مشروبات تخفض الدهون الثلاثية تناولوها يومياً نصائح ذهبية لتجنب السكتات القلبية الليلية محكمة مصرية تُغرم تامر حسني بتهمة سرقة أغنية الأمن: المصابون بحادثة سقوط رافعة في العقبة غادروا المستشفى لمرتادي الجيم .. هذه العادة تدمر القلب والكلى أسباب الخمول الدائم وطريقة علاجه تناولها على معدة فارغة.. تعرف على الفوائد الصحية لشرب الحلبة 10 فوائد لشرب الماء بالليمون يومياً سلوك غامض: لماذا يقوم بعض الأطفال بضرب رؤوسهم؟ تعرف على أهم مصادر الكالسيوم بعيداً عن مشتقات الألبان إربد: أنشطة في جديتا والصريح خدمة للقطاع الشبابي البنك العربي يطلق مبادرة "فن التدوير" بالتعاون مع متحف الأطفال غارات جوية إسرائيلية ليلية على الجنوب اللبناني بلدية الرصيفة تعلن عن خدمة تقسيط رسوم رخص المهن إلكترونيا محطة التوعية المتنقلة التابعة للأمن العام تصل إربد .. والبلدية تلجأ للمبيدات.. انتشار القوارض والحشرات والصراصير يربك أهالي اربد مبروك الخطوبة كيف تتفادى ارتفاع فاتورة الكهرباء؟ ماليزيا: تتويج السلطان إبراهيم رسميا ملكا للبلاد رابطة العالم الإسلامي ترحب بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية
كتّاب الأنباط

التل يكتب :رسالة تنكأ الجراح

{clean_title}
الأنباط -
 
بلال حسن التل
أرسل لي اللواء المتقاعد محمد خير العضايلة تعقيباً على مقالي المنشور في الرأي الخميس الماضي بعنوان رجال دولة عاتبون، جاء فيه " احسنت قولا ولكنك لم تتوسع في استعراض معاناة الوطن من ابناءه انا اتذكر تجربتنا كطلاب عام ١٩٦٩ في الجامعة الاردنيه حينما شكلنا اتحادا طلابيا ينتمي للوطن في خضم الواقع الصعب انذاك واتصلنا بعددمن رجالات الدوله لدعمنا ولم نجد الا القليل ولكننا وقفنا مع الوطن بقدراتنا المتواضعه" نكأت هذه الرسالة جراحي وذكرتني بسلسلة إخفاقات لمشاريع نهوض وطني كنت من المشاركين فيها والشهود عليها، منها تأسيس الإتحاد الأردني للطلبة الذي أشار إليه العضايلة فقد كنت جزء من التجربة، وكنت أميناً لسر الإتحاد في محافظة اربد، وكان الهدف لم شمل الجسم الطلابي وحمايته من الاختراقات السياسية والفكرية، والمساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية، غير أن تجربة الإتحاد وئدت وهي غضة بسبب قلة ذات اليد، فالحماس والإخلاص وحدهما لا يكفيان لإنجاح التجارب.
وبالتزامن مع التجربة الطلابية، عايشت تجربة الإتحاد الوطني الأردني الذي تأسس ليكون إطارا وطنياً شاملاً، وكنت استمع وأنا بعد على مقاعد الدراسة الثانوية طموحات وآمال القائمين على الإتحاد لبناء الطاقات،وبصحبة الدكتور محي الدين المصري الذي أصبح مديراً لمكتب الإتحاد في محافظة اربد، جبنا أنحاء المحافظة، وكانت يومها تضم محافظات جرش والمفرق وعجلون، بهدف حشد الناس وتأطيرهم، ثم فجأة تمت تصفية الإتحاد الوطني، في واحدة من الممارسات غير المفهومة للدولة الأردنية، وغياب المؤسسية في قراراتها التي تأتي في كثيراً من الأحيان من باب النكاية أو ردات الفعل.
وبخلاف التجارب ذات البعد الرسمي، في مجال بناء الأطر التي تهدف لبناء قيم الإنتماء والإنتاج والتي أخفقت بسبب غياب المؤسسية وسيطرة المزاجية ومن ثم الدعم المادي، فعلى الصعيد الأهلي عاصرت سلسلة من المشاريع ذات البُعد الحضاري التي تهدف إلى الحفاظ على ثقافة الأمة وهوية الوطن والانتماء له، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، وأهم نتائجه صدور قانون حماية اللغة العربية، الذي أخذ طريقه إلى رفوف النسيان في ممارسة واضحة على غياب احترام النصوص القانونية، مثلما أخذ المشروع كله طريقه إلى عوالم السكون، لأنه بمقدار سيل العواطف التي كانت تشيد بالمشروع والقائمين عليه تم سد كل سبل الحياة في وجهه.
عندي أن سبب إخفاق هذه المشاريع هو أنها نبتت في مجتمع ليس لدى أصحاب رأس المال فيه أية رؤية حضارة أو أي إحساس بالمسؤولية الاجتماعية، التي من شأنها إدامة مشاريع التحول الحضاري، وهي نفس المعاناة التي نعيشها منذ سنوات في جماعة عمان لحوارات المستقبل التي تضم في عضويتها نخبة من خيرة الخبراء في المجالات الاقتصادية والتربوية والتعليمية والقانونية ورعاية الطفولة والشباب، والتي أنجزت عشرات برامج العمل الإصلاحي لبلدنا، التي يتم الثناء عليها بالكلمات الطيبة، وقتلها بمنع أسباب الحياة عنها، وهي حالة مرضية يعيشها المجتمع الأردني منذ عقود ولعلها أحد أهم أسباب فقدانه لبوصلته ولعدم قدرته على ترتيب أولوياته.
Bilal.tall@yahoo.com