الأنباط -
الأنباط -من حقنا ان نفتخر بـ قائدنا الحكيم وشعبنا الأصيل
خليل النظامي
منذ وصول عاصفة الكورونا للحدود الاردنية، ولغاية اللحظة وأنا اتابع عن كثب تحركات الجميع، وارصد الحركة تلو الاخرى لـ جميع المكونات السياسية والاقتصادية والشبعية بمختلف الشرائح والفئات، وكيفية تعاطيها مع هذه العاصفة العمياء التي لم تفرق بين جنس واخر، وعقيدة واخرى وتأخذ الجميع بطريقها دون رحمه.
وكما جرت العادة فـ ما حدث من ازمات سابقة وكيفية تعامل الحكومات معها كان من ابرز اسباب ازدياد حجم فجوة الثقة بينها وبين المكون الاجتماعي والشعبي، الى ان اصبح ميزان الثقة بينهم شبه معدوم ومصاب بخلل جسيم، وقد لمسنا ورأينها هذا في ما واجهته الحكومة من سيل الانتقادات اللاذعة في بداية الأزمة جراء تعاطيها مع عاصفة "الكورونا" بـ الرغم من ادارتها للأزمة بشكل جيد، الا ان هذ امر طبيعي حدوثه نظرا للتراكمات الماضية المتغلغله في ساحة الرأي العام من جهة، واعتبار هذه الازمة تربه خصبة لكل حاقد وقوى الشد العكسي من جهة اخرى.
وفجأة ومع تزامن مواجهة الحكومة لـ سيل الانتقادات، ظهر فارس مغوار يعرفه الجميع من مشارق الارض لمغاربها، واستلم دفه القيادة ووضع معادلته الخاصة، وتابع ورصد فـ شخص وقدر وحسب بدقه، ومن ثم بدأ بـ شدشدة مفاصل السفينة لـ يجعلها كـ السنديانه شامخه في وجه العاصفة، لا ثغرات فيها تضعفها، وقلب الموازين واعاد كل شيء لوضعه الطبيعي ومكانه الصحيح بالتعاون مع الفريق الحكومي وابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية ومحبة وولاء ووعي وانتماء الشعب الاردني لهذا الوطن والانسانية جمعاء.
هذا الفارس ليس بـ فارس وحسب، بل ملك عطوف وقائد مغامرومقاتل لا يشق له غبار، يحمل بين اضلاعه قلب مؤمن بقدر الله، بصيرته لا حدود مكانيه او زمانيه لها، وعقل حكيم وواع يعيد الموازين لنصابها الصحيح بـ لحظة، نعم انه الفارس الملك القائد المقاتل جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله سيد البلاد وقائدها.
ففي الوقت الذي شاهدنا فيه جميعا عبر وسائل الاعلام المختلفة تخلي بعض الملوك والقاده عن شعوبهم، وجدنا فارسنا ابا الحسين اكثر قربا من شعبه الطيب الاصيل، اكثر قربا لذلك المصاب، اكثر قربا لتلك المسنة العفيفه، اكثر قربا لتلك الطفلة الخائفة ليطمأنها، اكثر قربا لـ حماة الديار رفاق دربه من ابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية، وجدناه اكثر قربا للجيش الابيض الذي يقف على خط المواجهة الاول في حربنا ضد "الكورونا".
تواجد الملك الفارس بهذا القرب، دلالة على ايمانه المطلق بأهمية المعنى الحقيقي للإنسان والمواطن، وبرهان على جديته كـ قائد تحمل المسؤولية الملقاه على عاتقه، صونه للأمانة التي حملها من اجداده – رحمهم الله - والتي تجسدت بـ عنوان "الانسان اغلى ما نملك"، الجملة التي قالها المغفور له بإذن الله الحسين الباني والتي تمثل اساس من الاسس الراسخه الابديه في قلب وعقل كل مواطن اردني.
ظهور الفارس القائد، اعاد معادلة ميزان الأمن الاجتماعي لوضعها الطبيعي، ووجهة البوصلة بالاتجاه الحقيقي، وبالتزامن مع قيادة السفينه وحربنا ضد "الكورونا" لم ينس احقاق الحق واقامة العدل بسيف القانون على كل من تسول له نفسه بالمتاجره بأرواح الاردنيين الغالية، وخرج وقال للجميع مسؤولين ومواطنين "القانون فوق الجميع"، ولا استثناءات بسبب الواسطة والمحسوبية لكل من يخالف القانون ويعرض حياة الاردنيين للخطر.
اشتعل حماس الاردنييون، وتمطأنت قلوبهم، حال سماعهم مقولة فارسهم المغوار مليكهم وقائدهم الاول، حتى أن السواد الاعظم منهم تمنوا ان "الكورونا" جيشا حقيقي يقاتلوه وجها لوجه بكل شراسه وايمان، فكانت مقولة جلالته كـ الماء الذي ينتظره العطشان بفارغ الصبر، الامر الذي عزز انتماءهم وولائهم اضعاف واضعاف، وعزز تراصهم وتعاضدهم بعضهم ببعض كـ صف واحد خلف ربان السفينه في مواجهة ما يتعرضون له من أزمة خطيرة، ما جعل الاردن مثال يحتذى به بـ فن ادارة الازمات وحكمة وقوة قيادتها وانتماء شعبها لمعنى الانسانية والحفاظ عليها عبر اكبر شاشات التلفزة ووسائل الاعلام العالمية.
ومن المعروف تاريخيا وبحسب الدراسات أن القادة يظهرون بأبهى صور الكفاح والنضال وقت حدوث الازمات، حيث يتبين معدن القائد ومستوى انجازه الحقيقي في الازمات التي يكون الناس خلالها متعطشين بحثا عن من يقودهم ويجعلهم اكثر ايمانا وقوة، وما رأيناه من فارسنا المغوار وقائدنا يجسد ما قاله الاستاذ الجامعي "وارن بينس" حين قال "تكمن قدرة القيادة في تحويل الرؤى إلى حقائق"، والحقائق التي رأيناها ولمسناها ان لدينا قائد وربان سفينة في اعماقه كفتي ميزان لا يمكن ان يرتفع احدهما عن الاخرى، كفة تملأها الرحمة والانسانية، والاخرى تحمل القوة وتطبيق القانون وفن الادارة الحكيمة، وهذا ما يمنحنا الحق ان نتباهى ونفاخر الدنيا بما لدينا من قيادة حكيمه وشعب واع ومنتمي.