قرارات مجلس الوزراء الحسيني يرعى برنامج المحاكمات الصورية الأمم المتحدة: المعبر البحري ليس بديلا للممرات البرية في غزة الخريشة يدعو إلى الإنتخاب على أسس برامجية وليس شخصية الخريشة يدعو إلى الإنتخاب على أسس برامجية وليس شخصية المستشفى الميداني الأردني نابلس2 يجري العديد من العمليات 68 قتيلا ضحايا الفيضانات بأفغانستان "المدن والقرى" والمعهد العالمي للنمو الأخضر ينظمان ورشة عمل جنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصري الاحتلال يرتكب مجازر في غزة تسفر عن 70 شهيدا و110 إصابات استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال شرقي القدس القوات المسلحة تنفذ 3 إنزالات جوية لمساعدات على جنوبي غزة السفارة الصينية في عمان تقييم ندوة الصداقة الصينية الأردنية الابتكار الرقمي في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مسيرة من أجل التنمية المستدامة العربي الاسلامي يفتتح فرع الزرقاء في موقعه الجديد رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي وفدا شبابيا مؤسسات حقوقية تدين جريمة الاحتلال بتدمير عيادة على رؤوس النازحين كلية تراسانطة تقيم حفلها السنوي بعنوان " الحق يعلو " أورنج الأردن تطلق حلول الابتكار الأحدث لخدمة الفايبر انطلاق ورش العمل الخاصة بالطاقة المستدامة والعمل المناخي برعاية كريشان
مقالات مختارة

حافلتان ودمعتان

{clean_title}
الأنباط -

 

خلال أسبوع واحد، تبادل الأردن مع الشقيقة مصر رسائل العزاء والمواساة، ووقفة الأشقاء واحدهم مع الآخر، اثر حافلتين أرادتا القيام برحلة قصيرة، إلا ان عدداً من مقلي كل منهما قد ذهبوا برحلة طويلة في الانتقال من الأرض إلى السماء.

أولى الحافلتين في الاردن أقلت أطفالاً أبرياء أرادوا القيام برحلة أطلق عليها اسم المغامرة، وحدث ما حدث. ووسط لجان التحقيق وفاجعة الأهل والمدرسة والوطن برمته. نقول لا حول ولا قوة إلا بالله! وتضعنا الحادثة من جديد أمام أسئلة أطلق عليها الفلاسفة والمفكرون لقب «الأسئلة الوجودية»، وجلها تتعلق بمعضلات الحياة والكون والإنسان والألم ولماذا الموت ؟ والى أين المصير؟ إلا أن أكثر الأسئلة تعقيداً هي: لماذا يتألم الأطفال؟ وما هي الحكمة الربانية من الألم بشكل عام ومن ألم الأطفال الصغار والأبرياء بشكل خاص؟ لا أجوبة شافية لمثل هذه الأسئلة، ويقول العقل البشري المحدود للاهوت وللكتب المقدسة، أعينيني فأنا لا أستطيع أن أحل هذه المعضلات لوحدي. وترتفع صلوات المؤمنين في بيوت العبادة، تحمل عبارات الرحمة على أرواح الشهداء الأبرياء، والبحث في كنف المعابد عن حلول ليس لسبب ما حدث وما هي الجهة التي تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية، فهذا شأن لجان التحقيق، لكن نبحث وسط حطام ما حدث. ونقول: ألم الأبرياء والأطفال، ما السرّ وراءه؟ قد لا نجد حلولا أو أجوبة ، لكن حسبنا أن نقف ونرفع أكف الضراعة ، طالبين العزاء من رب العزاء للعائلات المنكوبة وللوطن كافة.

أما الحافلة الثانية في مصر، والتي عزّى فيها الأردن ملكاً وحكومة وشعباً، القيادة والشعب والكنيسة المصرية، فكانت متوجهة إلى دير قريب في منطقة المنيا، منطقة المزارعين والبسطاء والفقراء، والكادحين في سبيل تأمين لقمة العيش الكريم، والمؤمنين المتمسكين بايمانهم، بدون تعصب ولا حقد للآخر، أو لشريكهم الحضاري وأخيهم في العبادة لله الواحد. ومن رحلة قصيرة كانت تهدف لزيارة دير الأنبا صموئيل المعترف، وهو القديس من القرن السادس للميلاد، الذي أراد أن يصبح راهباً وسط معارضة من والديه، فكان يقول لهما: « إذا أوجعتما قلبي بهذا الكلام، فسأمضي إلى البرية ولن ترونني». وهكذا وبعد أربعة عشر قرناً، يمضي الأقباط الطيبون إلى البرية، لزيارة دير صموئيل، فلا يعود ذووهم يرونهم، ذلك انّ الارهاب يكمن لهم بالمرصاد. ولعلّه من المعضلات التي تواجه البشرية، وباتت الحاجة أكثر من ذي قبل إلى تضامن الأسرة الدولية كلها: عسكرياً وأمنياً وفكرياً للقضاء على فكرة انّ إلغاء الآخر هو تحقيق لأهداف نبيلة، أو خدمة للانسانية. انّ اسرتنا البشرية اليوم ، مطالبة أكثر من ذي قبل الى رسم سياسات محلية في كل دولة ، واقليمية ، ودولية ، ووضع خطط استراتيجية قابلة للتطبيق، في القضاء على الارهاب والمروّجين له ، والداعين اليه، والمنفذين لأعماله القبيحة الشريرة.

ولا نملك مجددا الا أن نرفع أكف الضراعة، طالبين من الاله الرحيم، أن يرحم أرواح الشهداء وأن «ينجي البشرية من الشرير».