خالد ابو حسان
الرمثا وهي تحتضن اليوم قائد الوطن، وراعي المسيرة، جلالة الملك عبدالله الثاني، موشحة بثوب العز، والفخار، معبرة عن شغفها، وشوقها بلقاء صاحب التاج، وكبير الدار، كما تشتاق الارض العطشى لحبات المطر، لتنثر ازهاير الفرح والخير بين سهول حوران، وايقونتها الرمثا، لتتبادل مع القائد حبا بحب، ووفاء بوفاء ناصع ابيض كقلوب ابنائها، وعشقهم للوطن وقائده المفدى، فإنها في ذات الوقت، تستبشر بأن تعكس مخرجات هذه الزيارة واقعا جديدا، يبعث على الامل بان القادم افضل، كيف لا وجلالته الأقرب إلى نبض المواطنين، وتلمس همومم، واحتياجاتهم، والتوجيه للتعاطي معها بجدبة، وايجاد الحلول لها.
وتعكس زيارة جلالة الملك للرمثا ولقائه ابنائها في هذا التوقيت، دلالات ومضامين حاضرة في اذهان اهل الرمثا، لواء، ومدينة، وناحية، فهي تأتي في غمرة احتفالات الوطن بميلاد قائده، وحرصه على أن يكون بين اهله، وربعه، وعزوته في الرمثا، مع اطلالة اول يوم من ايام عام جديد في عمر جلالته، له معاني كبيرة، ستبقى محفورة في اذهانهم، فهي تؤشر للحرص الملكي على التواصل مع ابناء شعبه في كل الاوقات، والظروف، والأحوال وان مسيرة العمل والانجاز مستمرة، وان افضل هدية يمكن تقديمها لجلالته في عيد ميلاده الميمون، هي تعظيم قيم العطاء، والانجاز، والحرص على تقديم وتوفير افضل الخدمات، ومعالجة التحديات، وتحويلها الى فرص للتنمية، بانصهار الجهود في بوتقة واحدة، والتشارك باحداث الفارق، بقيام كل طرف بمسؤلياته في اطار دولة القانون والمؤسسات، وضمن معادلة الحقوق والواجبات، وهو ما يبعث على الأمل؛ بأن الزيارة الملكية للرمثا ستشكل بداية انطلاقة جديدة في عام جديد، مما يعني أن الرمثا في قلب ووجدان ابي الحسين، كما هي كل بقعة من بقاع الوطن الاغلى، والاحلى، فهي على موعد مع سحائب الغيث من لدن جلالة الملك، فهو الأقرب لنبض ابنائها، والاقدر على بث الدماء في عروقها بعد ان توقف لاكثر من سبع سنوات عجاف، تحملت فيه الضنك والضيق، وصبر ابنائها على مر الايام، ايمانا ويقينا بان الوطن وترابه يتقدم على كل شيء، وفي سبيله يهون كل شيء.
وها هي الرمثا تنثرعبق الولاء والانتماء للوطن وقائده المفدى، وتنتشر بين سهولها اهازيج الفرح، ترحابا وشوقا للقاء الاب الحاني، لعلها تجد في كنفه السامي ملامسة لواقعها، وتلمسا لهموها ومطالبها، وخلاصا من واقع صعب وجدت نفسها فيه، فرضته ظروف وتحديات خارجة عن الارادة، وهو ما يجعلها اكثر حاجة لتدخلات حكومية ناجعة، تسهم في تخفيف العبء الذي وجدت نفسها فيه، بمشاريع تلبي الحد المعقول من امال ابنائها، بما يمكنهم من تجاوز الازمات والتحديات التي مرت بهم، وسدت المنافذ امام مصادر رزقهم وقوتهم، حتى ان لواء الرمثا وصف باللواء المنكوب.
والامل يحدونا بان تلتفت الحكومة في ظلال الزيارة الملكية بشكل اوسع، لاستغاثات اطلقناها المرة تلو الاخرى، لمعالجة الوضع القائم في الرمثا، بعد ان سدت بوجه ابنائها الافاق شمالا وشرقا، في حين غابت السياسات الحكومية عن معالجة ازمتها المتفاقمة على اكثر من صعيد، بعد ان كانت تشكل رئة للاقتصاد المحلي والوطني، باعتبارها منطقة حدودية، لا سيما وان حالة الانفراج في الجارة الشقيقة سوريا يمكن ان تدفع باتجاه اقامة مشاريع تنموية في الرمثا، استثمارا لموقعها الجغرافي، وميزاتها النسبية في التجارة البينية، وفي قطاع النقل تعيد العجلة للدوران من جديد، وترفع المعاناة عن كاهلها.
اهلا بك سيدنا، ومولانا، واملنا، ورجاؤنا بين اهلك وربعك عيال صويت في الرمثا الابية، خاصرة الوطن الشمالية، وهم يرددون بصوت واحد» معه وبه انا ماضون» وابصارهم تشخص للسماء، رافعين اكف الضراعة لله الواحد الاحد؛ بان يحفظ جلالتكم ويكلأكم بعين رعايته ذخرا وسندا للوطن والامة.>