سنخوض حرب وجودنا بكل الأدوات الدستورية والقانونية
الأنباط أعلنت وقوفها في خندق العرش والجيش والشعب منذ اليوم الأول ولن تحيد
موقفنا من الحكومة بمقدار اقترابها من كتاب التكليف ونبض الناس
الانباط – عمان - عمر كلاب
بمعزل عن الصراع الدائر بين أجنحة السلطة ومؤسساتها, بقيت الأنباط صحيفة الملك والشعب والجيش , وحافظت على مسافة بعيدة من الصراعات السياسية والتجنح الذي ساد في اروقة السلطة ودهاليزها , ولم تصطف يوما في خندق صالون سياسي او كارتيل اقتصادي , ويبدو ان هذا ما جعلها تدفع ثمنا لمنهجها الصحفي الواضح والحاسم بالوقوف مع مشروع الملك السياسي والاقتصادي , وحملت هذا البرنامج نهجا ومنهجا .
اليوم تقف االانباط في مأزق وجودي , ليس لضعف في بنيتها الاعلامية ولكن لهجمة غير مفهومة او مبررة قوامها ان ثمة رأيا سائدا بأنها جريدة معارضة لنهج الحكومة , ولمن لا يقرأ نعيد التذكير بمواقف الانباط الاعلامية مع الدولة , فهي لم تنحز يوما لحكومة الا بمقدار اقترابها من كتاب التكليف السامي واحساسها بنبض الشارع الشعبي الذي تنحاز له الانباط دون شروط , وتنحاز الى كل من ينحاز الى الهوية الوطنية الجامعة المعادية لنهج التفريط بالوطن الاردني والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بالعودة والتعويض الى الدول الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
نستهجن ما تسلل الينا من اقوال ومواقف تحاول ان تضع الانباط الصحيفة والاسرة وكأنها في خندق المعارضة للدولة والنظام , ونستهجن ان يتم الاسراع في الاجهاز على تجربتها وتجربة الصحافة اليومية المستقلة , التي لم تنشر يوما ان شهداء فلسطين قتلى وبقيت على وعدها مع الشهداء والدحنون والقيسوم والزعتر , قبل ان يخرج القانون الجائر بحقها ويتم تسويقه بين النواب والاعيان بأنه حالة لضبط السوق وهو في حقيقته اعتداء على الانباط لانها أحبت الملك ومشروعه السياسي والاقتصادي .
تلقت الانباط الكثير من التطمينات بانها ليست مستهدفة لكنها تطمينات خادعة ، وتلقينا الكثير من الوعود بالعدالة والانصاف لكن التهميش والاقصاء كانا حاضرين ، وكل ذلك لانها رفضت ان تنحاز لغير الملك , لدرجة اننا بتنا نشعر انهم يكرهوننا لاننا نحب الملك , فكنا اول من ناقش اوراقه النقاشية بروح الوطن ، وكنا اول من يدافع عن فكره ورؤيته , لكن المؤسسات غضبت لاننا بادرنا قبل نفس المؤسسات وحملنا الراية دون إذن من أحد او انتظار توجيه من أحد , ففي معركة الوطن نستلهم روح الشهيد وصفي التل وننطلق دون حسابات غير حسابات الوطن .
اليس غريبا انه كل ما نقترب من النهج الوطني ورؤيته , تتم معاقبتنا , أليس غريبا ايضا ان كل من يحاول كشف الغمامة عن عيون الشارع بالحقيقة الواضحة يتم استهدافه , والاغرب لماذا يتم اقصاء كل مؤمن بالدولة ومنهجها والملك ومشروعه ؟ اسئلة بحجم الوجع نضعها اليوم على مائدة الوطن , وعلى طاولة مجلس الملك كي ينحازوا الى جذر اسمهم ومكانتهم ودورهم في تصويب الاختلال او اعادة ترسيم الصورة في اطارها الصحيح بعد ان حاولت جهات مستفيدة وطحالب تنهش ضرع الوطن ولحمه اقصاء الانباط من المشهد الاعلامي واقصاء وجودها من الحياة الصحفية .
سنبقى عسكر التاج وسنبقى ممسكين على جذوة نار الحقيقة ولن ننحاز الا الى العرش والجيش والشعب ، وسنبقى نحب الملك ونؤمن برسالته ونحارب تحت رايته وندعم مشروعه الحداثي والاصلاحي حتى آخر رمق , ولن ندخر جهدا او حقا دستوريا وقانونيا دون ان نستخدمه .//