بينما تجري الاستعدادات على قدم وساق لإقامة حفل إعلان الجوائز السنوية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) المقرر أن يقام مساء الثلاثاء السابع من يناير/كانون الثاني في مدينة الغردقة المصرية، بات الحفل نفسه مهدداً بالفشل بسبب التسريبات حولهوية اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبيةكأفضل لاعب في القارة السمراء لعام 2019.
ورغم حرص الاتحاد الإفريقي على التكتم على هوية الفائز انتظاراً للإعلان عنها خلال الحفل الذي بيعت حقوق بثه لعدد من الفضائيات الرياضية في عدة دول إفريقية، إلا أن العديد من التسريبات من داخل مقر الكاف في مدينة 6 أكتوبر شمال العاصمة المصرية القاهرة، أفادت بأن الفائز بالجائزة هذا العام هو السنغالي ساديو ماني لاعب ليفربول الإنجليزي، على حساب زميله في الريدز المصري محمد صلاح، ونجم مانشستر سيتي الجزائري رياض محرز.
ويعتمد كاف نظاماً للجائزة يستند على تصويت مدربي وقادة المنتخبات الإفريقية، وكشفت التسريبات أن أغلب هؤلاء منحوا أصواتهم لماني الذي فاز بدوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكذلك كأس العالم للأندية مع ليفربول، فضلاً عن فوزه بجائزة الحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنجليزي الممتاز، وكلها ألقاب تشاركها معه المصري محمد صلاح، لكن ماني يتفوق في قيادة منتخب بلاده لبلوغ نهائي كأس الأمم الإفريقية وهو ما أخفق فيه صلاح.
بينما تراجعت أسهم رياض محرز في الفوز بالجائزة بسبب عدم مشاركته أساسياً مع مانشستر سيتي، رغم مساهمته مع السيتيزنز في الفوز بكل الألقاب المحلية في الموسم الماضي، وقيادته محاربي الصحراء للفوز بكأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية في تاريخ البلد العربي.
من جهته ألمحموقع France 24 الإخباريإلى احتمال غياب صلاح ومحرز عن حضور الحفل بعدما تيقنا من عدم فوزهما بالجائزة، ولم يعلن الكاف رسمياً أسماء اللاعبين الحاضرين أو الغائبين.
لكن المؤكد هو غياب محرز لارتباطه بمباراة الديربي الكلاسيكية التي ستجمع السيتي مع مانشستر يونايتد في نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية مساء نفس يوم الحفل، بينما يتعرض صلاح لضغوط سياسية مصرية من أجل الحضور وعدم إفساد حفل الكاف الذي يقام في مصر لأول مرة منذ بداية الجائزة.
كفة ماني هي الأرجح هذا العام، ربما تعويضاً له عن فشله في الفوز بالجائزة في الأعوام الثلاثة الماضية عندما اختير من بين المرشحين الثلاثة النهائيين.
وأدى ماني دوراً موازيا تقريباً لصلاح (27 عاماً أيضاً) في مسيرة ليفربول في العام المنصرم. فهما تشاركا (مع مهاجم أرسنال الغابوني بيار-إيمريك أوباميانغ) لقب هداف الدوري الإنجليزي لموسم 2018-2019، وسجل المصري خمسة أهداف لليفربول في دوري الأبطال مقابل أربعة للسنغالي.
لكن الفارق الوحيد بين الزميلين كان بطولة كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر في الصيف الماضي، حيث خاب أمل المصريين بخروج منتخب الفراعنة من الدور ثمن النهائي بخسارة متأخرة بهدف نظيف أمام جنوب إفريقيا، بينما مكّن ماني المنتخب السنغالي من بلوغ النهائي قبل الخسارة أمام محرز والجزائر بنتيجة مماثلة.
ورغم أن محرز (28 عاماً) حظي بأفضلية كبيرة في نيل جائزة أفضل لاعب، بعدما قاد المنتخب الجزائري الى تقديم أداء شبه مثالي في كأس إفريقيا، وصولاً إلى رفع اللقب للمرة الثانية في تاريخ «محاربي الصحراء»، والأولى منذ العام 1990، لكن ما يؤثر على حظوظ محرز في نيل الجائزة للمرة الثانية بعد 2016، هو دوره المقيّد نسبياً في صفوف فريقه سيتي، مقارنة بالدور الأساسي والمحوري لكل من صلاح ومانيه في ليفربول.
وسبق لمدرب سيتي، الإسباني جوسيب غوارديولا، أن كال المديح لمحرز، متحملاً مسؤولية عدم إشراكه كأساسي بشكل أكبر، في ظل طفرة المواهب المتوافرة في الفريق الأزرق الذي حقق معه ثلاثية محلية غير مسبوقة في الموسم الماضي، بألقاب الدوري والكأس وكأس الرابطة.
التتويج القاري الجزائري يتوقع أن يفضي إلى تكريم المدير الفني للمنتخب جمال بلماضي بجائزة أفضل مدرب إفريقي لعام 2019، بعدما قاد تشكيلته إلى رفع الكأس بعد 7 انتصارات في سبع مباريات، وأداء هجومي لقي إشادة المنافسين قبل المشجعين، ودكة بدلاء لم تقل شأناً عن الأساسيين.
وتمكن بلماضي (43 عاماً) من إعادة الانضباط إلى تشكيلة تزخر بالمواهب، بعد أعوام من عدم الاستقرار أبعدت الخضر عن موقعهم الطبيعي في كرة القدم الإفريقية.
ويتنافس بلماضي مع التونسي معين الشعباني الذي قاد الترجي إلى الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا لموسمين متتاليين والحلول خامساً في مونديال الأندية، وآليو سيسيه الذي قاد السنغال إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية قبل أن يخسر أمام الجزائر.
وتتنافس منتخبات الجزائر والسنغال ومدغشقر على جائزة أفضل منتخب.
وفي جائزة أفضل لاعب داخل القارة، يتنافس الدولي المصري طارق حامد لاعب الزمالك الفائز بلقب كأس الاتحاد الإفريقي («الكونفدرالية»)، مع التونسي أنيس البدري لاعب الترجي، وزميله السابق في الفريق التونسي، الجزائري يوسف البلايلي، المنتقل إلى نادي الأهلي السعودي.
وفي جائزة أفضل لاعب شاب، يتنافس المغربي أشرف حكيمي لاعب بوروسيا دورتموند الألماني، والنيجيري صامويل تشوكويزي لاعب فياريال الإسباني، ومواطنه فيكتور أوسيمين لاعب ليل الفرنسي.