يحاول الجهاز الفني للمنتخب المصري واتحاد اللعبة، بكل السبل، إرضاء اللاعب محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، بعد واقعة التصويت في حفل الفيفا لأفضل لاعب في العالم.
أحدث المحاولات تأتي الآن من خلال كسر أحد القواعد التاريخية المرتبطة بمبدأ اختيار قائد منتخب مصر.
وكان صلاح حذف صفته كلاعب في صفوف منتخب مصر، من تعريفه عبر حسابه الشخصي على تويتر، بعد أن ساهم عدم تصويت مدرب وكابتن المنتخب في خسارته لقب «الأفضل» في العالم.
إذ كان صلاح يعرِّف نفسه بأنه «لاعب فريق ليفربول ومصر»، ليكتفي بأنه «لاعب في فريق ليفربول» وحَذَف مصر.
وذكرت مصادر باتحاد كرة القدم المصري لـ «عربي بوست» أنَّ الجهاز الفني الجديد لمنتخب الفراعنة، اجتمع واستقرَّ على منح شارة قيادة الفراعنة لصلاح، رغم أنَّ ذلك يخالف ما هو معمول به من قواعد في المنتخب، والتي تنص على أن الأقدمية هي أساس اختيار القائد.
ويعد أحمد المحمدي لاعب أستون فيلا الإنجليزي هو القائد الحالي لمنتخب مصر، في ظل غياب أحمد فتحي، نجم الأهلي المصري، عن الفراعنة في بطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة.
ومن الوارد أن يثير هذا القرار غضب اللاعبين الذين يتمتعون بأقدمية على صلاح في المنتخب، على غرار الثنائي المذكور سلفاً، فضلاً عن محمد النني نجم أرسنال الإنجليزي، المعار إلى بشكتاش التركي.
ورغم أن شارة قيادة الفراعنة ستكون تكريماً معنوياً لصلاح، فإنها ستكون لها نقطة سلبية أيضاً.
إذ إن قائد كل منتخب لا يحق له منح صوته لنفسه في التصويت على جائزة «الأفضل في العالم»، التي تمنحها الفيفا.
وبالتالي سيكون نجم ليفربول محروماً بصفة دائمة من نقاط التصويت، التي كان يفترض أن يحصل عليها في الأحوال العادية.
وسعى اتحاد الكرة المصري خلال الفترة الماضية إلى احتواء غضب صلاح، بسبب حفل اختيار أفضل لاعب في العالم، بأكثر من سبيل، أولها إعلان رئيسه عمرو الجنايني منذ أسبوع أنه تواصل مع اللاعب، وشرح له أن الاتحاد الحالي ليس مسؤولاً من قريب أو بعيد عن هذه الأزمة.
وأكد له أنه سيتم إرسال استفسار للفيفا، حول عدم احتساب صوتَيْ قائد ومدرب المنتخب في التصويت.
كما وعد الجنايني بفتح تحقيق داخلي في الأمر، لمعرفة سبب الخطأ الإداري في الإجراءات، والذي أدى لاستبعاد صوت مصر.
وكان السبيل الثاني هو تواصل الثنائي محمد فضل عضو اتحاد الكرة، ومحمد بركات المدير الجديد للمنتخب، مع اللاعب، وقدّما له العديد من الوعود في الفترة المقبلة.
ووعد بركات وفضل صلاح بتوفير كل سبل الراحة له في معسكرات المنتخب المقبلة، وخاصة بعد الفترة الماضية، التي شكا فيها نجم المنتخب من تعرضه لمضايقات عديدة في معسكرات الفراعنة، سواء في مونديال روسيا 2018، أو أمم إفريقيا بمصر 2019.
وعلم «عربي بوست» أن صلاح ما زال رغم كل هذه المحاولات غاضباً، ويريد فترة من الوقت قبل العودة مجدداً للمنتخب.
هذا الأمر أوقع حسام البدري المدير الفني الجديد للفراعنة في مأزق، لأنه أعلن قائمة مصر لمباراة بوتسوانا الودية، الشهر الجاري، مدرجاً بها اسم لاعب ليفربول ضمن 5 محترفين استدعاهم للمواجهة.
وتفتَّق ذهن المسؤولين عن الكرة المصرية، إلى إصدار بيانٍ، أكدوا فيه أن البدري يدرس التراجع وعدم استدعاء صلاح لمباراة بوتسوانا، خوفاً من «تعرض اللاعب للإجهاد».
وأوضح البيان أن البدري وبركات تواصلا مع صلاح «للاطمئنان على حالته الصحية، ومعرفة مدى حالة الإجهاد التي يعاني منها بسبب ضغط المباريات المتلاحقة مع ناديه، وأيضاً الاطلاع على برنامجه التدريبي، وذلك لمراعاة برنامجه العلاجي، لاسيما أنه قد يحتاج إلى فترة راحة خلال المرحلة المقبلة؛ حفاظاً عليه من أي مضاعفات مستقبلاً قد تؤثر على حالته الفنية».
وأشار إلى أن البدري «يدرس قراراً جديداً بشأن محمد صلاح خلال معسكر المنتخب المقبل، لخوض ودية بتسوانا يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لضمان إراحة اللاعب والتخلص من حالة الإجهاد».
وكان هذا البيان مثار سخرية العديد من المتابعين، حيث إن الدوري الإنجليزي بدأ منذ 7 جولات فقط، شارك صلاح فيها جميعاً، ولم تبدُ عليه أي علامات إرهاق، وهي فترة في العموم ليست طويلة، ليتعرَّض لاعب محترف على أعلى مستوى فيها للإرهاق، خصوصاً أنها تخللتها فترة توقف دولي بعد الأسبوع الرابع.
ويعد هذا البيان تمهيداً لاستبعاد صلاح من ودية بوتسوانا، وخروجاً آمناً من أزمة إعلان استدعائه سابقاً.