السبت القادم السادس عشر من هذا الشهر، من المفترض ان تنطلق احتفالية لواء ذيبان مدينة الثقافة الأردنية. بالطبع لست مهتما بالاحتفالات ولا بالكلمات المعلبة، لكني أكن عشقا جارفا للواء ذيبان وسكانه جميعا، وقد افرحني جدا أن تفوز ذيبان لهذا العام، فهذا اللواء الفقير رفد ويرفد الأردن بالعديد من الكتاب والمثقفين الذين اعتز بهم .... انه لواء الفقر المادي والغنى الروحي والإبداعي.
ذيبان...ديبون..عاصمة المؤابيين...بلد ميشع القائد بعيد النظر. الذي بنى برك تجميع المياه، وحفر الآبار في مملكته، وأطلق الحيوانات البرية في غابات المنطقة اللواء الذي كان عاصمة، لغايات التناسل وتوفير الصيد المنظم، والأهم الأهم أنه طرد اليهود من المنطقة. وقد خلد ذلك في حجر ميشع الموجود حاليا في متحف اللوفر بباريس.
من المفيد أن يطلق اللواء حملة لاستعادة حجر ميشع وتوفير البيئة المناسبة لعرضه في اللواء، لعل ذلك يكون استكمالا لأعمال ميشع الكبيرة في توفير الدخل المادي الجيد لأبناء اللواء.... وقد علمت ان الحكومة الفرنسية تدفع سنويا للحكومة الأردنية «بدل اقتناء» حجر ميشع، ولعل من المطلوب ان يحصل اللواء على ما تحصله الأردن من الحكومة الفرنسية من أموال لبناء مشاريع تنموية في اللواء.
ذيبان مدينة الثقافة.... أراهن على وعي أبناء اللواء في استثمار هذا النشاط الثقافي وما يوفره من أموال في بناء مشاريع انتاجية توفر بعض فرص العمل في المجال الإنتاجي الثقافي والتراثي. مشاريع قادرة على تمويل نفسها لضمان ديمومتها، وأتمنى ان لا يقعوا فيما وقعنا فيه في مادبا وغيرها من المدن الثقافية الأردنية، حيث دبت الخلافات بين أعضاء اللجان وتم تبذير الأموال في سنتها بدون ايه مشاريع دائمة. علمت من المخرج فراس المصري، مدير ثقافة محافظة مادبا بأن ثمة مشاريع مقدمة ذات ديمومة، وبانه متفائل بما سوف يحصل في ذيبان.
ميشع صنع التاريخ، وكان يحمل وعيا عظيما بالمستقبل وطرد الغزاة، وآثاره باقية حتى اليوم.... نتمنى على ورثة ميشع، أهالي ذيبان واللواء، أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يجعلوا طريقة احتفالهم الثقافي هذا نبراسا نفخر فيه جميعا.