دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية أحمد الضرابعة يكتب : عملية الرابية.. فردية أم منظمة ؟ حسين الجغبير يكتب : بهذا لا نسامح زراعة الوسطية تدعو أصحاب آبار تجميع مياه الأمطار لتجهيزها بلدية الكرك تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض عربيات : سلامة رجال الأمن واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي واجب مقدس مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية نتائج مثيرة في البريميرليغ والليغا.. فوز ليفربول القاتل وتعادل فياريال مع أوساسونا صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا ..

الحراك بلا غطاء مضمون

الحراك بلا غطاء مضمون
الأنباط -

لم يُرحب شباب الحراك الاحتجاجي اعلان مشاركة الأحزاب اليسارية والقومية ومساهمتهم بوقفة يوم الخميس 13/12/2018 المسائية، وقد سمعت شخصياً حالات استهتار، بل  وامتعاض من وجود قيادات حزبية وازنة في ساحة كراج مستشفى الأردن الذي شكل مكاناً للتجمع باسم الدوار الرابع. 
شباب الحراك يتطلعون لأن يكونوا هُم عنوان الحراك ومادته وقادته، لأن الأحزاب اليسارية والقومية بدت تقليدية ومساومة في نظرهم كما قال أحدهم، اضافة الى ضعفها أضاف آخر متحمساً، بينما الاحساس بالمسؤولية الوطنية باتجاهين هو الدافع القوي لمشاركة الأحزاب اليسارية والقومية وقيادتها، فهي أولاً لا تستطيع أن تبتعد عن حركة الشارع ونبضه وهي ثانياً تعمل على عقلنة المطالب والشعارات وتسييسها وتنظيمها وصولاً الى تحقيق نتائج ملموسة لصالح الجمهور.
فوضى شباب الحراك، وعدم وجود ما يجمعهم، وغياب قيادات مختبرة مجربة من بينهم، جعل بعضهم من أصحاب الصوت العالي لأن يتقدموا الصفوف ويظهروا على الاعلام باعتبارهم قادة الحراك ومنظميه، ليتبين بعد التدقيق بأحوالهم أنهم غير مؤهلين سياسياً وعديمي الخبرة في ادارة الجمهور بل وغير نقابيين أي أنهم يفتقدون للحد الأدنى من متطلبات العمل الجماهيري والسياسي، بدون الاشارة لملفات سلبية وَصمتْ تاريخ بعضهم، مع الاحتمال أنهم قد  تورطوا فيها بسبب ضيق ذات اليد بدون دوافع جُرمية طبعت سلوكهم. 
تقاليد بلادنا الوطنية، وتحركاتها الاحتجاجية، وعنوان تقدمها، قائمة على التفاهم والشراكة بين النقابات المهنية والأحزاب اليسارية والقومية سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، فأكرم الحمصي وفرج الطميزي وعبلة أبو علبة وسعيد ذياب وفؤاد دبور هم عناوين ومعهم سالم الفلاحات وارحيل الغرايبة ومازن ارشيدات وصحبه ذوات، وهم يتميزون أنهم أسرى الانتماء الوطني، والحس بالمسؤولية باتجاه جعل الحراك ايجابياً، وتنظيف الحراك وحمايته من مطبات وجرائم الآثام التي وقع فيها الربيع العربي في سوريا والعراق وليبيا واليمن. 
في كل حركات الشعوب التي انتصرت وحققت نتائج لتقدمها، أو تلك التي أخفقت كانت دلائلها ظواهر عدم تطرفها، وعدم جموحها مع نزوع قيادات تتصرف بدون تدقيق وتعقل، وقد انتصرت بفعل دراسة خطواتها ومطالبها المشروعة، كي تكون تدريجية تراكمية، وفق المعطيات وموازين القوى السائدة.
في الوضع الحسي السائد لدى الحراك الفوضوي، يجد قادة الأحزاب اليسارية والقومية والنقابات المهنية أن رفع سقف المطالب يعمل على احباط المطالب الشعبية مهما بدت مشروعة وضرورية ومهمة، ناهيك عن الشتائم والشخصنة والانفعال التمثيلي، ومن هنا أهمية وقيمة مشاركة النقابات المهنية والأحزاب اليسارية والقومية لأنها تقدم الشرعية السياسية للحراك، والغطاء الوطني لفعل الحراك وعقلنته وادارته كي يكون على خط الصواب الموصل لتحقيق أهداف مرسومة محددة، وبغياب القيادات الحزبية والنقابية  سيكون الحراك مهما بدا متحمساً وحتى مخلصاً مثل الدب الذي يقتل صاحبه، محبطاً لأهدافه حتى ولو كانت نبيلة وصحيحة. 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير