لماذا يضطر جلالة الملك لـ» توضيح الواضح «، ويعيد ويكرر « الثوابت « الاردنية، والخطوط الحمراء بالنسبة لجلالته وبالنسبة للاردن؟
الملك بدا غاضبا وهو يضطر لتكرار أن القدس خط احمر وبلغة لا تقبل الجدل ( كلا على القدس.. كلا على وطن بديل.. كلا على التوطين )، جلالته وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة يتحدث بكل صراحة امام نشامى الوطن من قادة الجيش العربي المصطفوي والاجهزة الامنية، ويصرح ولا يلمح بأن القدس ومستقبل فلسطين بالنسبة للاردن خط احمر ويتساءل « أوضح من هيك ؟!».. ويصرح أيضا و لا يلمح « أنا كهاشمي كيف بدي اتراجع ؟!»... ويصرح ولا يلمح : « نحن الجيش العربي المصطفوي تاريخنا في القدس وفلسطين «.. ويرد عمن يتحدثون عن « صفقة القرن او الوطن البديل « تصريحا لا تلميحا : « النا صوت وإلنا موقف « فالاردن أبدا ما كان ولن يكون ضعيفا.
أربع وقفات سريعة لا بد من تسليط الضوء عليها في حديث جلالة الملك مع القادة العسكريين والامنيين يوم أمس:
اولا : ثبات الموقف وتوضيح الواضح لمن في ذهنه أو قلبه ذرة شك واحدة بـ» كلا «.. على القدس.. وعلى الوطن البديل.. وعلى التوطين « وهذه النقاط الثلاثة بالذات هي أهم محاور تتناقلها وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية وغيرها حول السيناريوهات المتداولة لصفقة القرن والثمن الذي قد يدفعه الأردن.. وهذا ما قطعت دابره تأكيدات جلالة الملك.
ثانيا : جلالة الملك منزعج تماما من المشككين بموقف الاردن وموقف جلالته هؤلاء « اللي بدهم يخربو « - كما وصفهم جلالته - أو كما قال أنهم « مصرون على السلبية ويشككون بين الاردنيين والمؤسسات والبلد.. جلالة الملك وهو يتحدث الى القيادات العسكرية و الأمنية خاطبهم - وبكل وضوح ايضا - ومن خلالهم الشعب الاردني الذي يقف خلف قيادته ويلتف حولها بكل ثبات واصرار وفداء للوطن وقائد الوطن.. يخاطب جلالة القائد الاعلى متمنيا على الجميع « اللي بحبوا البلد حملة ضد هؤلاء الناس « المغرضين والمشككين... لانهم بالفعل - وكما قال جلالته أيضا يمنحون العدو بهذه الشكوك او التشكيكات ذخيرة للنيل من الاردن، ويجب على الجميع قطع يد كل من يفكر بمد حتى اصبعه للاساءة للوطن وثوابته... من هنا فان الاردن وفي هذه المرحلة الحساسة من تطورات المنطقة المتسارعة أحوج ما يكون فيه الى تدعيم الجبهة الداخلية، وهذا واجب كل مواطن لان نحمي ظهور جنود الوطن البواسل على الحدود وان نخرج من بيننا كل منافق اومندس او مشكك.
النقطة الثالثة : ان جلالة الملك وبعد قراره بإلغاء زيارته الى رومانيا «نصرة للقدس»، يواصل دفاعه كما كان دائما على الجبهات الخارجية ايضا، فبعد زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة الامريكية سيزور المغرب ودولا اوروبية كفرنسا وايطاليا ثم يحضر القمة العربية في تونس للابقاء على صوت الاردن عاليا خفاقا ناصرا للقدس قضية الاردن والهاشميين وكل الاردنيين في كل المحافل والمنابر العالمية.
توجيهات جلالة الملك يوم امس وتصريحاته تتطلب من الجميع اتخاذ خطوات عملية ومتقدمة الى الامام في مواجهة التحديات والضغوطات التي يتعرض لها الاردن نتيجة مواقفه الثابتة في مواجهة كل الصفقات.. وعدم التساهل ابدا مع المشككين.
رابعا : يشير جلالة الملك سريعا الى التحديات التي يتعرض لها الاردن من فقر وبطالة وهناك جهود لايجاد حلول لكل ذلك ولكن يجب الا يسمح للمخربين الدخول من هذا الباب ويجب « الا نعطيهم مجالا للتخريب ولصب الكاز على النار «... نحن في مرحلة تتطلب منا جميعا اليقظة والاستعداد لكل التطورات.