فعلاً.. وعلى مر العصور والازمان، وفي أحلك الظروف والخطوب التي عصفت بالمنطقة كانت العلاقات الأردنية الكويتية..»غير».
وحين تتلبد الغيوم - مهما تلبدت - سرعان ما تتحول لمجرد «سحابة صيف»، لا تلبث أن تزول.. ومردّ ذلك كله - دون تزلف أو تملق أو مجاملة - يعود الى حنكة وحصافة وبُعد نظر القيادتين الأردنية والكويتية، علاقات رسّخها الملك الراحل الحسين الباني مع كافة أمراء الكويت، قبل وبعد الاستقلال عام 1961، منذ عهد باني استقلال الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح رحمه الله ، وصولا الى علاقات أكثر تميزا ورسوخا في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، وعلى مدى عقدين من الزمان، وأخيه سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح «أميرالانسانية»، وعميد الدبلوماسية على مستوى العالم.
العلاقات الاردنية الكويتية «غير».. لأنها مترجمة على أرض الواقع وملموسة، ليس فقط على مستوى القيادة والحكومات، بل على مستوى الشعبين في كلا البلدين. فالعمالة في الكويت تاريخيا كانت من أوائل من ساهم في بناء الامارة، فالدولة.. درة الخليج، الى جانب أبنائها، وما زال في الكويت عشرات الآلاف من الطاقات البشرية الأردنية التي تساهم في بناء بلدها الثاني.
وفي المقابل، بين ظهرانينا هنا في الأردن آلاف الطلبة والطالبات الكويتيين يواصلون تعليمهم الجامعي بين أهلهم وعشيرتهم في مختلف التخصصات.
العلاقات الاردنية الكويتية..»غير»،لأن المشاريع الكويتية ماثلة للعيان في كافة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والخدماتية... ومن هنا احتلت الكويت المرتبة الأولى على سلم الاستثمارات العربية ( 18 مليار دولار ) والمرتبة الثانية على صعيد الاستثمارات العربية والاجنبية.
الاستثمارات الكويتية ماثلة للعيان في مجالات يشاهدها ويلمسها المواطن الاردني في : بناء المدارس.. والمستشفيات.. والخدمات.. والاتصالات.. في السياحة والمولات.. وفي مشاريع البنى التحتية.. من شمال المملكة حتى ميناء سمو الشيخ صباح الاحمد في العقبة جنوب المملكة.
مشاريع بدعم الحكومة الكويتية، ومن خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ذي البصمات الواضحة في تمويل أكثر من 26 مشروعا ذات أولوية وأهمية اقتصادية واجتماعية في المملكة، زادت قيمتها على نصف المليار دولار امريكي.
ولا ننسى، ولن ننسى الدعم الكويتي من خلال المنحة الخليجية ( 1.25 مليار دولار ) ولا ننسى، ولن ننسى موقف الكويت وايفاءها بالتزاماتها ضمن تعهدات «مؤتمر مكة 2018»، بكل تفاصيله من توفير ودائع لدى البنك المركزي بقيمة 500 مليون دولار، واتفاقية اعادة جدولة للدّين المترتب على الحكومة للصندوق الكويتي بقيمة وصلت ( 300.9 مليون دولار ) وتوفير قروض ميسّرة على مدى خمس سنوات بقيمة ( 500 مليون دولار ).. وغيرها الكثير.
الزيارة الكريمة لسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي للاردن والوفد المرافق، والتي تُوجت أمس بتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، تأكيد على أنموذج يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية.. وتأكيد على أن العلاقات الأردنية الكويتية...»غير».