الأنباط -
الأنباط -إقفال سلوكات الغضب ...بإضافة بلسم رمضان
بقلم : الروائية أحلام البلعاوي
أجمل العباداتِ التي يستشعر بها المسلم معنى التقوى في قلبه
والجمال الروحي في شعائرها من صلاةٍ وتسبيحٍ وصلة رحم وحتى تلك الأحبال المذهبةُ سةاء بهلالِ او بنجمةِ والمضاءة حول جُدران البيوت والبنايات أو حتى في الشوارع .
نحن على أبواب هذه العبادة التي أكرم الله تعالى بها أمة المسلمون ففي شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة فرض الله تعالى شهر الخير والإحسان شهر رمضان
ففي هذا الشهر يُكْثِرُ المسلمُ من حُبِهِ لفعل الخير ويزادُ تقربًا الى الله ، فالمشاعر الايجابية في تلك اللحظة تسيطر على قلبهِ أكثر من التفكير العقلاني ...يشعر بغيره من المسلمين الفقراء وتجد ان علاقة المودة والمحبة في صلة الرحم تزيد المجتمع تماسكًا ...
ولكن...
في هذه السنة سيكون رمضان هادئًا ....بارد على غير عادته بسبب تفشي مرض كورونا المستجد سنفقد الاجواء الروحانية والاجتماعية ...ستجبر على الصيام بطريقة مختلفة فالصلاة ستكون في البيوت
والتجمعات العائلية ستكون من خلال المراسلات والإتصالات المرئية سواء على الماسنجر أو الوتس آب
وأكثر شيء سيؤلم روحك هي اختفاء خيم الإفطار الرمضانية للفقراء
وستلاحظ من خلال هذه الاجواء والضغوطات النفسية أرتفاع وفقدان للسيطرة على المشاعر داخل بيتك وخارجيهُ
لهذا خصصت هذذا المقال للحديث عن شعور الغضب الذي ينتظر صافر الانذار ليكتسح عقولنا في أي وقت وعلى أي سبب...
وقبل ان نسهب في طرق السيطرة على الغضب لا بدَّ من معرفةِ الغضب .
فالغضب عبارة عن سلوك انفعالي يمر به الفرد نتيجةً لسيطرة ضغوطات الحياة وصعوباتها على نفسه مما يسبب له سلوكيات وافكار عدائية وغالباً ما ينجم عن الشخص تصرفاتٌ غير لائقةٍ ومهينةٍ، من الشخص الغاضب إلى الأشخاص الآخرين مثل: الوعود والتهديد الضرب واحيانا نزاعات بين الاطراف . الغضب يجعلنا اشخاص مشوشي الفكر قرارتنا غير صحيحة.
ويرجع الانفعال الزائد خلال نهار رمضان إلى الاعتياد على ممارسة بعض العادات الخاطئة طوال العام وفي رمضان أيضا، مثل تناول الكافيين المتمثل في الشاي والقهوة والتدخين، وعدم تنظيم الأكل والإفراط في تناول الإفطار، والعادات الخاطئة من شأنها أن تغير مزاج الصائم وتزيد من معدلات العصبية، ولا تنسى ان تضيف عليه ازمة كورونا
فتخيل معي حجم هذا الضغط الانفعالي على الافراد
الإنسان بطبيعته لا يستطيع ان يتحكم في مشاعرهُ
لهذا لا بدَّ من اتباع بعض الممارسات للسيطرة على الغضب
أولًا: قاعدة ... أنا شخصيًا أُطَبِقُها في حياتي وهي إقفال السلوك ....وتقوم هذه الطريقة على عكس المشاعر السلبية ( غضب...كره...) وتحويلها الى مشاعر إيجابية ( فرح ...محبه ..) ... فلا يوجد داعٍ للغضب
ثانيًا:استخدام طريقة العد عند الغضب
هو القيام بالعد ببطء من رقم 1 إلى 10 لأن هذا يعطي إشارة لضربات القلب بالعودة للمعدل الطبيعي لها، مما يعمل على تقليل الغضب.
ثالثًا : الخروج عن المألوف فمثلًا في ازمة الكورونا يمنع الزيارات العائلة ولكن هناك طريقة تستطيع ان تجتمع مع عائلتك وأثناء الإفطار من دون مخالفة قوانين الحظر وهي تقوم قبل الأذان بالاتصال على احد أقاربك عن طريق الماسنجر ومشاركتهم في طقوس الافطار .
ويمكنك ان تصلي صلاة التراويح جماعة مع عائلتك في البيت مما تغرس في قلوب ابناءك المودة والمحبة .
وما أجمل ان تتساعد العائلة في امور المنزل من ترتيب للمائدة وتحضير الحلويات .
رابعًا : الاسترخاء قدر الامكان وتقبل آراء الآخرين ومحاولة السيطرة على الغضب مهما كان الموقف... فلو شاهدت رجلًا غاضبًا يقف في طابور الخبز فلا تلمهُ وقدم له بلسم الغضب بابتسامة صغير ....
الى كل من قرأ هذه الكلمات :
أعد ترتيب نفسك ...واستثمر وقتك كون مع عائلتك ...اكتشف مواطن الخير فيك ..واهزم نفسك الآمارة بالسوء
فأنت بإرادة بسيطة تصنع المعجزات