الأنباط -
بدأ مسلسل فيروس كورونا ببداية سنة ألفين وعشرون مع موجة عارمة من التكذيب من الشعب الأردني بوجود كورونا فعليا ،لعدة أسباب منها عدم إدراكهم للتغيرات المفاجئة للأوضاع في البلد من نواحي إقتصادية وحظر مفاجأ بأوامر عسكرية المسماة بقانون الدفاع وتشديد الإجرائات الوقائية الصحية واستخدام المعقمات والكمامات والقفازات، بالإضافة لإتجاهنا غالبا لأيدولجية التفكير بنظرية المؤامرة فتوقيت ظهور فيروس كورونا بعد صفقة القرن بفترة وجيزة كان يدعوا للتفكر بتسلسل الأحداث المريبة كصفقة القرن ومن ثم كورونا يليها السلام الإماراتي الإسرائيلي لنفاجأ بالإعلان عن لقاح إماراتي صيني!!
لن أدخل بالتفاصيل لأبدأ بذكر حقائق عن كورونا الأردنية ،بدايةً الأردن بلد صغير قليل الموارد غير مكتفي ذاتيا ويعاني من الفقر لذلك لم تكن الخطة الإستراتيجية لإحتواء فيروس كورونا كافية للحد من انتشاره في بداية الجائحة ولاحظ الجميع التخبط بالقرارات الحكومية فكان أول قرار هو عمل حظر كخطوة أولى لمكافحة كورونا والسبب الذي يجهله الجميع آنذاك هو عدم وجود أجهزة تنفس كافية في الأردن والتي كان يبلغ عددها ٢٧٠ جهاز ولا يوجد تكات فحص كورونا ولتجهيز كرافانات البحر الميت،وأثناء الحظر تم تأمين ما يقارب ال٣٠٠٠ جهاز تنفس من الدول الخارجية وتبرع صاحب موقع علي بابا الصيني بتكات الفحص وتم الانتهاء من كرافانات البحر الميت، بدأت بعدها إجراء الفحوصات بشكل انتقائي جدا وتم عمل سيناريو إعلامي يخاطب مشاعر الشعب لحثهم على الإلتزام بتنفيذ قرارات الحكومة الوقائية،ونقل أعداد الحالات المصابة بترقب كبير من المواطنين والمفاجئة أن الأعداد التي كان يعلن عنها لم تكن دقيقة بنسبة كبيرة جدا فقد كان يعلن نصف العدد فقط لتلاشي الهلع الشعبي من انتشار الوباء ولعدم قدرتهم على دقة إجراء فحوصات آنذاك تمكنهم من حصر الأعداد الكلية وبسبب العملية البدائية بأخذ العينات وللعلم سبب زيادة الأعداد بشكل كبير وملحوظ منذ عدة أيام هو (مختبرات فحص كورونا المركزية) التي تم تجهيزها بدقة وسرعة عالية لفحص عينات الكورونا وإرسال النتائج إلكترونيا عبر نظام مباشر مع المركز الرئيسي للتقصي الوبائي في عمان ،بينما كانت الطريقة السابقة إرسال النتائج عن طريق الطاقم الطبي عبر رسائل إلكترونية وذلك كان يسبب أخطاء كبيرة بحصر الأعداد للمصابين، وتم تقدير تكلفة مواد فحص الكورونا بنص مليون دينار أردني يوميا،وهنا يجدر بنا شكر الطواقم الطبية على جهودها ومخاطرتها بظل هذا الظروف والتي تم مكافأتهم من قبل وزير الصحة السابق في منتصف سنة ال ٢٠٢٠ وفي ذروة انتشار الكورونا بالموجة الأولى بإلغاء وإيقاف أعمال نقابة الأطباء للأسف،لا أعلم ما هي أسبابه التي اعتمد عليها ليرتأي لمثل هذا القرار في وقت كان الأجدر به تعزيز دور الطاقم الطبي وتحفيزهم على العمل ومكافئتهم ليشد من أزرهم ،والآن كوني من المقيمين بمحافظة العقبة سأذكر بعض المعلومات والحقائق التي آلمتني جدا حول مرضى الكورونا، تم إنشاء ثلاث جهات حكومية مختصة بعمل فحص كورونا في مديرية صحة العقبة وأوقات الفحص من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة العاشرة مساءا ،ومركز صحي البلدة القديمة من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الواحدة ونصف بعد الظهر، ومركز صحي القويرة من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الواحدة ونصف بعد الظهر، يتم فحص المخالط أو الشخص المتقدم لإجراء الفحص ويتم إبلاغه برسالة إن كانت نتيجته سلبية، ولكن في حالة النتيجة الإيجابية يتم التواصل عبر الرسائل أو الإتصال بالمصاب لإبلاغه ويتم بعدها توقيعه على تعهد بحجر منزلي لمدة عشر أيام!!!!
نعم نحن نعلم أن فيروس كورونا الذي وصل الأردن أضعف وأقل فتكا بنسبة كبيرة مقارنة بفيروس كورونا الذي ظهر في الصين فسلالة كوفيد١٩ في الأردن هي Gr و Gh ونسبة الوفاة لهذة السلسلة أقل من ١% ولكن الخوف الحقيقي على أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يملكون مناعة كافية لمحاربة كورونا للأسف، لذلك فأهالي العقبة المصابين بكورونا لا توجد أي مستشفى حكومي لاستقبالهم ويمنع على المستشفيات الخاصة استقبالهم والمستشفى الوحيد الذي يستقبل الحالات الحرجة والتي تحتاج للعناية الحثيثة هو مستشفى عسكري ،والذي يقطن به الآن ثمانية عشر حالة حرجة بقسم العناية الحثيثة،وتم تجهيز مستشفى ميداني في نادي الأمير راشد لم يستقبل حالات إلى غاية كتابتي هذا التحقيق، وأما ما تبقى!!!
والأصح قولا جميع المصابين فهم في منازلهم يعانون الألم المصاحب لقلة الحيلة والبعض الآخر ينازع الموت ،فقد توفي عدد من المصابين في منازلهم،
إلى أين سيصل بنا الحال؟
هل حقا سنخير يوما ما بين حياة أحد والدينا أو أبنائنا؟لماذا إلى الآن لم تنشأ مستشفى حكومي في محافظة كالعقبة بأقصى الجنوب تضم مواطنين ووافدين وسياح من كل الفئات؟
وأخيرا أريد أو نريد إجابات وبالأحرى نريد إستجابات لمطالبنا التي تعتبر حق مكتسب في البلدان الأخرى.
فداء الحمزاوي