البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

فيصل الذي ابتلع «المصاري» !! -

فيصل الذي ابتلع «المصاري»  -
الأنباط -

لحمد أنھ ما یزال بمقدورنا أن نشتري حبة علكة بشلن، فـ «الشلنات» متوفرة في علبة فوارغ الفراطة مما بقي من الدینار في البیت، وھذا الشلن أبو خمسة قروش أو باللغة الرسمیة خمسون فلسا لإعطائھ قیمة فائضة عن التقدیر لغایات تضخیم منصبھ المالي، كاد یصیبنا بمصیبة لولا لطف الله، وعلى الرغم من أن ھناك كثیراً من «أخوان الشلن» حسب وصف الشارع القدیم قد إبتلعوا ملایین الدنانیر ولم یصابوا بإمساك أو قولون عصبي كحالنا، فإن طفلا صغیرا .سبب لنا حالة عصیبة من الخوف والقلق والاستشارات الطبیة بسبب خمسة قروش طفلي الصغیر «فیصل»،وللاطمئنان فإنھ موضوع الحدیث، إبتلع قطعة نقدیة من فئة الخمسة قروش أو «الشلن» حسب المعیار الإنجلیزي الذي نشأ علیھ النقد الأردني، وذلك في غفلة من الجمیع عنھ، فانا في عاصمة المسؤولین، ّ وأمھ في زیارة لعمة مریضة من الجیران، وفجأة أعلنت حالة طوارىء، عدت فیھا للبیت لأنقلھ للمستشفى حیث مرت القطعة من فمھ وتجاوزت البلعوم نحو المعدة، واستغرقت المراجعات لشھرین مضیا، دون خروج القطعة، والتصویر ّ الشعاعي مضر بھ، ویلزم أسبوع على الأقل لنجري صورة ثانیة، والقلق یأكلني ولیس ھناك طریقة سوى مراقبة لحظة .إخراجھ، حتى مرت الصفقة بسلام خارج أمعائھ كنت مندھشا مما حصل، قلت لھ یا بُني لم یسبقك أحد من العائلة على ابتلاع قطعة نقد وطنیة واحدة، فكیف رأیت ذلك كلعبة لتذوق طعم المال، أم تراك أدركت مبكرا أن التدریب على «لھط المصاري» وتعبئة البطن أصبح فنّا أتقنتھ طبقة الجیل الجدید ممن تسللوا الى شرایین الوطن في غفلة من الوعي الوطني فشربوا دمھ حتى جف النخاع ولم یعد ینتج كریات دم جدیدة، إحذر یا ولدي فإن الحرام یمحق أھلھ ویخزیھم رغم أناقتھم الطاووسیة بین الناس، فنحن قوم لا یبیت .الحرام بیننا، وإلا لاندثرنا مبكرا فیصل لیس موضوع حدیثي أساسا، ولا ما جرى لھ فھو حالة خاصة، ولكنني أسقطھا على من بلعوا ملایین الدنانیر ولم یكفھم ذلك، بل صالّوا وجالوا في أركان الدولة، حتى رأینا «الوضیع في المكان الرفیع»، ورأینا كیف ذھبت مقدرات وطنیة بناء على نظریة المستفیدین من تفكیك مؤسسات الوطن لحساب بطونھم، ومع ھذا لم نر واحداً منھم دخل غرفة عملیات لإجراء غسیل معدة، بل یبحثون عن مصادر لغسل الأموال القذرة حتى رأینا كیف أغرقت البلد .بالمواد الفاسدة ّ لقد رأینا كیف سیطر الخونّة على المشھد بفضل أموال التھریب وشراء ذمم بعض المسؤولین والمتساھلین، وتوزیع العطاءات الكبرى بأعلى الأثمان وأدنى المواصفات، وكیف یجوح الناس من فقرھم وحیرتھم بأبنائھم، وكرش واحد .یمتلك حصة آلاف العائلات دون أن یتجشأ ّ فیصل أصابتھ حالة نفسیة لتمنعھ من «الإخراج»، وفرح جداً عندما أظھر الفحص الأخیر خروج «الشلن»، ولكن ھناك عشرات من «إخوان الشلن» لا یصیبھم أي نغزة ضمیر ولا حالة نفسیة عارضة، وما زالوا یتحدون قانون الجرائم وقانون النزاھة والأخلاق وقانون الوطنیة والعفاف، بل أصبحوا بالوعة یطلبون المزید ویجھدون في توریط غیرھم للدخول الى نادي الفساد مع السجائر المعفنّة وشحنات القمح الفاسدة وناقلات الوقود غیر الصالحة والأغذیة ،منتھیة الصلاحیة ثم نسأل: لماذا وصلنا الى ھذا الحال,, والأصل أن نسأل أین مروءة الرجال

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير