تراجع أسعار النفط عالميا المواصفات: المترولوجيا محطة فارقة نحو نظام قياس يخدم جميع الأوقات وكل الناس منطق الرؤى السردية وسحر الوصف في "وانشق القمر" لـ"سمر الزعبي" ماذا لو أصرّت المناهج على جمودها؟! الأورومتوسطي: الاحتلال يقتل 98 فلسطينيا يوميا في غزة منذ 12 أيار فوز عمدة بوخارست بالانتخابات الرئاسية في رومانيا 17شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة أسعار الذهب تقفز بفعل تراجع الدولار توقيع اتفاقية تعاون بين القوات المسلحة وشركة اورنج وقف الحرب بضمانات ترامب ؛ إنجاز عالمي لجامعة البلقاء التطبيقية: المركز الأردني الكوري يحصد جائزة “أفضل مركز لإيصال المعلومات في العالم” لعام 2025 إنجاز أردني جديد .. رفع تقييم الأردن دولياً في التزامه بمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب اهالي بيت محسير عامة وآل حماد النجار خاصة ينعون المرحومة الشابة المتعبدة ريانا احمد حماد دودين: حزمة الحوافز الحكومية تعزز الاستثمار العقاري وتدعم النشاطات الاقتصادية بالعقبة الرواشدة: نسعى لمد جسور التعاون مع الجامعات لتبادل المعرفة ومخرجات البحث العلمي طقس معتدل الحرارة اليوم وغدًا وحار الأربعاء والخميس 7 نصائح للسيطرة على ارتفاع الضغط هل يلازمك الإرهاق رغم النوم الكافي؟.. عنصر غذائي مجهول في قفص الاتهام أعراض التعب المزمن وكيفية التعامل معه قانون فريد .. بلدة تمنع الكعب العالي

يلينا نيدوغينا تكتب :(السلط) المدينة المتحف تستقبل الروسيات الأردنيات

يلينا نيدوغينا تكتب السلط المدينة المتحف تستقبل الروسيات الأردنيات
الأنباط -
الأنباط -زيارتنا إلى مدينة السلط التاريخية يوم الخميس الماضي، ارتدَت أهمية خاصة على مختلف الصُعد، إذ أنها عَمّقت ورَسّخت محبتنا الغامرة لهذه المدينة المتحف، التي تَعتمر بالتاريخ العريق وتستعيده يومياً، وتحافظ على آثاره ليس للشعب الأردني فحسب، بل ولأجل البشرية جمعاء أيضاً، فكنوز السلط مُلكٌ للإنسانية برمتها، ذلك أن تاريخ وواقع ويوميات هذه المدينة هو جزء مِن كل عالمي نظراً لتميّزها وفرادتها.
 نجحت وزارة السياحة والآثار في تنظيم زيارة متميزة لنا إلى السلط التي فتحت أمامنا ذراعيها، لنغرف منها ما شئنا من التاريخ والثقافة والجَماليات، وعَرضَت علينا عظمة الإنسان الأردني الذي بَنَى وشيّد كل هذه العَمائر التي صَمدت أمام جحافل الطامعين وسُرّاق التاريخ والجغرافيا، وأدهشت القريب والبعيد، والعَالِم والموسوعي والمواطن العادي بعظمتها ولاحتضانها الأنبياء ورسالاتهم وقِيمهم السامية الباقية أبد الدهور.
 البرنامج الشهير "أردننا جنّة.. أردننا بخير"، مَكّننا نحن المواطنات الأردنيات الناطقات بالروسية من التعرّف على المملكة وكنوزها الأثرية والتاريخية بثمن زهيد وبترتيبات رسمية وإلكترونية سهلة المَنال، تختص وتجيد وتبرَع وتمتاز وتُبدع وتتسم بدقّتها، ما يؤكد عُلو كَعب مكانتها وكوادرها وحذاقتهم، فضمن الإجراءات الرسمية الناجحة كان التنقل بحافلة راقية وسائقين نُبهاء، وفتح المواقع الأثرية أمامنا بيسر، ولم تنسَ الوزارة تعريفنا على أطباق المطبخ الأردني الشهير، كالمنسف البلدي بكل تفاصيله، وورق الدوالي، والمَحاشي، والمَشاوي، وغيرها الكثير في المطعم الفلكلوري البيتوتي الشهير "زمانك يا سلط"، ما أكد أن البرنامج الوزاري السياحي – الثقافي ناجح ومتفوّق ورابح بامتياز، وقد ارتقى بنشاطات هيئتنا الاجتماعية الفاعلة (نادي "ناديجدا" للسيدات صديقات الثقافة الروسية)، ليغدو أحد الروافع الأنشط في التعرِيف بالأردن، ولجذب المهتمين نحوه من مختلف الدول التي ننتمي إليها أصلاً، وتتمدد على جغرافيا دولية واسعة.
 لكن، ومع كل هذه الترتيبات الوزارية المشكورة المُحكَمَة آلياتها، والمذهلة في دِقّتها ومتانتها وصوابيتها التي نلمسها دوماً من لدن المسؤولين الكرام، تَحدث بعض الأخطاء والنواقص بين حين وآخر، ربما لأسباب تلاحُق الأعمال وتشعّبها لدى أصحاب الصِّلة. ومن هذه النواقص على سبيل المِثال، الإصرار الذي صَدَمَنا بتعيين دليل سياحي مُرَافِق لمجموعتنا - التي تتشكّل من سيدات هنّ عضوات في النادي - يتحدث بالإنجليزية بدلاً من الروسية (!)، عِلماً بأننا لا نتقن الإنجليزية والعربية الفصحى. ولأجل تسهيل معرفتنا بالأردن وحصولنا على معلومات تؤهلنا للدعوة إليه عالمياً، أقرَ نادينا اعتماد الأنسب له من السيدات الناطقات بالروسية (دون أدلاء السياح من فئة الرجال)، ذلك أن سيداتنا يَعملن بخبرات عميقة في مهنة الدلالة السياحية، وأسماؤهن موثّقة منذ سنوات طويلة في المؤسسات الرسمية في المملكة، ضمنها وزارة السياحة وجمعية أدلاء السياح الأردنية. 
 إضافة إلى ذلك، اكتشفنا ذات مرة، أن المطعم المُعتَمَد وزارياً، في عجلون، لم يكن لديه عِلم بحضورنا إليه لتناول الغداء في صالة تطل على طبيعة غنّاء وجبال شاهقة وغابات كثيفة وجميلة، وبالتالي لم يتمكن مسبقاً من تحضير طعام الغداء لنا، إلا أنه (قام بالواجب وأكثر)، وقد أذهلتنا إدارته بسرعة تصحيح الخطأ الحاصل، مما أدخل البهجة والسرور والحبور إلى قلوب سيداتنا، ومتّعنا باندفاعة جديدة في التعريف بالأردن مَليكاً ودولةً شعباً، ولخدمة هذا البلد الطيب المعطاء. 
  في أنشطة نادينا الثقافي الأردني للسيدات الناطقات بالروسية، لا يتم التجوال لمجرد التجوال في أرجاء الأردن العَامر، وإنما هو التجوال الهادف ثقافياً وحضارياً للتعرّف على المملكة عن قُرب من خلال إدراكها بعمق عيانياً وميدانياً، ولفهمها وتقدير مكانتها شمولياً، ولاكتناز وجَمع المعلومات الجاذبة عنها، تمكيناً وتعزيزاً لرحابة واتّساع رسالتنا الثقافية في ريَاح المَعمورة، ولتكثير أصدقاء الأردن ونشر صورته في العالم، مما يُسهّل علينا عملية الجذب السياحي والثقافي للمزيد من شرائح الانتلجنسيا ومُجَمَّعات الاستثمار صوبه خدمة للدولة والشعب والصداقة العالمية.

*كاتبة وإعلامية روسية/ أردنية متخصصة في التاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير جريدة «المُلحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» سابقاً، وحائزة على أوسمة وتقديرات رسمية من الدول الصديقة
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير