أجواء حارة نسبيا في أغلب المناطق حتى الاثنين 18 إصابة جرا سقوط شظايا صاروخ إيراني في بئر السبع جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن الحرب بين إيران واسرائيل 6 علامات تحذيرية تشير لمشاكل في الأمعاء تحذير طبي: عزيزي المجتهد.. الإفراط بالعمل يسبب تغيرات خطيرة في الدماغ الذكاء الاصطناعي يحدد أفضل حمية لمريض السرطان نيويورك بوست: ترامب يفضل اتفاقًا مع إيران ويمنح مهلة للدبلوماسية الأرصاد: طقس حار في معظم المناطق الجمعة والانقلاب الصيفي السبت حمية جديدة تضعك في النوم من أول يوم مصدر عسكري: طائرة مسيرة فقدت التوجيه وسقطت بكامل حمولتها صباح اليوم بالازرق الأمن العام يحذّر من خطورة الاقتراب من الأجسام والمسيّرات، تحت طائلة المساءلة القانونية "مهن من ذهب" تحتفل بتخريج الفوج الأول من مبادرة فرصة ‏تقديم الكندي روي رانا لقيادة مشروع تطوير شامل لكرة السلة الأردنية عملية نوعية ونادرة لجراحة الأوعية الدموية بمستشفى الحسين "السلط الجديد" الاقتصاد الرقمي تطلق الدفعة الثانية من برنامج التدريب في مكان العمل لتأهيل 562 شابًا بمهارات رقمية أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض جماعي العيسوي يرعى احتفال أبناء قضاء ماعين في مأدبا بالمناسبات الوطنية سفير سلطنة عمان يلتقي رئيس وأعضاء اتحاد الناشرين الأردنيين وزير الخارجية يبحث مع نظيره السلوفوكي جهود إنهاء التصعيد في المنطقة وزير الأشغال يتفقد عددًا من مشاريع الطرق في عمان وإربد والبلقاء

نهاية عصر الخلاص الفردي

نهاية عصر الخلاص الفردي
الأنباط -

برهنت كورونا أن ما هو أصعب من تحقيق النجاح، هو المحافظة عليه، فبعد أن قدمنا نموذجاً عالمياً يحتذى في مجال مواجهة الأزمات بفضل قواتنا المسلحة وقائدها الأعلى،ها نحن نتدحرج من أعلى القمة، بعد أن صار ملف الجائحة بأيدي طلاّب الشعبوية ممن لا يستطيعون الأخذ بأسباب النجاح، فما بالك بالمحافظة عليه.

عدم المحافظة على النجاح صار ممارسة أردنية متكررة، وهذه قضية تستحق الدراسة للوقوف على سر انتكاسة قصص النجاح في بلدنا، خاصة بعد الذي كشفته كورونا من عدم القدرة على المحافظة على النجاح ؟.

شيئاً آخر كشفته كورونا، هوضعف بنيتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأنها بنية قائمة على الأنا و والكسب الفردي، اي على (نظرية الخلاص الفردي) ، وفلسفة أنا ومن بعدي الطوفان، لذلك غاب عن بلدنا العمل الجماعي المؤطر بسبب تدمير اطره ، ففي السياسة لا اطر تفرز قيادات حقيقة، واولها الأحزاب، لذلك صار الوصول إلى المواقع السياسية لا يحتاج إلى برامج ولا فكر سياسي، بل صار الإنتماء للشلة التي تجمعها المصالح وتلتقي على الولائم، أو إتقان "الفهلوي" هما الطريق الأقصر للمواقع السياسية في بلدنا، لذلك سامها كل مفلس ممن يغيبون وقت الأزمات.

أما في الاقتصاد فقد غابت المسؤولية المجتمعية عن أجندات رأس المال العامل في الأردن، و صار هم أصحابه تنمية ثرواتهم الشخصية، لا بناء اقتصاد وطني يكون في خدمة المجتمع، وقد قدمت كورونا صورة كاشفة عن هذا الغياب، من خلال الحجم الضئيل للتبرعات التي قدمت للصناديق الوطنية التي أسست من أجل مواجهة كورونا، خاصة صندوق دعم وزارة الصحة، مما يضعنا الآن أمام أزمة حقيقية أن قصر جهازنا الصحي، بسبب قلة المعدات الناجم عن قلة المال، بعد أن غاب عن رأس المال في بلدنا حقيقة أن الاقتصاد يحتاج إلى مجتمعات حيوية، وأنه بدون حيوية المجتمع ينهار الاقتصاد ويموت، كما نلمس في ظل كورونا التي تقدم برهانا أكيدا على سقوط نظرية الخلاص الفردي، على مستوى الأفراد وعلى مستوى الدول، لذلك تحول العالم إلى خلية عمل يحاول كل من فيها أن يصل إلى مصل لمواجهة الفيروس اللعين، وصار كل من على هذا الكوكب يتمنى أن يصل أحدهم إلى هذا المصل بصرف النظر عن دينه أو لونه أو عرقه، فالفيروس اللعين يهاجم البشرية مجتمعة لذلك فإن خلاصها منه سيتم إن هي تعاونت على مواجهتة كتلة واحدة، فلن يكون شعب من الشعوب في مأمن من الجائحة إن ظل الفيروس على هذه القوة في الانتشار، التي يحتاج إضعافها إلى عمل جماعي يعلن إنتهاء عصر الخلاص الفردي، فهل نعي في الأردن هذه الحقيقة،ونعود إلى روح التعاون والعمل الجماعي المؤسسي في السياسة والاقتصاد والاجتماع، حتى لا ندفع اكثر مما دفعناه حتى الآن من ضريبة الفردية والأنانية والفهلوى.


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير