البث المباشر
إغلاق تقديم طلبات البعثات والمنح والقروض الداخلية وزير المالية: سننظر بزيادة الرواتب في العام 2027 حسان: سنبدأ تنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى خلال أشهر القضاة يبحث مع وفد قطري فرص الإستثمار في الصناعة والبنى التحتية والأمن الغذائي والخدمات المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الشمالية بلدية السلط تحذر المواطنين من تدنى مستوى الرؤية بسبب الضباب الكثيف. شقيقة أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتور نواف العجارمة في ذمة الله الصورة الذهنية… حين يهزمك التاريخ قبل صافرة البداية.. وزير الخارجية الصيني وانغ يي يبدأ جولة إقليمية تشمل الإمارات والسعودية والأردن منتصف ديسمبر العراق يُعيد فتح أجواءه الجوية في مطاراته الدولية بلدية السلط الكبرى والمجلس المحلي لمركز أمن المدينة يبحثان ملفات خدمية وأمنية المناصير للزيوت والمحروقات: جاهزون لتزويد الديزل خلال الحالة الجوية السائدة البنك الأردني الكويتي يوقّع اتفاقية تعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان لتسويق برنامج "تأمين رعاية" حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام بتكوين تهبط لأقل من 90 ألف دولار تكية أم علي تجهز 110 آلاف قطعة تدفئة لدعم الأشقاء في قطاع غزة ورشة لمراجعة تقرير الشفافية المعزَّز الأول لدعم التزام الأردن باتفاق باريس للمناخ مجلس النواب يواصل مُناقشة "موازنة 2026" 85.6 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية اتفاقيتان لتوليد الطاقة الشمسية باستطاعة 100ميغا واط

التل يكتب :رسالة تنكأ الجراح

التل يكتب رسالة تنكأ الجراح
الأنباط -
 
بلال حسن التل
أرسل لي اللواء المتقاعد محمد خير العضايلة تعقيباً على مقالي المنشور في الرأي الخميس الماضي بعنوان رجال دولة عاتبون، جاء فيه " احسنت قولا ولكنك لم تتوسع في استعراض معاناة الوطن من ابناءه انا اتذكر تجربتنا كطلاب عام ١٩٦٩ في الجامعة الاردنيه حينما شكلنا اتحادا طلابيا ينتمي للوطن في خضم الواقع الصعب انذاك واتصلنا بعددمن رجالات الدوله لدعمنا ولم نجد الا القليل ولكننا وقفنا مع الوطن بقدراتنا المتواضعه" نكأت هذه الرسالة جراحي وذكرتني بسلسلة إخفاقات لمشاريع نهوض وطني كنت من المشاركين فيها والشهود عليها، منها تأسيس الإتحاد الأردني للطلبة الذي أشار إليه العضايلة فقد كنت جزء من التجربة، وكنت أميناً لسر الإتحاد في محافظة اربد، وكان الهدف لم شمل الجسم الطلابي وحمايته من الاختراقات السياسية والفكرية، والمساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية، غير أن تجربة الإتحاد وئدت وهي غضة بسبب قلة ذات اليد، فالحماس والإخلاص وحدهما لا يكفيان لإنجاح التجارب.
وبالتزامن مع التجربة الطلابية، عايشت تجربة الإتحاد الوطني الأردني الذي تأسس ليكون إطارا وطنياً شاملاً، وكنت استمع وأنا بعد على مقاعد الدراسة الثانوية طموحات وآمال القائمين على الإتحاد لبناء الطاقات،وبصحبة الدكتور محي الدين المصري الذي أصبح مديراً لمكتب الإتحاد في محافظة اربد، جبنا أنحاء المحافظة، وكانت يومها تضم محافظات جرش والمفرق وعجلون، بهدف حشد الناس وتأطيرهم، ثم فجأة تمت تصفية الإتحاد الوطني، في واحدة من الممارسات غير المفهومة للدولة الأردنية، وغياب المؤسسية في قراراتها التي تأتي في كثيراً من الأحيان من باب النكاية أو ردات الفعل.
وبخلاف التجارب ذات البعد الرسمي، في مجال بناء الأطر التي تهدف لبناء قيم الإنتماء والإنتاج والتي أخفقت بسبب غياب المؤسسية وسيطرة المزاجية ومن ثم الدعم المادي، فعلى الصعيد الأهلي عاصرت سلسلة من المشاريع ذات البُعد الحضاري التي تهدف إلى الحفاظ على ثقافة الأمة وهوية الوطن والانتماء له، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، وأهم نتائجه صدور قانون حماية اللغة العربية، الذي أخذ طريقه إلى رفوف النسيان في ممارسة واضحة على غياب احترام النصوص القانونية، مثلما أخذ المشروع كله طريقه إلى عوالم السكون، لأنه بمقدار سيل العواطف التي كانت تشيد بالمشروع والقائمين عليه تم سد كل سبل الحياة في وجهه.
عندي أن سبب إخفاق هذه المشاريع هو أنها نبتت في مجتمع ليس لدى أصحاب رأس المال فيه أية رؤية حضارة أو أي إحساس بالمسؤولية الاجتماعية، التي من شأنها إدامة مشاريع التحول الحضاري، وهي نفس المعاناة التي نعيشها منذ سنوات في جماعة عمان لحوارات المستقبل التي تضم في عضويتها نخبة من خيرة الخبراء في المجالات الاقتصادية والتربوية والتعليمية والقانونية ورعاية الطفولة والشباب، والتي أنجزت عشرات برامج العمل الإصلاحي لبلدنا، التي يتم الثناء عليها بالكلمات الطيبة، وقتلها بمنع أسباب الحياة عنها، وهي حالة مرضية يعيشها المجتمع الأردني منذ عقود ولعلها أحد أهم أسباب فقدانه لبوصلته ولعدم قدرته على ترتيب أولوياته.
Bilal.tall@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير