الأنباط -
الانباط- عمر الزعبي
كما نعلم، بإن اي مدرب المنتخب دائماً ما يميل الى البلد الذي يدرب منتخبه، ويعتبره بلده الثاني حتى بعد رحيله عن تدريبهم، الا انه يبقى محافظاً على الذكريات التي عاشها، والصعوبات التي تخطاها، ويحترم إمكانياتها مهما كانت محدودة، لكن هذه الاعراف الدولية لم تكن موجوده عند مدرب منتخبنا الوطني البلجيكي فيتال، الذي خرج بتصريحات فاجئت الجميع الى صحيفة بلجيكية، ينشر خلالها الكثير من الكلام الذي لا يدل على وجود احترام للبلد الذي يعمل به، مصدر رزقه، وتطاول على المنظومة الرياضية في الاردن من مدربين وصحافيين وحتى ملاعب وامكانيات، و وصف ان هناك محللين مزعومين.
ومن تابع تصريحات فيتال، يشعر بإنه يتحدث مع مدرب من المعيب عليه ان يدرب منتخب دولة بحجم الاردن، وان امكانياته تفوق بمئات المرات من امكانيات الاردن، ولهذا كانت التصريحات التي تناقلتها معظم الوسائل الاعلامية في بلجيكا لا تمثل الا كذلك.
فيتال اليوم اساء لمنظومة الكرة الاردنية، وإن كان الكلام الذي ادله به صحيحاً، فليس من الممكن ان يخرج الى وسائل اعلام دولية ويتحدث عن مدرب ولاعب وطني بحجم جمال ابو عابد انه لا يريده مساعداً له لانه يلعب بطريقة اوروبية والاخر يلعب بطريقة كلاسيكية، وان هناك محللين مزعومين ليس هدفهم مصلحة الكرة الاردنية، وان الصحافة والاعلام وسائل اعلامية سلبية للغاية، ولا تمدح المدرب، وان مستوى دوري درجة غير محترفه في بلجيكا اقوى بكثير من دوري المحترفين الاردني، وان ارضية الملاعب سيئة للغاية.
نشعر وان فيتال جاء الى الاردن وفي مخيلته ان الاردن يضخ عشرات المليارات على قطاع الرياضة، ولكل نادي ملعب دولي خاص به، فلماذا اذا كانت تلك الامور تزعج المدير الفني قبل على نفسه التنازل والتوقيع على عقد تدريب المنتخب..!
ولعل فيتال ينسى كيف وقف الشعب الاردني باكمله من صحافة ومسؤولين وجماهير معه في بطولة اسيا، وساندوه عندما فاز على استراليا (الإنجاز الوحيد له) ثم خذلنا بعدها بايام بخسارة امام فيتنام، ولتأتي الخسائر متتالية بعدها الى غاية الان، ولا نعلم اين يسير مصير منتخبنا معه والذي فقط بنسبة كبيرة حظوظة بالتأهل الى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم.
فيتال اساء، ولا يجب ان يصمت الجميع امام تصريحاته "المستفزة" خصوصاً وان ارقامه وتاريخه مع المنتخب وغيره لا تسعفه بإن يتطاول على اصغر جزء في منظومة الكرة الاردنية، خصوصاً وانه سبق وان تعرض للصحافة الرياضية عندما اساء لزميل معروف بالوسط الرياضي بخبرته وامكانياته.
لا نقبل الاساءة، لانه اذا كان هناك وجه سلبي للإعلام كما يزعم فيتال، فبالتأكيد هناك وجه ايجابي، وان كان هناك مزعومين فبالتاكيد هناك اشخاص حريصين على مصلحة المنتخب، لكن الواضح إن فيتال، يريد ان تبقى الصحافة تكتب عنه "شكراً فيتال"، وهذه المرة نكتب مرة اخرى شكراً فيتال، لإنك تسيء لنا، ورد الاساءة ليس من شيم الاردنيين، لذلك شكرا فيتال..!