رجل بساق واحدة يعيش على مركب يتحدى إعصار ميلتون بنك الإسكان يواصل تعزيز المهارات البيعية لموظفيه مع برنامج The Lone Wolf الأول من نوعه عربياً الأمن العام: سقوط جسم متفجر في مدينة العقبة دون وقوع إصابات جسدية تذكر وضعية الذراع تفسد قياس ضغط الدم مشروب صباحي فوائده مذهلة.. إذا تناولته طازجاً مستشفيات شمال إسرائيل تستقبل أكثر 19 ألف مصاب منذ تشرين أول الماضي الأمن يوضح حول فيديو مشاجرة سيدة مع سائق تكسي الأشجار الحرجية.. قطاع طرق يشنون حربا عليها واجراءات "الزراعة" لا تردعهم أعضاء مجلس الأمن يرحبون بتوصل لاتفاق بشأن مصرف ليبيا المركزي لازاريني: التشريع المناهض للأونروا في إسرائيل يشكل سابقة خطيرة انتخاب 18 بلدا كأعضاء في مجلس حقوق الإنسان لفترة جديدة ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية الاحتلال: إصابة 38 جنديا خلال الـ24 ساعة الماضية انتصارات للوحدات والمحطة وشباب الحسين بدوري الكرة الطائرة مجلس الأمن يناقش الوضع الإنساني في غزة نظام التوجيهي الجديد.. حيرة وغموض وتساؤلات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الأردن.. فرص واعدة وتحديات محلية الخارجية تعزي الكويت بسقوط طائرة مقاتلة وارتقاء قائدها د. نصير : دخول جامعة آل البيت إلى العالمية اليوم في التصنيف العالمي مرحلة متقدمة وفرصة لمزيد من التميز والإنجاز الترخيص المتنقل في لواء المزار الشمالي غدًا الخميس

الاعتذار للدكتور هاني الملقي أصبح مدار استحقاق

 الاعتذار للدكتور هاني الملقي أصبح مدار استحقاق
الأنباط -

 حكومة الرزاز : "حراث بور، وغيوم لم تمطر، وزرع لم يثمر"

الانباط - خليل النظامي

عادت تساؤلات الكادحين الى ساحة المشهد من جديد عن النتائج التي كانوا يتوقعونها بعد اسقاطهم لـحكومة الملقي، وتسلم الدكتور عمر الرزاز حكومة جديدة، فـقانون الضريبة الذي كان اساس ما عرف بـ"ثورة الرابع" مررته حكومة الرزاز بكل بساطة وبدون عناء او مقاومة من قبل قوى الشد العكسي.

فمنذ ان وقف الكادحون على ارصفة محيط ما عرف بـ"الرابع" وأحدثوا ما أسموه اعلاميا بـ "ثورة الرابع"، حتى وقتنا الحالي لم يتغير شيء سوى الوجوه التي تسكن الرابع ورائحة العطر الذي يفوح منها وماركات البدل وربطات العنق التي يتزينون بها.

وكأن المشهد آنذاك عبارة عن مسرحية كتب سيناريوهاتها رأس المال، وأخرجها اليسار الليبرالي، وتلقت الدعم من مستودعات المال الاسمنتية، وشارك بأدائها فنانون قننوا بشعارات استهدفت العبث بمشاعر الكبت والاضطهاد لدى الجماهير ما جعلتهم يصفقون بحرارة لـمخرجات الجامعات الغربية .

نجد ان مؤشرات الفقر في ارتفاع خاصة في الاطراف والمناطق النائية، ومعدلات البطالة ارتفعت نسبتها بين الشباب الاردني لمستويات لم تشهدها الاردن من قبل، ومنظومة الاستثمار لم تتقدم خطوة واحدة، لا بل تراجعت عدة خطوات في معظم مؤشراتها، والتشجيع اصبح تربيع، حيث المشجعون متربعين في مكاتب معطره يتابعون اخبار الكلاسيكو.

ومن هناك نرى سوق العمل الذي يشهد اختلالات كبيرة وتكدس هائل للعمالة الوافدة والمخالفة لقانوني العمل والاقامة لم يتغير عليه شيء، بل زاد تغول الوافدة على فرص العمل المخصصة للأردنيين دون رقابة وضبط، وفلسفة تشغيل الاردنيين اصبحت مجرد ارقام، والتدريب والتأهيل اصبح في غياهب الجب، ومن هناك حدث ولا حرج حول التعيينات والتنفيعات في المؤسسات الحكومية الذي زاد انتشاره في الاوساط بمختلف القطاعات، وحتى "المتسول الخفي" الذي اعتقدنا أن لديه مصل لإنهاء الترهل الاداري اصيب بـ فيروس الكورونا" وتم عزله واختفى عن الساحة.

اما القطاع السياحي الذي وليّ امره لـ غير المتخصص به، ما رأينا منه سوى سبات عميق صحوته كانت بروباجندات اعلامية يتفنن من خلالها بمنهجية تسيس الرقم الاحصائي بغير ما هو موجود على الواقع، وعشرات الملايين تصرف هنا وهناك بذريعة الترويج للأردن سياحيا في الخارج لم نرى اي مردود او تغذية راجعة لها في بيانات هيئة تنشيط السياحة.

وبالدخول لقطاع الطاقة، نجد انه اصبح قطاع مشكل للرأي العام بعد ان كان نكره بين القطاعات لا نسمع له حس ولا خبر خاصة بالتزامن مع مخططات ما عرف بـ صفقة القرن"، فهناك اتفاقية الغاز الغامضة الملامح، تلاها الارتفاع المفاجىء في فواتير الكهرباء والذي ما زالت اسبابة غير معروفة بسبب الجدل البيزنطي الذي نراه عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام.

اما المنظومة الاعلامية، والتي زادت عشوائيتها وفوضوية مخرجاتها في عهد حكومة الرزاز عن ما كانت عليه في حكومة الملقي، ناهيكم عن الحريات التي قننت وأصبح الخوف يسكن قلب وعقل كل صحفي واعلامي خشية من ان يخرج عن الاطار الذي رسمه قانون الجرائم الالكترونية وغيره من القوانين المكممة للافواه او خرق السقوف او تهديد من هنا وهناك، هذه المنظومة التي لم تجد رجلا حكيما يعيد لها هيبتها ووزنها، المنظومة التي ازهقت حقوقها عنوة لصالح متنفعين من اصحاب النخب، صحف تغتال وتقتل ويؤكل حقها التي استحقتة امام الجميع في غياب للعدالة، وصحفيون يمنعون واخرون يقننون، ودخلاء مسيطرون وأهل العلم مقصيّون، وحكومة الرزاز تقف موقف المراقب والمتابع دون تحريك ساكن.

اما قصة قطاع النقل، فما زال الطريق الصحراوي معلق في بيت مهجور بـ طلاق بائن بينونه كبرى لا هو حاصل على قرار الطلاق ولا معاد لزوجه، وفي الجانب الاخر الباص السريع الذي ما زلنا ومنذ سنوات طويلة ننتظر بفارغ الصبر دعوتنا لـ حفل زواجه الذي نشك بأنه سيبقى عازب للأبد.

الملفت بالأمر، ان من الامور التي شهدت تغيير واضح في عهد الرزاز، تمثلت في غياب رجالات الصالونات السياسية عن المشهد الداخلي والخارجي، وقلة قليلة منهم من يخرجون علينا من خلال ندوات او تصريحات صحفية حول ما آلت اوضاع البلاد مؤخرا، فهناك المحافظين الذين قرروا العيش في مزارعهم والعناية بالاشجار والنباتات ومراقبة خلايا النحل، وكأنهم ليسوا شركاء فيما وصلنا اليه من أزمات على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ايضا من اللافت ظاهرة ازدياد عدد النشطاء عبر شبكات منصات شبكات التواصل الاجتماعي، واطلاقهم لمبادرات ذات طابع انساني واجتماعي، وكأنهم موجهين من قبل اجنحة خاصة لتحميل مسؤولية الفقراء ومن يتعرضون للإضطهاد والمنسيين من المواطنين على كاهل الشعب نفسه، عوضا عن تولي الحكومة لهذه المهمة، وكأن هناك سيناريو لمشهد هدفة نزع المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومة والدولة في رعاية المضطهدين والفقراء والبسطاء بذريعة المسؤولية الاجتماعية والانسانية.

ومما يتضح ان الساحة الاردنية لم تشهد التغيير المنشود من قبل حكومة الدكتور عمر الرزاز، وهذا يقودنا الى استحقاق ووجوب تقديم اعتذار على طبق من ذهب لـ دولة الدكتور هاني الملقي على ما فعلنا بـ حكومته، وما أوهمنا وخدعنا انفسنا به على اننا صناع التغيير وما كنا الا صناع تغيير وجوه لا تغيير نهج.

وما تزال تساؤلات المواطنين تخرج يوميا من حيث مناطقهم متوجهة الى العاصمة عمان، تشكل غيوم فوق سماء الرابع تمطر يوميا على أمل ان تنبت امطارها زرعا.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير