رحلة المنتهى المها عيــــسى قراقـــع يكتب:الكتابة بين الجثث – قُبلة على جبين غزة في الذكرى ال 76 للنكبة الملك يستقبل وزير الدفاع السنغافوري انباء متضاربة عن مصير الرئيس الإيراني بعد حادث لمروحيته المستقلّة للانتخاب تُشرف على ورشة العمل الثالثة لتعزيز قُدُرات الأحزاب السياسية في إدارة الحملات الانتخابيّة قرارات مجلس الوزراء رغم التحذيرات، الدفاع المدني يستجيب لـ43 حادث غرق نجم عنها 19 وفاة الحسيني يرعى برنامج المحاكمات الصورية الأمم المتحدة: المعبر البحري ليس بديلا للممرات البرية في غزة الخريشة يدعو إلى الإنتخاب على أسس برامجية وليس شخصية الخريشة يدعو إلى الإنتخاب على أسس برامجية وليس شخصية المستشفى الميداني الأردني نابلس2 يجري العديد من العمليات 68 قتيلا ضحايا الفيضانات بأفغانستان "المدن والقرى" والمعهد العالمي للنمو الأخضر ينظمان ورشة عمل جنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصري الاحتلال يرتكب مجازر في غزة تسفر عن 70 شهيدا و110 إصابات استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال شرقي القدس القوات المسلحة تنفذ 3 إنزالات جوية لمساعدات على جنوبي غزة السفارة الصينية في عمان تقييم ندوة الصداقة الصينية الأردنية
مقالات مختارة

إلى متى إدارة الأزمات وجدولتها؟!

{clean_title}
الأنباط -

الذي يحلل اوضاع المنطقة، ودولها، على الصعيد السياسي، والعسكري، والامني، والاقتصادي، والاجتماعي، ومنسوب التدهور في كل المجالات، وحجم الاشتباك مع دول الاقليم والعالم، يدرك بشكل واضح، ان جدولة الازمات، لا يمكن ان تستمر حتى النهاية.

الذي يجري حاليا، يعبر عن تهرب كل القوى، عن مواجهة بعضها البعض مباشرة، وعن عدم الرغبة بوضع حدود لكل هذه الصراعات، داخل الدول، او فيما بينها، هذا فوق ما يلمسه الجميع، من ادارة اقليمية دولية، لازمات المنطقة، بشكل ادى الى انهاكها، وتدمير بناها، بما يفوق كلفة حرب عالمية مباشرة، بين كل هذه الدول.

لا يمكن لهذا المشهد ان يستمر، مع تغير المعادلات يوميا، فنحن امام واقع متغير بطريقة خطيرة جدا، فقد يتحالف الايرانيون والروس اليوم، في سوريا، ويختلفون غدا، ويتحالف الاتراك مع الايرانيين، اليوم، ثم يصطدمون غدا، ويتفق الروس والاميركان، على ملف ما، ثم ينقلبون على بعضهم البعض، ويتقارب الروس والاسرائيليون، ثم يواجهون بعضهم البعض، ويتوافق اللبنانيون، ثم ينفرط توافقهم، والامر ممتد الى اغلب دول المنطقة، وما هو مشترك، ان ادارة الازمات تخضع لمعيار واحد، هو تأجيل حسمها كليا، وجدولتها، بما يعنيه ذلك من ارهاق شديد للمنطقة، فوق ما فيها من ارهاقات اجتماعية واقتصادية وتحديات امنية، وحالة التذمر والشكوك والفوضى التي تعصف بأغلب الدول.

في حالات تاريخية اخرى، كان هذا الوضع شبيها، بما قبل اندلاع حروب كبرى بين الدول، تتطاحن فيها، ويموت ملايين البشر، من اجل الوصول الى تسوية بالقوة نهاية المطاف، اما عبر مؤتمر دولي، يعيد ترسيم المعادلات، او عبر تسوية الاقوياء على حساب الضعفاء، واذا كان العالم يتجنب الوصول الى هذه المرحلة حاليا، فهو يمارس ماهو أسوأ منها، اي اطالة ارهاق المنطقة، واستنزاف مواردها، وتهديمها جزئيا، او كليا، وتدريجيا، وهذا التجنب سببه الكلفة الاكبر، التي لايريد احد ان يدفعها.

كيف يمكن اذاً، وقف ما نراه من خراب وتهديدات في كل مكان؟ اذ ان مبدأ « الفك واعادة التركيب» لم ينجح حتى الان، هذا اضافة الى اغلب القوى الاكبر، تدير صراعات المنطقة، وصراعاتها على حساب هذه المنطقة، بسبب قضايا النفوذ والثروات وامتداد اهميتها على مستوى اسيا واوروبا، وبقية العالم، وهذه الادارة من جهة اخرى، تخضع لمبدأ جديد، لم نر حدته كما هذه الفترة، اي كثرة التقلب، في المعادلات، وتغيرها، وتغير المعسكرات، كل يوم.

لايبدو ان العالم، والمنطقة، لديهما القدرة على وقف هذه الصراعات، ووضع حد لهذه الانهيارات، اما لان الاقوياء، لم تتحقق مخططاتهم بعد، واما لان اهدافهم لا تزال قيد التنفيذ من حيث تدمير المشرق العربي، وبعض دول المغرب العربي، والدول الاقليمية الكبرى، ولو كانت هناك رغبة او قدرة على الاقل، لتوصل العالم والاقليم الى مايمكن وصفه بتسوية شاملة للازمات، ومن خلفها، خرائط القوة والنفوذ والثروات، لكنهم لاعتبارات كثيرة، لا يفعلون ذلك، ويتركون كل هذه المنطقة معلقة، تحت احتمال الوصول الى تسوية كبرى، عبر الحرب المفتوحة، التي لا تبقي ولا تذر.

علينا ان نعود الى الارقام، لنكتشف حجم الاضرار على مستوى البنية الانسانية، والموارد والثروات، وقياس مستويات الاستقرار، ومنسوب الكراهية والتشظي، في المنطقة، وحالة المواجهة بين الكل، لندرك ان العالم يتلاعب بالمنطقة، ويدير حروب قواه الكبرى، عبر دول المنطقة، التي لاتحتمل اساسا، اكثر من ذلك، ولا هي مؤهلة لان تكون بديلا، عن الاخرين في صراعاتهم، لكنها محملة للاسف الشديد، بجينات القابلية للانتحار الذاتي، بدفع خارجي، او لعوامل داخلية.

ما يراد قوله نهاية، ان المنطقة العربية، لا يمكن ان تبقى كذلك، تنتحر يوميا، تنهار تدريجيا، دولة تلو اخرى، وفي لحظة ما، لابد من تسوية كبرى، لكن لا احد يعرف اذا ما كانت سلما او حربا، وعلى حساب من تحديدا، ومن سيدفع كل الفواتير؟!.

الدستور