البنك العربي يكرّم موظفيه المتطوعين ضمن برنامجه للمسؤولية الاجتماعية "معاً" تسرب غاز ينهي حياة عائلة كاملة بمصر أحمد الفيشاوي: الفن مش حرام والتاتو نوع من الفن بلدية الرصيفة.. إنجازات كبيرة وتحديات عظيمة ارتفاع أسعار بنزين 90 والسولار وثبات بنزين 95 لشهر كانون الثاني ترامب ليس بعبعًا، والأردن ليس دولة رخوة ما دور الشباب بمواجهة التغير المناخي؟ ⁠ ⁠صعود الكيانات اللادولتية في الشرق الأوسط تكدُّس التنمية في عمّان، هل نحتاج لإجراءات سريعة؟ يارا بادوسي تكتب : تصنيع سجائر التسخين محليا.. استثمار واعد وتنشيط للاقتصاد أرانب في صحراء الأحزاب زيادة رواتب العاملين و المتقاعدين المدنيين والعسكريين حسين الجغبير يكتب : ديوان المحاسبة بعقلية أكثر علمية بحث التعاون بين البحوث الزراعية ووفد صيني في مجال البيوت البلاستيكية الذكية لماذا يتردد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر؟ الصحة العالمية: مستشفى كمال عدوان صار خاليا قشوع يحاضر فى اتحاد الادباء والكتاب الاردنيين حول المواطنة وجغرافية المكان الدفاع المدني يستجيب لما يزيد على نصف مليون واجب خلال عام 2024 فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة غدا وزير الشباب يخرّج الجيل الثاني من المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية

تكريم البرزاني في عمان

تكريم البرزاني في عمان
الأنباط -

العشاء التكريمي الذي أقامه جلالة الملك لرئيس إقليم كردستان السابق مسعود البرزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يحظى بثقة أغلبية الكرد، ويقود مؤسساتهم من موقع الاقتدار والقوة، عشاء تكمن فيه دوافع التكريم لشخص صديق، ولرئيس سابق، وتقديراً لدوره وأسرته في بناء وتأسيس وتطوير العلاقات الأردنية العراقية، والعربية الكردية، وبين الأردن والإقليم الكردي.
 ولكن هذا العشاء يتجاوز التكريم لذات تستحق التكريم من قبل رأس الدولة الأردنية، نحو دوافع سياسية واقعية عملية تمليها المصالح الوطنية المشتركة مع العراق، والرؤى القومية المتبادلة بين البلدين والشعبين، فالعراق يتشكل من القوميتين العربية والكردية، ومن المسلمين والمسيحيين ومن السنة والشيعة، طالما ننظر إلى العراق بما هو عليه، وليس بما نرغب أن يكون، وحصيلة ذلك يفرض علينا هذا التقييم، واجباً أن نتعامل مع مكوناته كما هي، وأن نوطد علاقاتنا مع مكوناته الثلاثة باحترام وثقة وعلى قدم المساواة والاحترام والتعبير، فالعراق كان دائماً معنا في الأردن وللأردن بنظامه الملكي والجمهوري وبمكوناته التي تستحق جميعها المكانة التي نتطلع لها ونحوها. 
الكرد جزء من شعبنا له امتداد مشترك معنا في التاريخ والقيم والتراث، ومثلما تعرض العرب للظلم، هم كذلك، وطالما نتطلع إلى الاستقلال والإقرار بقوميتنا وثقافتنا ولغتنا وحرية تقرير مصيرنا، نقر ذلك للآخرين ولهم، وفي طليعتهم الأكراد، للشركاء الذين يعيشون معنا لا نظلمهم حتى لا ننظلم ولا نفرض أنفسنا عليهم حتى لا يفرضوا أنفسهم علينا بالقوة أو الجبر، بل بالشراكة والتعددية والديمقراطية وحق تقرير المصير. 
الكرد يتطلعون لاستعادة ما فقدوه، وهذا حق لهم، أخذين بعين الاعتبار المستجدات والوقائع التي فرضت معطيات لا ذنب لباقي العراقيين بها، الأمر الذي يتطلب التفاهم والتوصل إلى قناعات مشتركة تُنتج حواضرها مستجدة تعكس مصالح طرفي المعادلة العراقية العرب والكرد. 
لقد سعى الرئيس مسعود البرزاني إلى الاستفتاء يوم 25/9/2017، ونجح في الإجراء وتجاوب أغلبية الكرد مع ذلك الاستفتاء، رغم دعوات الأصدقاء ونصائحهم بعدم الاستعجال، حيث شكلت النتائج السلبية لذلك الاستفتاء بالإخفاق والتراجع عن الكثير من المكاسب التي حققها الكرد بفعل تضحياتهم وعدالة قضيتهم، وأدت إلى القرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس البرزاني بالاستقالة حتى لا يحمل شعبه الكردي مزيداً من الأعباء، ذلك لأن الأطراف الإقليمية المحيطة للكرد في تركيا وإيران لن تسمح لهم بالتوصل إلى الاستقلال لما يشكله ذلك من خطر على أنقرة وطهران، ومع ذلك نبقى كأردنيين وعرب نكن الود والاحترام ونسعى إلى المساواة والتكافؤ مع الكرد على قاعدة التاريخ والشراكة والمستقبل الواحد المتداخل معاً في منطقة جغرافية واحدة لا نستطيع التحرر من التزاماتها بالعيش والحرية والكرامة لكل شعوبها وفي طليعتهم العرب والكرد على أساس الأخوة والمساواة والجيرة الحسنة، ولهذا كان تكريم جلالة الملك للرئيس مسعود البرزاني. 
 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير