.. مع ان الوقت ليس وقت التقييم ولا التقويم، إلا أن اللحظة الراهنة التي يعيشها الوطن منذ بدء أزمة وباء كورونا وحتى اللحظة تستوجب بضع ملاحظات من وحي اللحظة والواقع، وأهما ما في أزمة كورونا أنها فرقتنا افرادا وعائلات وأصدقاء وادخلتنا اجباريا في نمط من الحياة لم نعتاده ولم تتوقعه في اسوء سيناريوهات احلامنا على الأقل نحن الذين لم نعي او نشهد أزمات على المستوى الوطني طوال عقود خلت، فكثيرا من بديهات حياتنا اليومية مما لم نكن ننتبه لقيمته، أصبح طموحا ،نعم كورونا فرقتنا وابعدت مسافات التواصل المباشر وكثيرا مما نحب من انشطة وانماط حياة،
لكنها كورونا ذاتها التي تجمعنا وتُوحدنا من حيث لا تحتسب، نعم فقيل كورونا لم نكن نلقي بالا لما يقوله المسؤولين وخاصة الحكومة ووزرائها وإن استمعنا او شاهدنا فإن مستوى الثقة بين المؤسسة الرسمية ومواطنيها بأدنى مستوياته وأساسه الشك والتشكيك، فكان ان بدأت خلية الأزمة في سابقة غير معهودة، وزراء ورئيسهم وفريق من العسكريين والمدنيين يلتقون حول مائدة مستديرة في مركز الأزمات (التجربة الرائدة) وتبدا العمل كخلية نخل تخرج علينا بخطاب صريح لم نعتاده وخطاب موحد متكامل الأطراف ،فيصبح فريق الأزمة وكأنه فرقة عزف سيمفونية لحنها الوطن وجمهورها الشعب، يبدأ التناغم بين العازفين وزراء، عسكريين، أطباء ومختصين، ويهدا الجمهور أمام وطأة التناغم مستسلما لهذا الأداء الاوكسترالي المنتظم ،معززة جسور الثقة ومقصرة المسافات، ينتظر الاردنيين ظهرا ومساءا تلك المنصة بخلفية شعار مركز إدارة الازمات، ويتبادل العازفين الأدوار كل بمجاله، فنتوحد أمام الشاشات عبر ارجاء الوطن كما لم نتوحد منذ زمن طويل، وتصبح للمعلومة مصدرا ومصداقية،
نعم ،فرقنا كورونا افرادا ووحدتنا منصة إدارة الأزمة شعبا، وهذا النموذج الذي قدمناه حتى اللحظة أصبح حديث الكثير منا ومن غيرنا خارج حدود الوطن، بل إن البعض بدا يقارن ويحتذي بهذا النموذج في إدارة الازمة ٍ
ما يحدث حتى اللحظة يوشي بالتأسيس لفكرة دولة المسؤولية والمؤسسة، وهذا طموح الكثير ومبتغى الاغلبية، ولأن مسار الأزمة يؤشر على انتا قادرون على العمل بمؤسسية ونظام، فإن المطلوب منا حتى نستمر عاملين مهمين، الأول أن تكون الازمة الحالية خطوة تأسيسة لنهج المؤسسية في العمل الوطني، وهذا امر ستواجهه عقبات متوقعة بالتأكيد، وهذا رهن باستمرار الحكومة بنهج إدارتها الحالية، واستمرار الدعم الشعبي لأداء الحكومة حتى نتخطى الأزمة الحالية، مع تجديد وقفات التقييم دوريا،
اما الثاني والأهم، وهذا بعد إنتهاء الازمة بإذن الله، الا وهو استمرار فرق إدارة المرحلة التالية من الازمة، فالانتصار وتخطي الازمة وطنيا بإذن الله هو الخطوة الأهم وذات الاولوية الأن، والمحافظة على الحالة ومعالجة مضاعفات الازمة بطريقة احترافية لاحقا لا يقل أهمية إدارة الأزمة حاليا وتجاوزها.
نعم ،ستنتهي الأزمة بنجاح بعون الله وجهد مؤسسات الوطن أكانت السلطة التنفيذية وأدواتها وقواتنا المسلحة الجيش العربي والاجهزة الرديفة أمنيا وطبيا وفنيا، وسنعود لحياتنا الطبيعية مسلحين بتجربة إدارة فريدة، تتطلب التقييم والتعلم والبناء عليها، فمعالجات ما بعد الأزمة بعد زوالها، قد يكون أخطر من الأزمة ذاتها، وإلى حين ذلك علينا أن نبقى ملتزمين بما يصدر من أوامر الدفاع من إدارة الأزمة وفريقها البناء والمحترف ،وان نحي ونقدر الجهد الجاري تنفيذه لتجاوز الأزمة بهمة كل القوى ذات العلاقة وعلى رأسها قواتنا المسلحة جيشنا العربي واجهزتنا ومؤسسات إدارة الأزمة افرادا ومجموعات بالإضافة لاولئك الجنود المجهولين خلف الستار ممن يساهمون بصناعة هذا المشهد الوطني الرائد.
وللحديث بقية وحمى الله البلاد والعباد قيادة وشعبا ومؤسسات.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.