقف بجبهة صلبة لمواجهة الإرهاب الغادر المياه : تدعو للتحوط بسبب وقف ضخ المياه من الديسي لأعمال الصيانة الوقائية بداية شهر 12 المنتخب الوطني لكرة السلة يلتقي نظيره الفلسطيني في جدة غدا البرلمان العربي يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو 1287 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم غوتيريش يرحب بنتائج مؤتمر شرق أوسط خال من الأسلحة النووية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية الاتحاد العالمي للأسمدة يمنح شركة مناجم الفوسفات الأردنية الميدالية الذهبية للتميز الصناعي إغلاقات وتحويلات للسير لصيانة 5 جسور في العاصمة وفيات الأحد 24-11-2024 جمعية المهارات الرقمية تطلق برنامج منح "التدريب في مكان العمل" في منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استهلال طيب للحكومة ؟

الشهيد وصفي...تداركوا الأمر قبل فوات الأوآن

الشهيد وصفيتداركوا الأمر قبل فوات الأوآن
الأنباط -

قلت في المقال السابق أن الشهيد وصفي التل كان من الذين يؤمنون بقدرات شعوبهم على النهوض والتحدي، بصرف النظر عن إمكانياتها المادية، المؤمنين بأن القوة الروحية والمعنوية هي التي تنهض بالشعوب،وتحدد موقعها على خارطة الفعل والتأثير، متغلبة على قلة إمكانياتها المادية، لذلك كان وصفي يعمل جاهدا على استنهاض روح التحدي والإنجاز عند الأردنيين لتحقيق مشروعهم القومي بقيادة آل البيت, منطلقا من الإيمان بأن بناء قناعات الشعوب ووجدانها هو أهم اسلحتها، كما أنهما أقوى محرك للشعوب, مثلما أنهما أهم حصون حمايتها من كل أشكال الضعف والإستلاب، لذلك أنشغل وصفي بهذا البناء, وسعى لإمتلاك أدواته، وهذا مايفسر لنا أهتمامه بالثقافة والفنون ومعهما الإعلام بأعتباره حاضنة الإبداع الثقافي والفني, وأهم ناقل لإنتاجهما, الذي هو اهم أدوات بناء القناعات وصياغة الوجدان الجمعي ، ومن ثم تحريك الجماهير حركة منضبطة باتجاه تحقيق أهدافها، لذلك سعي وصفي لاستقطاب الكفايات القادرة على العطاء الإعلامي والثقافي والفني وتشجبعها إلى درجة التبني، بعد أن انخرط هو شخصيا بالعمل في هذه المجالات، فكتب المقالات والدراسات والبحوث، وعمل مديرا للتوجيه الوطني، ومديرا للإذاعة، وشارك في تأسيس التلفزيون الأردني، مثلما أشرف شخصيا على اصدار جريدة الرأي، وكتب الأغنية الوطنيّة، وأحيى الأغنية آلتراثية الأردنية، ودعم أسرة المسرح الأردني، وفرق الفنون الشعبية، كما كان يشرف شخصيا في كثير من الأحيان على البرنامج العبري في كل من الإذاعة والتلفزيون، إنطلاقاً من إيمانه بدور الإعلام في معارك الشعوب وتحقيق طموحاتها.

لقد فعل وصفي ذلك كله إنطلاقاً من قناعته بأن بناء الإنسان المنتمي القوي بذاته هو أساس بناء الدولة القوية الراسخة، فكان يحتفي بالمبدع كاتبا كان أم فنانا أكثر من احتفائه بالسياسي, لأن إعداد مئات السياسيين أسهل بكثير من إعداد مبدع واحد، لذلك كان وصفي يعض على المبدع بنواذجه، كما كان حريصا على بناء مؤسسات الإبداع الإعلاميه والثقافية، القادرة على حمل رسالة الأردن, وإشباع رغبات الأردنيين الوجدانية, وبناء قناعاتهم وترشيد رأيهم العام, لذلك فإنه يوم كانت هذه المؤسسات قوية في بلدنا, كان بلدنا قويا مسموع الكلمة قوي التأثير, ذا جبهة داخلية قوية متماسكة، وهو ما أدركه أعداء الأردن في الداخل والخارح, فعملوا على تجريد الأردن من أسلحته الثقافية والإعلامية, ولا يخفي على الدارس لتاريخ الأردن, أنه منذ اهملنا مؤسستنا الإعلامية والتقافيه وهمشنا المبدعين في بلدنا، اختطف الرأي العام فيه، وضعفت جبهتنا الداخلية وأنهارت روحنا المعنوية, وتراجعت منظومة قيمنا, وتفكك مجتمعنا, ووصلنا إلى مانحن عليه اليوم من حال لا يسر, فتداركوا الأمر قبل فوات الأوآن.
Bilal.tall@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير