البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

حافلتان ودمعتان

حافلتان ودمعتان
الأنباط -

 

خلال أسبوع واحد، تبادل الأردن مع الشقيقة مصر رسائل العزاء والمواساة، ووقفة الأشقاء واحدهم مع الآخر، اثر حافلتين أرادتا القيام برحلة قصيرة، إلا ان عدداً من مقلي كل منهما قد ذهبوا برحلة طويلة في الانتقال من الأرض إلى السماء.

أولى الحافلتين في الاردن أقلت أطفالاً أبرياء أرادوا القيام برحلة أطلق عليها اسم المغامرة، وحدث ما حدث. ووسط لجان التحقيق وفاجعة الأهل والمدرسة والوطن برمته. نقول لا حول ولا قوة إلا بالله! وتضعنا الحادثة من جديد أمام أسئلة أطلق عليها الفلاسفة والمفكرون لقب «الأسئلة الوجودية»، وجلها تتعلق بمعضلات الحياة والكون والإنسان والألم ولماذا الموت ؟ والى أين المصير؟ إلا أن أكثر الأسئلة تعقيداً هي: لماذا يتألم الأطفال؟ وما هي الحكمة الربانية من الألم بشكل عام ومن ألم الأطفال الصغار والأبرياء بشكل خاص؟ لا أجوبة شافية لمثل هذه الأسئلة، ويقول العقل البشري المحدود للاهوت وللكتب المقدسة، أعينيني فأنا لا أستطيع أن أحل هذه المعضلات لوحدي. وترتفع صلوات المؤمنين في بيوت العبادة، تحمل عبارات الرحمة على أرواح الشهداء الأبرياء، والبحث في كنف المعابد عن حلول ليس لسبب ما حدث وما هي الجهة التي تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية، فهذا شأن لجان التحقيق، لكن نبحث وسط حطام ما حدث. ونقول: ألم الأبرياء والأطفال، ما السرّ وراءه؟ قد لا نجد حلولا أو أجوبة ، لكن حسبنا أن نقف ونرفع أكف الضراعة ، طالبين العزاء من رب العزاء للعائلات المنكوبة وللوطن كافة.

أما الحافلة الثانية في مصر، والتي عزّى فيها الأردن ملكاً وحكومة وشعباً، القيادة والشعب والكنيسة المصرية، فكانت متوجهة إلى دير قريب في منطقة المنيا، منطقة المزارعين والبسطاء والفقراء، والكادحين في سبيل تأمين لقمة العيش الكريم، والمؤمنين المتمسكين بايمانهم، بدون تعصب ولا حقد للآخر، أو لشريكهم الحضاري وأخيهم في العبادة لله الواحد. ومن رحلة قصيرة كانت تهدف لزيارة دير الأنبا صموئيل المعترف، وهو القديس من القرن السادس للميلاد، الذي أراد أن يصبح راهباً وسط معارضة من والديه، فكان يقول لهما: « إذا أوجعتما قلبي بهذا الكلام، فسأمضي إلى البرية ولن ترونني». وهكذا وبعد أربعة عشر قرناً، يمضي الأقباط الطيبون إلى البرية، لزيارة دير صموئيل، فلا يعود ذووهم يرونهم، ذلك انّ الارهاب يكمن لهم بالمرصاد. ولعلّه من المعضلات التي تواجه البشرية، وباتت الحاجة أكثر من ذي قبل إلى تضامن الأسرة الدولية كلها: عسكرياً وأمنياً وفكرياً للقضاء على فكرة انّ إلغاء الآخر هو تحقيق لأهداف نبيلة، أو خدمة للانسانية. انّ اسرتنا البشرية اليوم ، مطالبة أكثر من ذي قبل الى رسم سياسات محلية في كل دولة ، واقليمية ، ودولية ، ووضع خطط استراتيجية قابلة للتطبيق، في القضاء على الارهاب والمروّجين له ، والداعين اليه، والمنفذين لأعماله القبيحة الشريرة.

ولا نملك مجددا الا أن نرفع أكف الضراعة، طالبين من الاله الرحيم، أن يرحم أرواح الشهداء وأن «ينجي البشرية من الشرير».

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير