الأنباط -
الأنباط -برفق التواضع حاكت بيديها للأردنيات ثوب الهيبة والطموح، لتهبهن فرصة التعمق في أنفسهن ويملكن الثقة في اختياراتهن، ليُصبحن مساهِمات فاعلات في المجتمع وحِصنه الآمن. علاوة على ذلك، أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله ضرورة التمسك في الثقافة التقليدية، كما يمكننا إيجاد حلول مستمدة من ثقافتنا ونظام القيم الخاص بنا الذي هو جزء لايتجزء من هويتنا الأردنية العربية الأسلامية.
فجلالتها، تدرك أنه ليس من السهل دائماً إيصال هذه الرسالة إلى القاعدة الشعبية، خاصة عندما لا تتمتع المرأة بصوت حقيقي في المجتمع لأجيال عديدة يكون فيها النظام الأبوي سائد. فجلالتها دائماً ما تردد "أنا نِتاج هذا المجتمع الذي تمثل المرأة فيه شريحة كبيرة، لا يَسعني إلا أن أكون بجانبهن وأشاركهن آمالهن وتطلعاتهن، والتحديات التي يواجهنها في شتى صروف الحياة".
أما جهودها على المسرح العالمي فكانت أكبر، فمنذُ اللحظات الأولى التي دخلت فيها الحياة العامة، نجحت جلالة "الملكة رانيا العبدلله" في تبديد الصور الخاطئة عن المرأة الأردنية بوجه الخصوص والعربية بوجه العموم، التي لا تزال سائدة في بعض مناطق العالم، وإعادت تعريف ما يمكن أن تصبحه المرأة العربية كأنسانة، رائدة في نظم المستقبل. فجلالتها لم تتردد أبداً في التعبير عن رأيها في مجموعة واسعة من المواضيع بكل حماس وذكاء حدسي، فهي صريحة غير مهادنة بشأن حقوق المرأة والأطفال، مُستشهدةً بالإسلام كإطار رئيسي لتحرير المرأة.
تؤمن جلالتها بأهمية التعليم لأنه شُعلة الفضول القادر على إيقاظ العقل. وعَبّرت عن ذلك بخاطرة صغيرة قائلةً: "هو عِظام الجسد ولا يمكننا العيش بدونه وهو المفتاح لتحويل الضَّعف إلى قوة"، فالتعليم استثمار في رأس المال البشري الذي يمنحنا المزيد من الفرص والجوهر الأساسي في نمو المجتمع الحديث وتقدمه. ولدى "جلالة الملكة" العديد من المبادرات لتعزيز المنظومة التعليمية في الأردن.
أما على صعيد الأطفال، لطالما، كانت واقفة لهم على أقدام الخدمة، فهم جزء حقيقي وملموس من حياتها اليومية، حتى جعلت من أرشيف حياتها قصصْ ملهمة لهم.
لَكِ مولاتي المجد الأثيل الشامخ لتتفردي بالرفعة والسمو وعُلُو المنزلة. فما كل مرتفع نجد ولا كل متعاظم ذو شرفٌ ومجد فأنتِ ملكتي قلوب الجميع بأنسانيتك وطيبتك الطاهرة. في نهاية المطاف، لا يطغى إلا مقولة وددتُ ذكرها: "عندما يتعلق الأمر بإنجاز المهمة، في أغلب الأحيان، يتطلب الأمر امرأة".
*كاتب ومُحاضِر في الشؤون التاريخية والدولية.