لم تكد جثامین الشھداء الأخیار في السلط ترقد في قبورھم، حیث قضوا نتیجة إنفصام عقلي ضرب مجموعة إرھابیة ظنت أنھا ید الله على الأرض فزرعوا ألغاما في حقل یطعم الناس، حتى اندلعت في عجلون أحداث شغب ومقاومة للجھاز الأمني الذي نعرف أن وظیفتھ ھي الحفاظ على أمن المواطن وتطبیق النظام، فكیف یصبح رجل الأمن خصما مباشرا وعدوا متوقعا في نظر البعض، لیس عجلون وحدھا بل وفي أي مكان آخر من الوطن، فھل ھناك فعلا نظریة منحرفة أم أن العلاقة بین الأطراف مبنیة على مبدأ الكراھیة للبّاس الرسمي؟ أعتقد أن لا شیئ مما ذكر، ولكنھا مقاربة خلقتھا الحالة النفسیة المضطربة لدى الشارع الأردني الذي بات تحت ضغط ھائل جعلھ كالجلد المحروق، لا أحد یلمسھ دون صراخ ورد فعل عنیف، و ھذا ما لم تفھمھ أجھزة الدولة التي تركت الحبل على الغارب لتسلل فئة حكمت خلال السنوات الماضیة وشجعت الحریة الفردیة على حساب حریة المجتمع وصون أخلاقیاتھ، فبات الجیل الشاب لا یلقي أي إحترام لكبار العائلة ولا لمكانة الوظیفة ولا یحترم والده إلا بمقدار ما ّ یوفره لھ من مال واحتیاجات، فھي علاقة ذیلیة، تماما كما ھي علاقة الكثیر منا مع جھاز الدولة، المستفید مداح .« ّ والمحر ّ وم «رداح في السلط، كان الخمیس لئیماً جدا، ودون الخوض في تفاصیل بات الجمیع یعرفھا، فإن الوفاة لمواطن وھو یكدح في سبیل عیشھ ھي شرف الشھادة، ووفاة ضباط المخابرات وجرح زملائھم من الأمن العام ھي شرف الشھادة والبطولة لأنھم كانوا في مھمة أنقذت حیاة غیرھم من المواطنین الأبریاء، وھذا دیدن أبنائنا في المنظومة العسكریة ممن ھم رأس حربة دائما للدفاع عن المواطن والوطن، ولا علاقة لھم بمن باع ومن اشترى، ومن سرق ومن إخطوطب، وھذا .الفقیر المحترم والثري المحتقر ٍ ّ بین شاب غر ٍ أو خارج على القانون أو معارض سیاسي وبین جھاز الدولة الأمني، بل ھو تحد القضیة لم تعد تحدیاً كبیر بین الدولة برمتھا وبین المواطنین، فمنظومة الدولة باتت بین حجري رحى یطحن بعضھا بعضا، حیث قضیة الإیمان بأننا دولة مؤسسات وبنیة إقتصادیة وطنیة وحكومات تفكر لخدمة الشعب ولا تفكر بخدعة الشعب، وتدعم عقیدة الحب والتضحیة والخضوع والإیثار والوفاء لتراب الوطن ومرافقھ دون حساب المصالح، باتت قضیة خاسرة لأن العاملین على الدولة لم یعد یھمھم أكثر من الوفاء لصندوق النقد مثلا بدل الوفاء لصندوق الشعب، وھذا إختلال .خطیر لمعاییر الحفاظ على الأمن الوطني كیف تتحول قضیة إعتقال مواطن واحد الى قضیة شعبویة، لما یشبھ المعركة والترویع المدني باستخدام الأسلحة، وفي ّ أي منطقة في بلدنا، ھل نحن على أبواب «الردة» أم أن أخینا رجل الأمن بات «جستابو» مرعب في نظر الجیل الجدید من الذین لم یتحمل آباؤھم مسؤولیة تربیتھم الأخلاقیة والوطنیة بعیدا عن حسابات الضریبة والغرامات .والمخالفات والفقر، وھذا ما یسھل إنجرار الشباب لخطاب الخبثاء لیكونوا ضمن الخلایا الإرھابیة التي ضربت وطننا فھل نرید أن نبقى دولة حقیقیة تحافظ على مستقبلھا، وإعادة ثقة الشباب وتدعیم ثقة من لا یزال، أم نتركھا لمھب ریاح .المفسدین والثرثارین، والإتھامیین كذبا،و زعران المصالح.. أفھمونا