يتناسى البعض متعمدين دور الأردن قيادة وشعباً في خدمة الأمة العربية، ليس فلسطين فحسب ، فقد كانت النهضة العربية على يد الشريف الحسين بن علي رحمه الله، وكان المؤتمر الأول لنجاح هذه الثورة، وميثاق جولقت العروبة دمشق،برئاسة المغفور له الملك فيصل الاول (ملك العراق) والذي ظهر فيه الاختلافات على المصالح من بين المؤتمرين والذين اثروا مصلحتهم على مصلحة الأمة.
لياتي المغفور له الملك عبد الله الاول ليضع النقاط على الحروف.
ولن اخوض بالأمر، فالتاريخ جلي وواضح :كيف تنافروا الأخوة بين مؤيد للنازية وبين من هو مع باقي دول اوروبا. ولن امر على ما قدمه هذا البلد قيادة وشعبًا في الإصرار على الحفاظ على ما تبقى من الارض الفلسطينة وايضا يشهد التاريخ المغفور له عبد الله الاول كيف قبل البيعة بجعل الضفة الغربية واهلها تراباً وشعباً اردنياً وبقي الحال على ما هو حتى عام ١٩٨٨م، انصياعًا في توحيد الصف العربي وفي تمكين القيادة الفلسطينية في تقرير مصير الشعب الفلسطيني ، كما كان الحال حين أُجبرت القيادة الهاشمية ايضا ليس خوفاً وانما إيمانًا بالفكر النهضوي للامة العربية عام ١٩٧٤م. على ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد ، واشدد على كلمة (الوحيد) للشعب الفلسطيني.
وحين وقعت مصر إتفاقية السلام مع اسرائيل أيضاً وقف الاردن قيادة وشعبًا مع فلسطين والامة العربية جمعاء في تفردها لهذا السلام حيث كانت الطعنة الاولى في خاصرة الامة العربية ، وحين اراد العرب السلام، انصاع الاردن لقرار الجماعة، ولا ينكر لا العرب ولا العالم اجمع، كيف احتضن الأردن قيادة وشعباً ، الفريق الفلسطيني المفاوض كجزء من كل، من الفريق الأردني المفاوض في اوسلو، ولولا حكمة المغفور له الحسين لكان تحقق للكيان الصهيوني الغاصب توحيد القدس الغربية والقدس الشرقية، كالعاصمة الموحدة لهذا الكيان. ولكان التفاوض من المنظمة على أن تكون (ابوديس) هي العاصمة الفلسطينية ، ولكن بحكمة المغفور له الحسين وبتفاني هذه القيادة وشعبها استطاع إدخال الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف وتاجيل التفاوض حول القدس وتدويل قضيتها، ولكن ذلك كان على حساب بعض الخسارات المادية للدولة الأردنية والشعب الاردني، ولكن كانت النظرة: ان القدس تفدى بالأرواح، ويرخص ما دون ذلك .
ليس هذا فحسب فجميعنا يعرف كيف وضع جلالة المغفور له الحسين، إتفاقية السلام بأجمعها على كفة وحياة خالد مشعل على كفة اخرى وكان الافراج عن الشيخ أحمد ياسين رحمه الله.
وها هو اليوم يطل علينا خير خلف لخير سلف جلالة الملك عبد الله حفظه الله ورعاه ليضع النقاط على الحروف ، لا بل ويزيد ليس فقط بوضع إتفاقية السلام على المحك لا بل كما قال: سيكون صِدام مع الأردن،
ابقاك الله زخراً وفخراً للعروبة.
هذا هو الاردن قيادة وشعبًا في نظرته الى فلسطين العروبة.
وكنتُ أتمنى أن يخرج علينا من قلب فلسطين ومن أهل فلسطين كما خرج علينا محمود درويش وفدوى طوقان وغيرهم ، شعراء وكتاب ومثقفين وسياسيين واعلاميين في تسليط الضوء على فلسطين.
فليعلم ايدي كوهين وزبانيته انه قبل ١٠٠ عام كانت النهضة برصاصة هاشمية، وبهمة ابا الحسين الهاشمي الان ،ستكون ايضا رصاصة هاشمية تزعزع كيانكم تجمعات الشتات.