الحلقة الأولى
في 7/1/2018، كتب أحمد أبو ارتيمه الناشط السياسي المستقل من قطاع غزة مقالاً على صفحته قال فيه حرفياً :
« ماذا لو خرج مائتا ألف متظاهر في مسيرة سلمية واقتحموا السلك الشائك شرق غزة ودخلوا إلى أراضينا المحتلة بضعة كيلومترات وهم يرفعون أعلام فلسطين ومفاتيح العودة ويرافقهم الإعلام الدولي ثم نصبوا الخيام في الداخل وأقاموا مدينةً هناك، ولنسمها مدينة باب الشمس، والتحم بهم الآلاف من فلسطينيي الداخل، وأصروا على البقاء هناك بطريقة سلمية دون استعمال أي شكل من أشكال العنف؟؟ ماذا بوسع الاحتلال المدجج بالسلاح أن يفعل لتلك الزحوف البشرية المسالمة؟؟ هل سيقتل منهم عشرةً أو عشرين أو خمسين؟؟ ثم ماذا سيفعل أمام الإصرار والزحف البشري الهادر؟؟ شعب يريد الحياة وليس أكثر من الحياة.. لا شيء يؤخر هذه الفكرة سوى الأغلال الذاتية التي نسجناها من أوهامنا.. إننا نموت في مكاننا الضيق المحاصر فلماذا لا ننفر قبل أن تذبحنا السكين، إنهم يدبرون المكيدة لطردنا إلى الجنوب بعد أن يعملوا فينا قتلاً فلماذا لا نسبقهم بخطوة ونبادر بالفرار إلى الشمال؟
إن كان لا بد من ثمن، فليكن هذا الثمن في الاتجاه الصحيح، اتجاه العودة إلى فلسطين، اتجاه أن نكسب أرضاً جديدةً وأن نعمق مأزق العدو الوجودي.. سنكتشف حين نطبق هذه الفكرة وتحقق اختراقاً تاريخياً كم أضعنا من السنين هباء في التردد والإحجام..
ثوروا فلن تخسروا سوى القيد.. «.
وأول من تنبه لأهمية الفكرة النائب أشرف جمعة من المجلس التشريعي الفلسطيني وأثنى عليها، وشجعه على مواصلة الحديث عن الفكرة والترويج لها وتعميمها وأكد عليه ضرورة أن تبقى في إطار الناشطين من الشباب حتى لا تضيع أهميتها في غمرة الخلافات الحزبية والفصائلية.
وعليه عمل أحمد أبو ارتيمه على دعوة شخصيات من المجتمع المدني منهم صلاح عبد العاطي، يُسري درويش، أمجد الشوا، حيدر عيد وحسن الكرد، ومنهم ومن خلالهم تم تشكيل لجنة تنسيق شبابية لبلورة الفكرة والعمل الجماعي بها ونحوها، ضمت أحمد أبو ارتيمه وحسن الكرد وبلال ياسين وعصام حماد، ومن لندن شاركهم الفكرة والترويج لها إعلامياً زاهر البيراوى.
في شباط 2018، التقت لجنة التنسيق الشبابية مع منسق القوى السياسية في قطاع غزة، خالد البطش، باعتباره منسقاً للقوى السياسية وليس ممثلاً لفصيله الجهاد الإسلامي الذي رتب لقاء لاحقاً مع لجنة القوى السياسية، حضره ممثلون عن الأحزاب والفصائل العاملة في قطاع غزة : حماس والجهاد والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وفدا والمبادرة ومعهم حركة فتح، وتتالت اللقاءات وتم وضع تصور عملي للفكرة لإخراجها كبرنامج للتنفيذ الوطني والسياسي وتم الإتفاق على تسميتها مسيرة العودة الكبرى، وهكذا ولدت الفكرة من الناشط السياسي أحمد أبو ارتيمه وتلقفتها الفصائل وعملت على تنفيذها.