الصحة في مفهومها الصحيح هي التوافق و التوازن الجسدي و النفسي و العقلي للوصول إلى جسم سليم خال من الأمراض .
والتوازن الجسدي والنفسي والعقلي عند الانسان يعني السلام والهدوء الداخلي وعلاقته مع نفسه ومع غيره وتغذيته الصحية الجيدة ، و مشاعره في الفعل و ردة الفعل و فكره ومعتقداته
وآراءه ، كلها منظومة صحية واحدة ، إذا كانت سليمة كان الجسم سليما .
قال الله تعالى ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾
و عن عبد الله بن عباس رضي الله قال ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ).
كثير من الناس لا يفهمون المعنى الصحيح للصحة ، فلا يهتمون بها و لا يقدرونها و لا يأخذون المعلومات الصحيحة عنها من المختصين بها ، ففي التوسع في استخدام السوشيال ميديا و انفتاح العالم في كل المجالات و من هذه المجالات الصحة ، أصبح الحصول على المعلومة الصحية أمر سهل جدا و متوفر بين أيدي الجميع ، و لكن المشكلة التي يواجهها الناس في الفهم الصحيح للصحة هو المصدر الذي يحصلون منه على المعلومة الصحية ، فأخذ المعلومة الصحية الصحيحة يجب أن تؤخذ من مصادرها الحقيقية من مقدمي الرعاية الصحية من ( أطباء ، صيادلة ، و ممرضين ، وغيرهم ) و غير ذلك لربما تصل المعلومة بشكل غير صحيح و دقيق وقتها ستصبح الثقافة الصحية متداخلة وناقصة و خاطئة ، فتشكل مشكلة لدى الأفراد في عدم الاهتمام بصحتهم بالشكل الصحيح و ممارسة المعلومة بأسلوب خاطيء ما يعود عليهم بالسلبية وستكون الممارسة لأنها أخذت من مصادر غير صحيحة وليس من مصادرها الحقيقية .
فأصبح تداول المعلومات الصحية الغير صحيحة تشكل مشاكل نفسية كبيرة لدى الأفراد المرضى والأصحاء و وجب عليهم ان يبحثوا عن المعلومة من مكانها الصحيح و وجب على مقدمي الرعاية الصحية تقديم المعلومة الصحية من خلال عمل خطط تثقيفية عن طريق وسائل مؤثرة وصحيحة تفيد المجتمع والفرد والأسرة .
و تتمحور الثقافة الصحية حول :
**التثقيف و الوعي الصحي ، تقديم المعلومة الصحية الحقيقية و معرفة الناس وادراكهم لها من المثقِف الصحي .
** طريقة الممارسة الصحية ، و هي تطبيق المعلومة الصحية بالشكل الصحيح من خلال الثقافة والوعي الصحي .
كيف يتم نشر الثقافة الصحية الصحيحة ؟
* توفر المتخصصين في الرعاية الصحية والمامهم في المعلومات الصحية .
* استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لنشر الثقافة الصحية .
* تقديم النصح والمشورة الصحية من خلال عمل أيام طبية .
* تقديم المعلومة الصحية للفرد المريض باسلوب يختلف عن الفرد الصحيح.
* تقديم المعلومة الصحية للفرد والمجتمع بأسلوب مفهوم و متداول بناء على ثقافة الفرد والمجتمع.
* التواصل مع وزارة الصحة لعمل حملات صحية تثقيفية قادرة على إيصال المعلومة لأكبر عدد من أفراد المجتمع .
لذلك وجب على مقدمي الرعاية الصحية اتباع الوسائل المؤثرة لتقديم المعلومة الصحية لإنقاذ المجتمع من تشوهات المعلومة وتطبيقها بشكلها الخاطيء وبالتالي التأثير عليه سلبيا ، وعلى متلقن المعلومة الصحية أن يأخذها بشكلها الصحيح ويطبقها كما هي ليستفيد جيدا منها فبالتالي تكون الرعاية الصحية متكاملة ومطبقة بشكلها الصحيح .