تستغرب الطرح وتستغرب السؤال، ولكن حقاً لماذا نحن قومٌ جبارون؟
لأننا نأخذ الأمور بجدية مطلقة ونضيع الوقت على أشياء لا تستحق الجدال أو الوقوف عندها، لأننا نطرح الرأي وننسى الرأي الآخر، لأننا نظن أنفسنا دائمًا الأصح، لأننا لا ننظر إلى نصف الكأس الممتلئ بل ننظر إلى نصف الكأس الفارغ، لأننا نُحارب الزمن ولا نُنجز بل ننتقد، لأننا نريد للحياة أن تأتي بين يدينا دون جهد أو تعب، لأننا لا نصرف وقت وجهد لنصل بل نريد واسطة سريعة، لأننا لم نعرف بعد من أين تؤكل الكتف، لأننا نسينا أن العمر هدية من الله وعلينا اغتنامه، لأننا ننظر الى أعمارنا وننسى قيمة انجازاتنا، لأننا حلمنا كيف يعيش الغرب، ورفضنا أن نجتهد لنكون في تطورهم، لأننا نريد النقود، وعندما نحصل عليها نتلبك في كيفية إدارتها، لأننا ننظر الى أشكال الناس والى صورهم وننسى جوهرهم وقلوبهم، لأننا نجلد ذاتنا وذات الآخرين كثيراً، لأننا جلدنا الوطن أكثر مما قدمنا له، لأننا نريد أن نصل القمة دون خبرة، لأننا تصنعنا المشاعر وأكثرنا التصفيق لغيرنا بداع وغير داع، لأننا نظن أن الحياة أن نمسك السلم بالعرض بقاعدة النجاح أو الوصول، وتسألني لماذا نحن قومٌ جبارون؟
تمهل أيها الإنسان واعلم أننا في رحلة فيها عدد من المحطات ولا نعرف أي محطة سوف نمكث بل أي محطة سوف تنتهي الرحلة، انجز، ابتسم، استمتع، تكلم، افرح، شارك الآخرين نجاحهم وأفراحهم طور نفسك اعترف بالخطأ واعلم أنه كتابك أنت فقط من يحق له الكتابة فيه فاحرص أن يكون إنجاز يشرفك في حياتك وبعد مماتك.