الخوف من المستقبل أمر لا شك يصعب احتماله..
فتضيق الأوردة..
وتَستفز الاماكن ذاكرة الوجود مُتحيّزةً للآتي ..
مجرد التفكير فيه يجعل أفكارك تتخبط ومشاعرك تسير نحو اللاعشوائي..
الخوف من النظرات يرهق الأعين..
يمسح اللغات..
يشعل الآلام..
ويبني ملايين الالغام في قنابل أعيننا..
اوراق كثيره نجهلها..
هذا ما يدفعنا الى الخوف منها..
ترقُّبها بشغف مميت..
الحذر منها بشكل مقيت..
كل هذه الانواع تجعلك تضيع في عشوائية المكان..
متناسياً ذاتك..
جاهلًا كم جعلت روحك تلهث بسبب هذه الأمور الساذجة..
في الجميع حيّزٌ للخوف كبير عند من يرون انفسهم مجرد ثوان في ساعات القدر..
وصغير عند من يرون انفسهم القدر ذاته..
فيضعون لانفسهم حياتهم ويشترون تذاكر الفرح في سوقٍ تداول الناس فيه سلع الخوف والاحزان..
ان تتغلغل في الداخل لترى المقاعد المرصوفة منذ الازل ..
والاكواب البلهاء المترامية بعدها..
يجعلك ترى القوة في ذاتك لتتغلب على هذا الخوف المتناثر في الارصفه..
مجرد الكتابه على الاوراق يشعرك بالبداية بالخوف..
لانك لا تعلم أتستطيع الاحتفاظ بأسرارك..
ام سيفضحك قلمك قبل ان تنهي التفكير..
ولكن سرعان ما تجد النجوم تناثرت على كلماتك..
تعطيها بريقًا موشّحاً بالامل ومزركشاً بالقوه..
كُلّنا يحمل الخوف في داخله..
ولكنّ هناك مدٌّ وجزرٌ كبير..
بين ان يكون خوفك من السير في دروب الازمان ..
وبين مجرد التفكير في هذا الامر..
كل هذه امور عشوائية لا بُدّ ان تتجمع في حجرات أدمغتنا المنسية بوسعنا دثرُها تحت رمال الامل..
وبين تجديدها وزخرفتها بقطعٍ من الشطرنج الباهته ..