كلمات هادفة
بقلم أسامة زايد
التراشق بين الأشقاء مرفوض
أزعجنى كثيرا ما رأيته وسمعته عبر وسائل التواصل الإجتماعي من ضحالة فى الفكر وجهل بالتاريخ وعدم معرفة بالعلاقات الوطيدة بين الشعبين الشقيقين فضلا عن التراشق وتبادل الاتهامات بسبب التصريحات الغير مسئولة و التى تدعو إلى طرد المصريين وأبنائهم فى صحراء الكويت الحارقة خوفا من تفشى فيروس كورونا
ففى الوقت الذى يتكاتف فيه العالم أجمع لمواجهة هذا الفيروس الذى لا يفرق بين بنى البشر ولا دولة غنية وأخرى فقيرة اومتقدمة ومتخلفة. نرى من انتزع من قلبه الرحمة وخرج عن دائرة الإنسانية ويقوم بإشعال براثن الفتن متجاهلا الظروف التي تمر بها البشرية متناسيا القواسم المشتركة. وللأسف الشديد تتحول إلى معارك طاحنة وساحات للحرب فى السوشيال ميديا مستخدمين أبشع الألفاظ والكلمات والعبارات التى تهدم القلاع الحصينة والجبال الراوسى وفى النهاية الكل خاسر .
وهنا أتساءل ماذا حدث ألم توجد العديد من الروابط التى تجمعنا من لغة ودين وعادات وتقاليد وصلات اجتماعية لابد من وقفة صادقة وخلق لغة للحوار الهادئ وتربية النشء فى كلا البلدين على الاخلاق والفضيلة واحترام الآخر وبيان عمق العلاقات والضرب بيد من حديد على من يحاول العبث و احداث الوقيعة وإشعال النيران تحت دعاوى كاذبة ومسميات واهيه فى محاولة الحفاظ على بلده. فنحن شعب واحد وبقراءة سريعة عن العلاقات السياسية والاستراتيجية بين البلدين نجدها ترجع إلى عام١٩١٩
حينما قام الشيخ أحمد الجابر الصباح بزيارة القاهرة والتقى بالسلطان حسين كامل ملك مصر وقتها،و التى أرست أولى قواعد التعاون والتواصل وشكلت معالم الطريق السياسي والدبلوماسي ومثلت مرحلة هامة فى وضع بذور العلاقات الأخوية و التى ازدادت رسوخا وتميزا عبر الأجيال على كافة المستويات .
كما استقبلت مصر فى عام ١٩٣٩ طلاب من الكويت لنهل العلم والمعرفة وصحيح الدين الإسلامى فى رحاب الأزهر الشريف والجامعة المصرية .
وفى عام 1942 بدأت العلاقات الثقافية بين البلدين بشكل رسمي متمثلة بالبعثة التعليمية الكويتية لمصر بالاتفاق بين وزير المعارف المصري حينذاك الدكتور طه حسين ورئيس مجلس المعارف الكويتى الشيخ عبدالله الجابر الصباح وكانت أول بعثة للطالبات الكويتيات عام 1956 فيما شهد عام 1959 افتتاح بيت الكويت بالقاهرة بحضور الرئيس جمال عبد الناصر.
ولا يستطيع أحد أن يغفل دور الدولة الكويتية تجاه مصر ابان العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ وحربى ١٩٦٧ و١٩٧٣ حينما قامت بارسال لواء اليرموك ليقاتل مع أشقائه المصريين و التى خلفت الكثير من الشهداء والجرحى التى اختلطت دماءهم الذكية بتراب مصر
كما وقفت مصر بالمرصاد أمام تهديدات الرئيس العراقى عبدالحكيم قاسم عام ١٩٦١ بالعدوان على دولة الكويت وكان أول نواة لتشكيل القوة العربية المشتركة
وفى عام 1990 كانت العلاقات الكويتية - المصرية على موعد جديد حين أعلنت مصر رفضها غزو صدام حسين للكويت ووقوفها الى جانب الحق الكويتي بل ودفاعها كشريك فى حرب تحرير الكويت وكانت القوات المصرية من اوائل القوات التى شاركة في حرب تحرير الكويت.
كما يوجد فى دولة الكويت الشقيقة الان أكثر من ٧٠٠الف من المصريين الذين يشاركون فى تحقيق النهضة الشاملة بسواعدهم مع اخوتهم الكويتيين
وعلى المستوى الاقتصادي تعد الكويت ثالث أكبر شريك تجاري لمصر في العالم العربي، بعد الإمارات والسعودية، حيث أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 1.74 مليار دولار، منها نحو 363 مليون دولار سلع غير بترولية، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات.
وتأتي في المرتبة الرابعة في قائمة أكبر الدول المستثمرة في مصر بمشروعات استثمارية مشتركة يبلغ عددها 1227 بمساهمة كويتية قيمتها 3.7 مليار دولار.
كما شهدت العلاقات بين البلدين خلال الخمس سنوات الماضية طفرة هائلة من التعاون والتواصل وتباين فى الرؤى وتأييد المواقف على كافة الأصعدة سواء العربية والاقليمية والدولية .وذلك بفضل قيادة البلدين اللذان يؤمنان بالهدف الواحد والمصير المشترك
ومن هنا أبعث رسالة إلى من يحاولون الوقيعة كفوا عن هذا فلا يستطيع كان من كان أن يمزق العلاقات الوطيدة والمتينة التى تمتد لأكثر من قرن من الزمان
Usama_zayed2007@yahoo.com