دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية أحمد الضرابعة يكتب : عملية الرابية.. فردية أم منظمة ؟ حسين الجغبير يكتب : بهذا لا نسامح زراعة الوسطية تدعو أصحاب آبار تجميع مياه الأمطار لتجهيزها بلدية الكرك تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض عربيات : سلامة رجال الأمن واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي واجب مقدس مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية نتائج مثيرة في البريميرليغ والليغا.. فوز ليفربول القاتل وتعادل فياريال مع أوساسونا صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا ..

حافلتان ودمعتان

حافلتان ودمعتان
الأنباط -

 

خلال أسبوع واحد، تبادل الأردن مع الشقيقة مصر رسائل العزاء والمواساة، ووقفة الأشقاء واحدهم مع الآخر، اثر حافلتين أرادتا القيام برحلة قصيرة، إلا ان عدداً من مقلي كل منهما قد ذهبوا برحلة طويلة في الانتقال من الأرض إلى السماء.

أولى الحافلتين في الاردن أقلت أطفالاً أبرياء أرادوا القيام برحلة أطلق عليها اسم المغامرة، وحدث ما حدث. ووسط لجان التحقيق وفاجعة الأهل والمدرسة والوطن برمته. نقول لا حول ولا قوة إلا بالله! وتضعنا الحادثة من جديد أمام أسئلة أطلق عليها الفلاسفة والمفكرون لقب «الأسئلة الوجودية»، وجلها تتعلق بمعضلات الحياة والكون والإنسان والألم ولماذا الموت ؟ والى أين المصير؟ إلا أن أكثر الأسئلة تعقيداً هي: لماذا يتألم الأطفال؟ وما هي الحكمة الربانية من الألم بشكل عام ومن ألم الأطفال الصغار والأبرياء بشكل خاص؟ لا أجوبة شافية لمثل هذه الأسئلة، ويقول العقل البشري المحدود للاهوت وللكتب المقدسة، أعينيني فأنا لا أستطيع أن أحل هذه المعضلات لوحدي. وترتفع صلوات المؤمنين في بيوت العبادة، تحمل عبارات الرحمة على أرواح الشهداء الأبرياء، والبحث في كنف المعابد عن حلول ليس لسبب ما حدث وما هي الجهة التي تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية، فهذا شأن لجان التحقيق، لكن نبحث وسط حطام ما حدث. ونقول: ألم الأبرياء والأطفال، ما السرّ وراءه؟ قد لا نجد حلولا أو أجوبة ، لكن حسبنا أن نقف ونرفع أكف الضراعة ، طالبين العزاء من رب العزاء للعائلات المنكوبة وللوطن كافة.

أما الحافلة الثانية في مصر، والتي عزّى فيها الأردن ملكاً وحكومة وشعباً، القيادة والشعب والكنيسة المصرية، فكانت متوجهة إلى دير قريب في منطقة المنيا، منطقة المزارعين والبسطاء والفقراء، والكادحين في سبيل تأمين لقمة العيش الكريم، والمؤمنين المتمسكين بايمانهم، بدون تعصب ولا حقد للآخر، أو لشريكهم الحضاري وأخيهم في العبادة لله الواحد. ومن رحلة قصيرة كانت تهدف لزيارة دير الأنبا صموئيل المعترف، وهو القديس من القرن السادس للميلاد، الذي أراد أن يصبح راهباً وسط معارضة من والديه، فكان يقول لهما: « إذا أوجعتما قلبي بهذا الكلام، فسأمضي إلى البرية ولن ترونني». وهكذا وبعد أربعة عشر قرناً، يمضي الأقباط الطيبون إلى البرية، لزيارة دير صموئيل، فلا يعود ذووهم يرونهم، ذلك انّ الارهاب يكمن لهم بالمرصاد. ولعلّه من المعضلات التي تواجه البشرية، وباتت الحاجة أكثر من ذي قبل إلى تضامن الأسرة الدولية كلها: عسكرياً وأمنياً وفكرياً للقضاء على فكرة انّ إلغاء الآخر هو تحقيق لأهداف نبيلة، أو خدمة للانسانية. انّ اسرتنا البشرية اليوم ، مطالبة أكثر من ذي قبل الى رسم سياسات محلية في كل دولة ، واقليمية ، ودولية ، ووضع خطط استراتيجية قابلة للتطبيق، في القضاء على الارهاب والمروّجين له ، والداعين اليه، والمنفذين لأعماله القبيحة الشريرة.

ولا نملك مجددا الا أن نرفع أكف الضراعة، طالبين من الاله الرحيم، أن يرحم أرواح الشهداء وأن «ينجي البشرية من الشرير».

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير