ثمة مباراة قادمة بین الأردن وفلسطین , أظنھا ستكون مختلفة ..عن كل المباریات التي أقیمت في بطولة اسیا , لن تشاھد فیھا (عرقلات) متعمدة حتى وإن حدثت فستكون حنونة , مثلما ھي الأرض الأردنیة حنونة على فلسطین ومثلما ھو الفلسطیني حنوناعلى الأردني ...والمنتخب الوحید في العالم الذي إذا أحرزنا فیھ ھدفا فسیفرح أنصاره , ھو منتخب فلسطین ..وربما سیھنئ لاعب منھم لاعبنا الذي أحرز . الھدف ماھو أغرب من ذلك , أنھ حین یعزف السلام الملكي , سیأخذ أحد المصورین لقطة للاعب من فلسطین ینشد مع فریقنا : (عاش الملیك سامیا مقامھ) ...إذا لعبت إسبانیا مع ألمانیا وإن كانت أوروبا توحدھم , فالإسبان لاینشدون سلام الجمھوریة الألمانیة , والألمان أیضا غیر معنین بالسلام الإسباني ..نحن الوحیدون في العالم الذین , سنشاھد فریقا ینشد مع فریقنا السلام الملكي ..لأن اللاعبین في فلسطین , بعضھم نشأ ھنا .(أو ولد ھنا ...وبعضھم أدى والده الخدمة العسكریة ھنا , وبعضھم ...مازال یعیش ھنا في مصب القلب (عمان سنشاھد أیضا شیئا غریبا , سنشاھد جمھورا ...تائھا بین الحب والحب ..ولا یزعجھ الأمر إن سجلت فلسطین أو سجلت الأردن , ولن یعترض أحد على الحكم ..إن أعطى ضربة جزاء ھنا أو ھناك , وسنشاھد أیضا معلقا تائھا ..بین التعلیق على مباراة أو التعلیق ...قصة . شقیق , یلعب مع شقیقھ وسنعذر فریق فلسطین على التسلل , سیتسللون كثیرا ...فھم معتادون على أن یتسللوا خلف خطوط العدو , ویاما (تسللوا) وأذاقوا إسرائیل من مرارة بنادقھم ما أذاقوا ..بعكسنا نحن فھم حین یتسللون معنا...یكون ھذا التسلل خلف خطوط القلب , وینثرون بعضا من السكر ثم . یعودون ...إذا (تسللوا) كیفما شئتم مباراتنا مع فلسطین , تشبھ إلى حد ما قصة رجل أضناه قرض بنكي , وذھب ذات صباح كي یقوم بجدولة القرض , أو تأخیر الأقساط ... ..فوجد أن شقیقھ قام بتسدید القرض كاملا عنھ , دون أن یخبره نحن یاما سددنا من دمنا لفلسطین , والفلسطیني على مدى عمره ونضالھ ظل یسدد عن الأرض الأردنیة من دمھ , وظل یسدد عن الأردني ..من عرقھ وتعبھ ...شقیقك لا یغلبك , ھو دمك ..ھو ابن ذات الرحم الذي ولدك ..والعلاقة بینك وبینھ ...ھي ذاتھا العلاقة بین العین الیمنى . والعین الیسرى ..لا ترمش واحدة دون الأخرى, ولاتغمض واحدة وتترك الأخرى غارقة في دمعھا تسھر . في مباراتنا مع فلسطین لایوجد , مھزوم ولا منتصر ...ذاك أن شقیقك لاینتصر علیك ...بل یوجھ قبلة لخدك فقط