الأنباط -
(ناديجدا).. المَغطس وبيت الحجيج الروسي
يلينا نيدوغينا*
شكّلت زيارتنا إلى (بيت الحجيج الروسي) والكنيسة الروسية في منطقة عُمّاد السيد المسيح، في منطقة الغور، علامة فارقة في رحلاتنا المتلاحقة إلى مختلف أرجاء الأردن العزيز بترتيب عالي المستوى من وزارة السياحة والآثار في إطار برنامج (الأردن جنّة).
على الضفة الشرقية لنهر الأردن العريق، الذي شهد قبل أكثر من ألفي سنة عُمّاد السيد المسيح له المجد، على يد القديس يوحنا المعمدان، وفي أروقة الكنيسة الروسية، التقينا (قدس الأب ميخيى)، راعي هذا الموقع المُقدّس، وسررنا للموعظة العميقة التي استمعنا إليها منه، عن معنى وهدف الحياة ووجود الأنسان في حِقْبَةٌ قصيرة مِنَ الدَّهْرِ على الكرة الأرضية، كانت كلماته ذهبية رائعة تريح النفوس وذكرتنا بـِ(القديس يوحنا الذهبي الفَم)، تلميذ السيد المسيح، الذي جال في هذه المنطقة مُبشّراً وداعياً للكلمة الحق، والمحبة بين البشر، وسلام الناس والأُمم والدول والسلاطين، فشكراً لوزارة السياحة والآثار، التي مكّنتنا من التعرّف على هذه المنطقة، التي تَرنو إليها جميع الشعوب المتحدثة باللغة الروسية؛ أو تستخدمها في يومياتها الرسمية والشعبية وفي علاقاتها الدولية، بخاصة تلك التي تقع في قارة شرق أوروبا.
في رحلتنا إلى "المغطس"؛ وهو الوحيد من نوعه على وجه البسيطة لكون الدعوة للكلمة انطلقت منه أولاً؛ يَحدونا نحن أعضاء (نادي "ناديجدا" للسيدات الناطقات باللغة الروسية)، الأمل والعمل لنشر الكلمة الحق عن الأردن وعن المغطس وعن بيت الحجيج الروسي، وهي مواقع مقدسة عالمياً ترعاها وتصونها وتحدب عليها وتحميها الحكومتان الأردنية والروسية، لكونها منطقة جذب دولي للإنسانية التي ترنو إلى راحة النفوس وصفائها، ولإعادة من حَاد عن الطريق المُستقيم إلى جادة الصواب، ولنشر السلام والامان في أبناء الله في هذا الكون المتلاطمة أمواجه العاتية.
لقد ارتأينا في (ناديجدا) وكاتبة هذه السطور عضو فيه ولهذا تعتمدها رئاسته للتغطيات السياحية التي تنظمها؛ ترتيب زيارة جماعية لنا إلى المغطس تنطلق من جهتين، الأولى من العقبة بقيادة رئيسة النادي نتاليا نزارنكو، والثانية من عمّان برئاسة "اللا المنير"، وهي نائب رئيسة النادي، وأضعين نصب أعيننا هدفاً سامياً هو تعظيم الموقع بترويجه محلياً من خلال السيدات أعضاء النادي، وعالمياً بروافعنا الإعلامية وعلاقاتنا الخارجية، وهي أعمال ضخمة بلا شك وفي غاية التشعّب، ونبتهج للسعادة التي تسكن في عقول وقلوب المسيحيين ورجال الدين والقراء عموماً، لاطلاعهم على نشاطاتنا من خلال مقالاتنا في (الأنباط) الغراء، التي نوثّق فيها أنشطتنا بدعم مباشر من وزارة السياحة والآثار ونادي (ناديجدا)، سيّما وأن النادي ناشط على الأرض الأردنية المُقدسة وينهل البركات منها.
تتكرر زياراتي كدليل سياحي مُعتمد من نادي (ناديجدا) للمغطس والكنيسة الروسية وبيت الحجيج الروسي على الأرض الأردنية المُباركة؛ فهو موقع مُقدّس شاركتُ شخصياً في حضور حفل افتتاحه بدعوة رسمية، وتلقيت هدية ثمينة حينها من آباء الموقع؛ وها أنا إذ أُواصل بذل جهودي للتعريف به استناداً لمعارفي التاريخية والدينية الغنية عنه، أشكر نادي (ناديجدا) لتمكيني من الاستزادة منه روحياً مرة تلو أخرى.
وبمناسبة زيارتنا لموقع العُمّاد على الأرض الأردنية المِعطاءة والخيّرة والمُقدّسة، نُعرب في نادي (ناديجدا) الناشط، عن شكرنا اللامحدود لجلالة الملك عبدالله الثاني لدوره الفاعل بكل ما يتصل بهذا المكان المٌقدّس، ولدعمه المتواصل لحوار الأديان والثقافات بين الشعوب والدول في كل ارجاء العَالم، ولرعايته واهتمامه بالأماكن المقدسة، ان شعوب العالم الموحِّدة تفتخر بجهود جلالته في هذا المضمار الروحي والأنساني النبيل، إذ يُقدّم جلالته هذا الموقع المُتفرّد والذي لا مثيل له مكاناً وزماناً على مدار تلاحق الألفيات، لمليارات البشر وإلى بطاركة ومطارنة وخُدّام الكنائس المسيحية في مجموعة البلدان السلافية الكثيرة العدد؛ لينهلوا من السلام والأمان الهاشمي ماوسعهم الوِسع إلى ذلك سبيلا.
* كاتبة وإعلامية أردنية- روسية متخصصة بالتاريخ والسياحة الأردنية، رئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» سابقاً، حاصلة على أوسمة وميداليات رفيعة المستوى.