مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع عيد ميلاد سعيد سعد العوايشة (ابو ينال ) الرومانيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسهم تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني 55.10 دينارا سعر الذهب في الأسواق المحلية الأحد تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني الأمن: مطلق العيارات النارية لديه سجل جرمي ومطلوب على قضايا عدة أبرزها المخدرات الصفدي :أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار ونقف بجبهة صلبة لمواجهة الإرهاب الغادر المياه : تدعو للتحوط بسبب وقف ضخ المياه من الديسي لأعمال الصيانة الوقائية بداية شهر 12 المنتخب الوطني لكرة السلة يلتقي نظيره الفلسطيني في جدة غدا البرلمان العربي يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو 1287 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم غوتيريش يرحب بنتائج مؤتمر شرق أوسط خال من الأسلحة النووية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية الاتحاد العالمي للأسمدة يمنح شركة مناجم الفوسفات الأردنية الميدالية الذهبية للتميز الصناعي إغلاقات وتحويلات للسير لصيانة 5 جسور في العاصمة وفيات الأحد 24-11-2024 جمعية المهارات الرقمية تطلق برنامج منح "التدريب في مكان العمل" في منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استهلال طيب للحكومة ؟

يلينا نيدوغينا تكتب :(السلط) المدينة المتحف تستقبل الروسيات الأردنيات

يلينا نيدوغينا تكتب السلط المدينة المتحف تستقبل الروسيات الأردنيات
الأنباط -
الأنباط -زيارتنا إلى مدينة السلط التاريخية يوم الخميس الماضي، ارتدَت أهمية خاصة على مختلف الصُعد، إذ أنها عَمّقت ورَسّخت محبتنا الغامرة لهذه المدينة المتحف، التي تَعتمر بالتاريخ العريق وتستعيده يومياً، وتحافظ على آثاره ليس للشعب الأردني فحسب، بل ولأجل البشرية جمعاء أيضاً، فكنوز السلط مُلكٌ للإنسانية برمتها، ذلك أن تاريخ وواقع ويوميات هذه المدينة هو جزء مِن كل عالمي نظراً لتميّزها وفرادتها.
 نجحت وزارة السياحة والآثار في تنظيم زيارة متميزة لنا إلى السلط التي فتحت أمامنا ذراعيها، لنغرف منها ما شئنا من التاريخ والثقافة والجَماليات، وعَرضَت علينا عظمة الإنسان الأردني الذي بَنَى وشيّد كل هذه العَمائر التي صَمدت أمام جحافل الطامعين وسُرّاق التاريخ والجغرافيا، وأدهشت القريب والبعيد، والعَالِم والموسوعي والمواطن العادي بعظمتها ولاحتضانها الأنبياء ورسالاتهم وقِيمهم السامية الباقية أبد الدهور.
 البرنامج الشهير "أردننا جنّة.. أردننا بخير"، مَكّننا نحن المواطنات الأردنيات الناطقات بالروسية من التعرّف على المملكة وكنوزها الأثرية والتاريخية بثمن زهيد وبترتيبات رسمية وإلكترونية سهلة المَنال، تختص وتجيد وتبرَع وتمتاز وتُبدع وتتسم بدقّتها، ما يؤكد عُلو كَعب مكانتها وكوادرها وحذاقتهم، فضمن الإجراءات الرسمية الناجحة كان التنقل بحافلة راقية وسائقين نُبهاء، وفتح المواقع الأثرية أمامنا بيسر، ولم تنسَ الوزارة تعريفنا على أطباق المطبخ الأردني الشهير، كالمنسف البلدي بكل تفاصيله، وورق الدوالي، والمَحاشي، والمَشاوي، وغيرها الكثير في المطعم الفلكلوري البيتوتي الشهير "زمانك يا سلط"، ما أكد أن البرنامج الوزاري السياحي – الثقافي ناجح ومتفوّق ورابح بامتياز، وقد ارتقى بنشاطات هيئتنا الاجتماعية الفاعلة (نادي "ناديجدا" للسيدات صديقات الثقافة الروسية)، ليغدو أحد الروافع الأنشط في التعرِيف بالأردن، ولجذب المهتمين نحوه من مختلف الدول التي ننتمي إليها أصلاً، وتتمدد على جغرافيا دولية واسعة.
 لكن، ومع كل هذه الترتيبات الوزارية المشكورة المُحكَمَة آلياتها، والمذهلة في دِقّتها ومتانتها وصوابيتها التي نلمسها دوماً من لدن المسؤولين الكرام، تَحدث بعض الأخطاء والنواقص بين حين وآخر، ربما لأسباب تلاحُق الأعمال وتشعّبها لدى أصحاب الصِّلة. ومن هذه النواقص على سبيل المِثال، الإصرار الذي صَدَمَنا بتعيين دليل سياحي مُرَافِق لمجموعتنا - التي تتشكّل من سيدات هنّ عضوات في النادي - يتحدث بالإنجليزية بدلاً من الروسية (!)، عِلماً بأننا لا نتقن الإنجليزية والعربية الفصحى. ولأجل تسهيل معرفتنا بالأردن وحصولنا على معلومات تؤهلنا للدعوة إليه عالمياً، أقرَ نادينا اعتماد الأنسب له من السيدات الناطقات بالروسية (دون أدلاء السياح من فئة الرجال)، ذلك أن سيداتنا يَعملن بخبرات عميقة في مهنة الدلالة السياحية، وأسماؤهن موثّقة منذ سنوات طويلة في المؤسسات الرسمية في المملكة، ضمنها وزارة السياحة وجمعية أدلاء السياح الأردنية. 
 إضافة إلى ذلك، اكتشفنا ذات مرة، أن المطعم المُعتَمَد وزارياً، في عجلون، لم يكن لديه عِلم بحضورنا إليه لتناول الغداء في صالة تطل على طبيعة غنّاء وجبال شاهقة وغابات كثيفة وجميلة، وبالتالي لم يتمكن مسبقاً من تحضير طعام الغداء لنا، إلا أنه (قام بالواجب وأكثر)، وقد أذهلتنا إدارته بسرعة تصحيح الخطأ الحاصل، مما أدخل البهجة والسرور والحبور إلى قلوب سيداتنا، ومتّعنا باندفاعة جديدة في التعريف بالأردن مَليكاً ودولةً شعباً، ولخدمة هذا البلد الطيب المعطاء. 
  في أنشطة نادينا الثقافي الأردني للسيدات الناطقات بالروسية، لا يتم التجوال لمجرد التجوال في أرجاء الأردن العَامر، وإنما هو التجوال الهادف ثقافياً وحضارياً للتعرّف على المملكة عن قُرب من خلال إدراكها بعمق عيانياً وميدانياً، ولفهمها وتقدير مكانتها شمولياً، ولاكتناز وجَمع المعلومات الجاذبة عنها، تمكيناً وتعزيزاً لرحابة واتّساع رسالتنا الثقافية في ريَاح المَعمورة، ولتكثير أصدقاء الأردن ونشر صورته في العالم، مما يُسهّل علينا عملية الجذب السياحي والثقافي للمزيد من شرائح الانتلجنسيا ومُجَمَّعات الاستثمار صوبه خدمة للدولة والشعب والصداقة العالمية.

*كاتبة وإعلامية روسية/ أردنية متخصصة في التاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير جريدة «المُلحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» سابقاً، وحائزة على أوسمة وتقديرات رسمية من الدول الصديقة
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير