البنك العربي يكرّم موظفيه المتطوعين ضمن برنامجه للمسؤولية الاجتماعية "معاً" تسرب غاز ينهي حياة عائلة كاملة بمصر أحمد الفيشاوي: الفن مش حرام والتاتو نوع من الفن بلدية الرصيفة.. إنجازات كبيرة وتحديات عظيمة ارتفاع أسعار بنزين 90 والسولار وثبات بنزين 95 لشهر كانون الثاني ترامب ليس بعبعًا، والأردن ليس دولة رخوة ما دور الشباب بمواجهة التغير المناخي؟ ⁠ ⁠صعود الكيانات اللادولتية في الشرق الأوسط تكدُّس التنمية في عمّان، هل نحتاج لإجراءات سريعة؟ يارا بادوسي تكتب : تصنيع سجائر التسخين محليا.. استثمار واعد وتنشيط للاقتصاد أرانب في صحراء الأحزاب زيادة رواتب العاملين و المتقاعدين المدنيين والعسكريين حسين الجغبير يكتب : ديوان المحاسبة بعقلية أكثر علمية بحث التعاون بين البحوث الزراعية ووفد صيني في مجال البيوت البلاستيكية الذكية لماذا يتردد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر؟ الصحة العالمية: مستشفى كمال عدوان صار خاليا قشوع يحاضر فى اتحاد الادباء والكتاب الاردنيين حول المواطنة وجغرافية المكان الدفاع المدني يستجيب لما يزيد على نصف مليون واجب خلال عام 2024 فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة غدا وزير الشباب يخرّج الجيل الثاني من المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية

شلاليط غير متساوية

شلاليط غير متساوية
الأنباط -


بعد أن أكلنا أكثر من «تبشيمة» كروية، عدنا نقول بأن الفوطبل مدوّر..... فالمقصود طبعا بأن الفرص متساوية ،وهناك إمكانية دائما بأن يفوز هذا الفريق أو ذاك ، لأن الكرة كروية (عبقرية فذّة) وهي متساوية المقاييس ومحايدة تجاه الفريقين ، ولا تكيل بمكيالين، مثل الأمريكان.
الإجابة مخاتلة ومراوغة، لا بل هي كاذبة، إذ صحيح أن الكرة مستديرة ، وهذه معلومة يعرفها حتى المهابيل، لكن ذلك لا يدل اطلاقا على أن الفرص داخل الملعب متساوية ، فهذا افتئات على الحقيقة والواقع والممارسة العملية الحيّة،فلا وجود للفرص المتساوية بين الفرق غير المتساوية، الا في قاموس الحمقى.
تخيلوا مثلا ، أن الكرة المستديرة سوف تؤدي الى أن يغلب المنتخب الأردني المنتخب البرازيلي ، دون أي اعتبار للتجربة الطويلة ولا التفرغ ولا الانتخاب الطبيعي من عشرات الملايين من  البشر في الحالة البرازيلية ،و أردنيين لا يفرقون بين الكرة ورأس الجميد!!
هذا ينطبق تماما على الفرق غير المتساوية  في كل دول العالم ، وعلى الفرق ضعيفة المستوى اذا لعبت مع ريال مدريد او برشلونة أو غيرها ،والفوز مستحيل ، واستدارة الكرة لا تكفي للفوز، إذ إن الفريق الأقوى والأكثر لياقة وتجربة واحترافية هو الذي يستطيع أن يحول الكرة المستديرة الى مطية لأقدام لاعبيه ورؤوسهم يرسلها الى داخل منطقة الخصم ، وأنتم أدرى بالباقي.
لو بقيت الحال على كرة القدم أو غيرها من الألعاب الرياضية، لما زعلنا، وما ناقشنا الموضوع في الأصل على طريقة (يصطفلوا). الموضوع سيكون مجرد ترفيه ولعب اولاد ولن يخسر من هذه الإدعاءات سوى أولئك الذين يراهنون على الفرق والألعاب .
لكنهم يطبقون نظرية الكرة المستديرة على الحياة ومجرياتها، لكاننا نعيش في عالم من المساواة والعدالة والفرص المتساوية تماما ناهيك عن الحكّام من حملة الكرتات الصفراء والحمراء والصافرات الحاسمة القاصمة،  الذين لا يحابون أحدا يساعدهم عدد من مراقبي الخطوط ورافعي الرايات ناهيك عن الكاميرات والكمبيوترات وخلافه.
صحيح أن الكرة الإرضية مستديرة ، أو شبه مستديرة بالأحرى، لكن العدالة غير موجودة اطلاقا حتى بين الفرق المتساوية ، لمجرد أن الشروط الموضوعية غير متساوية . فماذا سيفعل عبقري فيزيائي  - مثلا- في العالم العربي أكثر من أن يشتغل معلما في مدرسة نائية أو على الأكثر استاذا جامعيا يحال على التقاعد سريعا؟؟؟ وهل تتساوى فرصه مع أي فيزيائي اقل عبقرية يعيش في أمريكا أو اوروبا أو اي دولة تحترم انسانية الانسان في العالم.

وما فرصة طفل عبقري في قرية عربية نائية – في السودان مثلا- في أن يكون أكثر من حارس عمارة أو عسكري، واين هي الكرة المستديرة بالنسبة الى فرص طفل ابيض يعيش في نيويورك، لا بل اين هي الكرة المستديرة من فرص البيض والسود في أمريكا ذاتها...صحيح أن اوباما اسود وغونداليزا رايس سمراء ، لكن ما هي نسبة البيض الى السود الذين يحصلون على الفرص الكبرى والوظائف الأكبر؟؟.
للأسف، فإن العالم ليس مكانا مناسبا للعيش إلا للأكبر والأقوى والأقل ضميرا. الذي يحكم العالم ليس الكرة المستديرة بل نظرية البقاء للأصلح الداروينية التي يتم تطبيقها اجتماعيا (الداروينية الاجتماعية)، أما الضعفاء فليس لهم الا الكفاح من أجل تحسين شروط العبودية .
وتلولحي يا دالية

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير