تتسرب ھذه الأیام المعلومات الصحفیة عن تصور لما سمي بـ«صفقة القرن»، ومایخص الأردن واللاجئین تحدیداً والثمن المدفوع لھ، ولكن ھذا لیس بالجدید، فقبل سنوات من وصول الرئیس ترمب وصھره كوشنر إلى البیت الأبیض كان ھناك إطار للحل المفترض بالمساومة المالیة، وخرجت روایة دفع 24 ملیار دولار للحكومة الأردنیة فضلا على منح كل لاجىء 250 الف دولار، ولكن لم یقبل أحد بھذا » العصف السیاسي» الذي كان یروج لھ جماعة فرسان .واشنطن - تل أبیب في الشارع السیاسي الأردني لم یكن یكفي الأردن غرقھا في الدیون العالمیة، وغرقھا في القضایا العالقة سیاسیا حول جغرافیتھا، حتى نسي المسؤولون تنظیف خطوط نقل الصرف الصحي ومیاه الأمطار التي تذھب غالبیتھا ھدرا كل عام داخل العاصمة والمدن الرئیسة وبطون الأودیة، لتغرق العاصمة عمان التي استحوذت تاریخیا على حصة الأسد في جدول الإنفاق الحكومي على بنیتھا التحتیة التي لم تصمد یوما أمام ماء السماء، ولھذا كانت مقدمات الحل النھائي سیاسیا فیما یتعلق بالقضیة الفلسطینیة واضحة تماما أمام القادة القدماء في الدولة الأردنیة، فالخریطة مرسومة أمامھم كما ھي خریطة . ّ لعبة الحصن، والحل فقط ھو على الشھیة الإسرائیلیة كانت الآمال واسعة لدى المسؤولین في فرصة مؤتمر لندن أخیرا، الذي قدم فیھ الملك تصورا متفائلا للأردن كنقطة جذب للاستثمار واستغلال الفرص، ولكن النتیجة ھي المزید من الوعود بالقروض والقلیل من المنح، فیما في واشنطن ّ تنشغل الإدارة بخطط أخرى للتسریع بإنھاء الوضع النھائي الإسرائیلي على القدس وما حولھا، والأردن یصر على موقفھ بعدم التورط في أي حل للمشكلة الإسرائیلیة على حساب الفلسطینیین وأرضھم والقدس ومافیھا من وصایة .ومقدسات المشكلة أن المسؤولین یعرفون أن الأردن لن یستطیع الوفاء كثیرا بأي إلتزامات مالیة لدیونھ بعد عدة سنوات، فمصباح علاء الدین السحري لیس لھ وجود في مجتمع الأرقام والحسابات السیاسیة، لذلك لیس أمام المسؤولین إلا إنتھاج حملة لتحشید رأي عام لغایات شطب الدیون الخارجیة على الأردن أو جزء كبیر منھا،كما حصل مع دول .أخرى، أما المزید من الدیون فھي لیست سوى تناول نبات «القیصوم» لعلاج السرطان شطب دیون الدول غیر مستحیل، ولھذا یبدو أن مسؤولین كبارا ورؤساء سابقین كانوا یطمعون بذلك دون الإعلان ّ عنھ، بل إن منھم من یصر على أن الحل في حالة الإنكماش ھو المزید من الإقتراض خصوصا عندما یكسر حاجز الدین العام، وھذه رؤیة كارثیة، ولكن ھناك أمثلة لشطب دیون الدولة كما حدث في العراق 2004،فقد اتفق أعضاء نادي باریس على شطب 80 بالمئة من دیون العراق البالغة 120 ملیار دولار، بل إن واشنطن ولندن كانتا تطالبان .بشطب 95 بالمئة، وتم التوافق على 80 دون أي شروط، فما ھي مشكلتنا إذا ؟ یعرف الجمیع حجم الضغط السیاسي الخارجي على الإدارة الأردنیة، وھي سیاسة تركیع لا تجویع فقط، ویلعب صندوق النقد الدولي دور الذراع الطویلة أمام المسؤولین لتنفیذ ضغوطات الدوائر الغربیة، وھذا یذكرنا بما فعلھ مدیر الصندوق عام 1998 الفرنسي «میتشل كامیدسوس» عندما وقف أمام الرئیس الأندونیسي «سوھارتو» موبخا الرئیس كمندوب سام مستعمر، وما قدمھ الصندوق من أموال لأندونیسیا ذھبت للمستثمرین الدائنین فیما الاقتصاد الأندونیسي .تحول لعھدة الصندوق