د. أيّوب أبو ديّة
في ضوء الحوار الذي يدور حول إمكانية السماح بإنشاء طابق خامس لابد من الحديث عن قضية إيجابيات وسلبيات ترخيص طابق خامس في عمّان عبر الحاجة للنظر إليها من عدة مناظير: المنظور الأول يشتمل على قواعد السلامة العامة، أما الثاني فهو المنظور البيئي والثالث يتعلق بالخدمات العامة وخفض أسعار الاراضي.
فإذا ذهبنا بالمنظور البيئي إلى أقصاه واعتبرناه عنصراً مهماً، فإننا ربما نستطيع أن نؤيد هذه الفكرة لأن الطابق الخامس يزيد من الكثافة السكانية ويقلل من عدد الأراضي المطلوبة للبناء ويخفض من أسعار الاراضي ويحد من التوسع الأفقي على حساب الأراضي الزراعية والغطاء النباتي؛ لذلك فإن إضافة طابق خامس له إيجابيات بيئية من حيث تقليل الاعتداء على الأراضي الزراعية وتقليل التوسع الأفقي وخفض الحاجة إلى التوسع ومد الخدمات أفقياً وما إلى ذلك. ولكن بالمقابل ينبغي النظر إلى رؤية تتضمن السلامة العامة أيضاً.
فإن التوجه نحو ترخيص هذا الطابق الخامس ربما تكون له أبعاد خطيرة من حيث أن كثيرا من الأبنية لم تصمم أصلاً لتتحمل خمسة طوابق، وبالتالي فإن الاجتهاد في تقديم تقارير هندسية أو إعادة التأهيل للمباني قد يتجاوز عامل الأمان انطلاقاً من المصلحة الشخصية والفائدة الاقتصادية وضعف الإشراف الهندسي.
ومن ناحية أخرى، فإنه لا يمكن لأي كمية من العينات التي تؤخذ من البناء القائم للفحص مخبريا أن تغطي حالة المبنى الصحية بأسرها، وبالتالي فإن نسبة الخطر تظل مرتفعة، فضلاً عن الأخطاء الأخرى المحتملة كاختيار مواقع الأعمدة بطريقة غير دقيقة، واختيار مواد البناء وعدم ضبط الإشراف الدقيق على هذه الأبنية بشكل عام.
وأخيرا هناك الجانب الجمالي، فاعتقد أن هذه المسألة بحاجة إلى خبراء في هذا المجال لاتخاذ القرار بشأن مدى التشوه الجمالي وزيادة تلوث الهواء الذي يمكن أن يصيب عمّان في هذه الحالة // .