قَتَلوكَ، يا ابن «أَبي» لأَنَّك آخرُ
الرّائين، خَوْفَ تقولُ ما سَتَقولُ!
فلقد رأيتُ، بأُمِّ عَيْنِكَ أُمَّةً
لا سائِلٌ فيها، ولا مَسْؤولُ!
وَعَرْفتَ أَسْبقَ مِنْ سِواكَ، من الذي
يَبْقى، ومَنْ بَعْدَ السُّقوطِ يزولُ؟!
ستموتُ أَشجارٌ، وتَطْفئُ نارَها
نارٌ.. وتَخْتَصِرُ الفُصولَ فُصولُ..
وتقومُ أِسْوارٌ على أنقاضِ أسوارٍ
وتَدْفُقُ، أَوْ تَجِفُّ سيولُ!
وَصَدَقْتَ حَدَّ الموتِ، فالرّائي بِلا
عُمُرٍ، وعُمْرُ المُسْتكينِ طويلُ!
«وَصْفِي»! ويَسْأَلُ عَنْكَ دَوّماً صِبْيةٌ
لم يعرفوكَ، وفِتْيَةٌ، وكُهولُ
وَتَظَلُّ – جيلاً بعد جيلٍ – حاضِراً
فينا.. لأَنَّكَ أنتَ وَحْدَك جيلُ!
هذا الخلودُ، هُوَ الخلودُ، ويا أَبا
«الفقراءِ»، إنَّ الخالدينَ قليلُ
«وَصْفِي»!.. وأختصرُ الكلامَ، لأنَّهُ
لَوْ طال، فهو على الجميعِ ثقيلُ!
الراي