ظهر السيد ليث شبيلات " المعارض الأول " ( هكذا يسمي نفسه ) عبر شاشة قناة الميادين اول أمس، يجتر نفسه ، ويكرر قدحه لكل المقامات من رأس الدولة الأردنية مرورا بكل ما في وطننا من مؤسسات رسمية وأهلية بما فيها الاحزاب والنقابات وحتى الشعب كل الشعب وصفه بالجبان . طبعا العارفين بالسيد شبيلات سيقولون ما الجديد. الجديد في هذه المرة هو سوقية الألفاظ والتعابير التي قبح فيها كل من ذكرت. وكأنه في سباق وتنافس مع بعض هتيفة الدوار الرابع . مع انهم لم يسلموا من رذاذ فمه المتطاير شتماً .
أعرف الشبيلات منذ عام ١٩٨٩ ' حين تزاملنا في مجلس النواب ، حينها كان يتجنب حتى السلام علي وعندما فزت برئاسة لجنة فلسطين ، حرض علي لأسباب لا مجال لذكرها. منذ عام ٨٩ حتى اليوم لم اسمع من هذا الرجل فكرة سياسية واحدة أو أقتراحا واحداً يعتد به. عندما كان برلمانياً لم اسمع منه رأي او إشارة الى تطوير العمل البرلماني فثقافته البرلمانية متواضعة ، حتى إشارة النقطة نظام التي كان يستعملها للتسلل تعلمها مني ، فأنا من أدخلها للعمل البرلماني الاردني ، فلم تكن معروفة قبل ذلك. جل ما كان يفعله هو التلويح بالدستور على الفاضي والمليان. تابعت الرجل بعد انسحابه المضلل من البرلمان والسياسة ، فظل الرجل على ما هو عليه مع زيادة افتعال معارك دونكيشوتية مع الملك ، وهو المعروف بنرجسيته الطاغية ، التي لاتقبل بأقل من الملك خصماً له. ويخاطب الملك بعبارات وقحة فيها إهانة للدستور وللشعب. بصراحة لا يتم منع محاسبته ، ولو تلفظ بما يتلفظ به في اَي دولة في العالم لجرت الامور بصورة مختلفة.
ليث شبيلات ينتمي الى تيار سلفي محافظ ، لا تعنيه السياسة بتفاصيلها ، مسكون بأوهام الماضي ، تعرف ذلك من خلال كتاباته ولا يظهر ذلك في المقابلات والخطابات.
اعتقد لا يملك فكراً سياسيا تقدميا او حتى ديمقراطياً يمكن ان يستند إليه ويمارس عملاً سياسيا تراكمياً وينخرط في عمل جماعي منتج .هو يحب الفردانية ليس لأن الآخرين كلهم سيئين ، بل لأن جعبته السياسية فارغة .
صدقوني ان ثقافته السياسية متواضعة وظهر ذلك جلياً في عرضه الأخير على قناه الميادين ٠التي طالب فيها بمقاطعة اسرائيل والغرب والالتحاق الفوري بجبهة المقاومة والممانعة ( !!! ) هكذا وفوراً دون التوقف لشرب كوب من الماء. حتى ان المذيعة قالت له في معرض الحديث" أطلب المستطاع حتى تطاع " . وحتى لغته العربية متواضعة يحاول ان يستعمل تعابير ولغة التراث فيسقط بالعامية. هل من احد سمع منه رأي في قانون الأنتخاب مثلاً ، او في قانون الاحزاب أو في قانون ضريبة الدخل. أبدا أبداً هذه صغائر لا ترتقي لمقام سيادته.
يدافع عن الديمقراطية ولَم يقل لنا يوماً عن رأية بشرعة حقوق الأنسان وبالحريات الفردية او بالمرأة ، هو يهتم فقط بالديمقراطية السياسية بحدود مؤدلجة ، التي تقود الى تغيير النظام وإن لم يقلها صراحة. فهو مثلا لم يؤيد مشروع قانون إلغاء مكافحة الشيوعية في برلمان ٨٩. فهو كسلفي لا يؤمن بالتعددية السياسية والفكرية ولا يؤمن بالنظام الملكي أصلا. ويلجأ الى التقيه لحين ساعة النصر الموعود.
هل سمعتم منه مرة واحدة عن النظام الأقتصادي او الاجتماعي الذي يؤمن به ، طبعاً لم تسمعوا ولن تسمعوا فلا يعرف عن هذا السر سوى زميله الروحي : النائب السابق الشيخ يعقوب قرش (!!!). هل تذكرونه ؟. ..
اخلص في نهاية هذه الإضاءة السريعة على سلوك السيد ليث شبيهات لأقول بأن نموذج " معارضته " يسئ للأردن من ساسه حتى راسه ..
هذا النموذج من المعارضة العدمية يضر بكل المعارضات يميناً ويساراً ويضر ويسئ الى كل الوطنيين والديمقراطيين المؤمنين بضرورة النضال لتطوير نظامنا السياسي بالوسائل الدستورية والحفر ولو برأس الدبوس للتقدم الى الامام ولو خطوة ، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. اما استثمار وجع الناس لاقتناص الشعبية والتميز الفرداوي. .